قال الإمام زين العابدين يوماً لأصحابه:"إخواني، أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا؛ فإنكم عليها حريصون وبها متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم للحواريين، قال لهم: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، وقال: أيكم يبني على موج البحر داراً، تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قرارا"

Wednesday, December 31, 2008

المناهج التعليمية

إن الفاحص للمنهج التعليمي في الكويت يجد أنه قريب جدا من نظرية رالف تايلور التي طبقت على النظام التعليمي في الولايات المتحدة في نهاية العقد الرابع من القرن المنصرم و التي أثبتت فشلها الذريع، يعرض تايلور في بداية محاولاته أساسا لطرق التعليم و التعلم، و ادعى أنها تخضع لمبدأ البحث العلمي، و عن طريق بحث مفضل توصل إلى أن تقييم نجاح المستوى العلمي و فشله متعلق مباشرة و بصورة طردية بأخلاقيات الطالب و تصرفاته و أدائه داخل الفصل، فسلوك الطالب داخل الفصل يعطي صورة واضحة من شأنها تحديد مدى نجاح المستوى التعليمي أو فشله، و استمر هذا النمط الفكري يطبق في النظام معتمدا على أربعة عناصر حددها تايلور هي
تحديد أهداف تعليمية لائقة
بناء تجارب علمية هادفة
تنطيم تجارب علمية ذات تأثير جماعي
تقييم المناهج و مراجعة البنود التي لم تثبت كفاءتها
و اعتبر تايلور هذه البنود قابلة للتطبيق بمعزل عن تحديد الوسيلة، و بذالك قد جعل الأفق التطبيقي مفتوحا ليشمل جميع الوسائل طالما أن المحصلة النهائية هي السيطرة على تصرفات الطالب و التحكم بأدائه و الإرتقاء به، و لذالك لاقت نظريته نقدا و معارضة شديدين ممن لحقه من المفكرين التعليميين و المتخصصيين فلم تستمر نظريته في التطبيق طويلا، و لكننا نجدها تلاقي الإستحسان إلى يومنا هذا في الكويت بعد مضي ستة عقود هذه إن صح نسب نظرية المناهج في الكويت إلى تايلور، هذا بالإضافة إلى إضافات كويتية و عربية عقيمة مريضة قبيحة أهلكت التعليم و المتعلم
المفهوم الحديث للمنهج الدراسي أتى كثمرة لعدة أمور منها التغيير الثقافي الناتج عن التطور و التكنولوجي، و التأثير المباشر لمتطلبات المجتمع على مخرجات التعليم و ضلوع المدرسة في هذه الوضيفة كمختبر إعداد طاقات عقلية متمايزة يستفيد منها المجتمع، أضف على ذالك نتائج البحوث العلمية التي تناولت المناهج التقليدية دراسة و تحليلا حيث أظهرت قصورا جوهريا فيها و في مفاهيمها، الكثير من البحوث و الدراسات توصلت إلى أن هناك علاقة مباشرة بين مستوى التلميذ و صلته المجتمع أي أن بيئة الطاب و طريقة تعامله مع المجتمع و نظرته له و تأثره بمن حوله عوامل تحدد طبيعة الطالب داخل الفصل و حرصه و أدائه، و وجدت أن المعلم اقتصر في عمله على آلية التلقين بحيث اعتمد المعلم على توصيل المعلومات التي تمليها عليه الوزارة دون الربط بين أفكار هذه المناهج أو بذل أي مجهود إضافي أو حتى مناقشة الأسلوب الذي تعرض من خلاله المادة الدراسية، فهو يعد خطته التدريسية مرة واحدة تقريبا ما لم تتغير المناهج و ما عليه إلا أن يعيد كتابتها بشكل أجمل يرضاه الموجه الفني الذي يتكرم بتوقيعه عليه و الذي يتمتع بدور ميت
إزدحم المنهج الدراسي بمجموعة ضخمة من المقررات غير المرتبطة استنادا على رأيين أولهما أن المعرفة هي الخير الأسمى و بالتالي عرض أكبر كمية منها من شأنه تنمية معارف الطلبة في مجالات عدة، و تانيهما هو أن الحاجة إلى مقررات من شأنها تقوية التلميذ و تأهيله لبلوغ الغاية الأولى، و بذالك نجد أن الكثير من الناس يخطئ في تعريف المنهج الدراسي، فهم يعتبرون ما يدرسه الطالب على مقاعد التعليم من مواد دراسية تضمها كتب الدراسة، و هذا خطأ، مفهوم المناهج أوسع بكثير من ذالك و لذالك لم يحدد علماء هذا الحقل من العلم له تعريفا دقيقا و لكنهم جميعا اتفقوا على أن المناهج أضخم من أن تحصر ضمن نطاق ضيع من التعليم، فهي تشمل كل ما يتصل بشكل مباشر أو غيره بالعملية التعليمية، و على الرغم من ذالك فباستطاعتنا القول أن مطوري مناهج التعليم أصحاب الرؤى الواضحة لهذه الصورة بمعانيها المختلفة باستطاعتهم الإتيان بخطط لتطوير المناهج و لكن الجوهر هنا مدى إلمام و اطلاع هؤلاء هو ما يحدد كفاءة خططهم، فأي منهج له في العادة قائمة بكيفية اختياره و أهدافه و محتوياته و طرق تطبيقه و برنامج لتقييم نتائجه و بالتالي تتحقق عملية تمرير الخبرات من المعلم إلى الطالب بنجاح بحيث يكون التحصيل التعليمي للطلبة هو أفضل ما يمكنهم تقديمه، و من هنا نجد أن المنهج هي كلمة شاملة لجميع الممارسات التي توفرها المدرسة للنهوض بامستوى التعليمي للطالب وفق خطط منظمة لاكتساب خبرات من شأنها الإرتقاء بالطالب و إعداده إعدادا سليما حتى يكون عنصرا فاعلا في المجتمع سواءا داخل المدرسة أم خارجها عن طريق أنماطا تعليمية و سلوكية تنمي روح التعلم عند الطالب و أخلاقياته، و محصلة لذالك، ما على الوزارة إلا أنها تعلم الطالب الطريقة للتعامل مع مختلف العلوم لا إقحامه فيها عنوة، تعلمه مبادئ و سلوكيات التعامل العلمي و العملي ، تعلم الطالب كيف يفكر و كيف يتكلم و كيف يعالج بطريقة حضارية علمية و عقلية و كيف يربط نفسه بالتعلم فيحبه و أما الإنغماس الإجباري لن يؤتي ثماره أبدا
لدينا عقول و كفاءات تعليمية و تربوية مميزة و راقية جدا في الكويت و لكن بسبب سيطرة الجهال منهم و الذين هم السواد الأعظم و إن ارتقوا أعلى المراتب التعليمية و التخصصية، فهم ليسوا أهل انتاج أو أداء فكري كان أم ارتقائي تطبيقي

Tuesday, December 23, 2008

الأسباب و المؤثرات الفنية لإخفاق التعليم-1

تقسم هذه الأسباب و المؤثرات بحسب توزيع المهام العامة إلى قسمين
أسباب و مؤثرات تنظيمية إدارية و التي تتمثل بمسؤولية الدولة التي أخفقت فيها عن طريق سوء في التخطيط أو التقنين أو التطبيق
أسباب و مؤثرات إنجازية أدائية و هي التي تشترك فيها الدولة مع الشعب و المقصود بالدولة هنا الحكومات المتتابعة و أما الشعب فالمقصود هنا جميع شرائحه بما في ذالك من هم خارج حقل التعليم

الأسباب و المؤثرات تنظيمية إدارية
اختارت الدولة في بداية نهظتها التعليمية أسلوبا يمزج ما بين النموذج الصوري و النموذج الجوهري لإعداد الطالب و المعلم، و المقصود بالنموذج الصوري هنا أي المظهر الشكلي العام الذي يظهر به الطالب و المعلم من التزام الطالب مثلا بزي مدرسي موحد و الوقوف للمدرس عند دخوله الفصل و تحية العلم و الإذاعة المدرسية و غير ذالك، و بشخصية تحمل في طياتها فرض السيطرة التامة بأي أسلوب كان للمعلم بحيث أصبحت الصورة العامة للمعلم هي صورة رجل يحمل في يده عصاة و يلقي بصرخاته على جوانب الفصل، أما أخلاقيات التعامل بين الطرفين و الإحترام "غير المفروض" و المتبادل بين الطرفين لم يكن ضمن الأجندة العامة حتى فلتت الأمور و أصبح التمرد سمة عامة في بداية الحياة التعليمية الحديثة، و تبعثرت الأسس الأخلاقية و توارثت الأجيال إخفاقات التي سبقتها سواءا على مستوى الطلبة أو المعلمين، كمقدمة هذا باختصار وصفا عاما للبداية التعليمية وفق السياق الحديث تسمية و جموح أجيال متمردة أصبحت من ثم قيادات فاسدة، و أما النموذج الجوهري فقد اعتمدت الدولة على بعض الخبرات الوافدة و المحلية المحدودة في إعداد السياسة التعليمية و لكنها لم تراجعها و لم تقيمها و لم تدعمها أيضا، و جعلته يربو وفق اجتهادات خاصة للمعلمين و مجهودات شخصية للطالب و بتدخل من الأهالي أيضا و سنرى ذالك عندما نعالج الموثرات و الأسباب الإجتماعية مستقبلا إن أحيانا الله سبحانه و تعالى

و أما الجسم الفني و الإداري للمؤسسات التعليمية فقد تشكل معظمه من الكفاءات المستوردة التي لم توعي اهتماما ثقيلا بالمسؤولية الملقاة على عاتقها كما هو الحال الذي نجده الآن بعد عقود من الزمن، هذه الكفاءات ليس من شأنها الإرتقاء بالنهضة العلمية و بالأسلوب التعليمي و مخرجات التعليم بقدر ما تجنيه من ثمرات مادية خلال زمن معين فقط دون وجود لعنصر رقابي سواءا ذاتيا كان أم خارجيا، اللهم باستثناء لبعض الجاليات و الكفاءات التي لا أنكر فضلها علي شخصيا في خلق روح علمية انتاجية تنافسية تسعى لما هو أفضل من عائدات التعليم التي تصب في مصلحة المجتمع العامة، و أما الكفاءات الوطنية فكانت شبه معدومة في البداية و التي بات المتميز منها يعد على أصابع اليد إن قورن بغيره، لك عزيزي القارئ على سبيل المثال أن كلتب هذه الكلمات درس جميع مراحل التعليم العام في الكويت بحيث بلغ عدد المدرسين الكويتيين الذين درس على يدهم خلال 12 سنة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة بحيث وزعوا على مواد التربية الإسلامية و مادة الإجتماعيات و التربية البدنية

دعونا نبدأ منذ إنشاء المدرسة المباركية للبنين سنة 1911 للميلاد تلتها الأحمدية سنة 1921 للميلاد و التي درست فيها العلوم الحديثة آنذاك و اللغات كالإنجليزية ثم مدرسة الوسطى للبنات سنة 1936 للميلاد جميعها كان نموذجا مطابقا للنموذج التعليمي في البلدان العربية كمصر و العراق و غيرهم من الدول العربية ذات الحركات العلمية السباقة تقريبا، الكفاءات التخطيطية و التدريسية معظمها كان وافدا و الكفاءات الوطنية كانت محدودة و معدودة، أتت الكفاءات الوطنية المحدودة جدا آنذاك و المستوردة أيضا و في جعبتها فكرا و ليس علما فقط تأثر به بعض الطلبة، و المناهح أيضا كانت تستورد دون أن تنقح و تنظم وفق الأهواء كما هو الحال عليه الآن، و تلت ذالك البعثات الدراسية التي طالت الدول العربية بحيث تشكلت أول بعثة دراسية رسمية سنة 1941 للميلاد و التي توجهت إلى البحرين (بعد 30 سنة من إنشاء المدرسة المباركية) و من ثم تلتها أخرى بعد زمن إلى الدول العربية المجاورة كالعراق و مصر و لبنان بحيث امتزج الطلبة آنذاك بتلك المجتمعات و ما كان يدور فيها من ثورة علمية أو فكرية سواءا قومية أو شيوعية أو اشتراكية أو تحررية أو غير ذالك، و بعودة هذه البعثات وجدت الدولة نفسها أمام مهمتان رئيسيتان بالنسبة لحقل التعليم، الأولى هي بناء قواعد طلابية شعبية متعلمة عن طريق انشاء مؤسسات تعليم سني أو مرحلي منظمة تتوافق و حاجة المجتمع و لم تركز على الأسلوب، و الثاني هو الإستمرار بالسعي على تطوير الكفاءات الوطنية و تهيئتها عن طريق إنشاء المؤسسات اأكاديمية و استمرارية البعثات و لم تحدد ماهية الحاجات الوطنية أو أهملت ذالك الجانب و لم تعد خططا مستقبلية مدروسة بل اعتمدت على الإجتهادات الشخصية و نصائح العقول المستوردة في الجهات الإدارية و التي كان بعضها أيضا يعمل و مازالت مثيلاتها على الحفاظ على وجودها، و أنشات جامعة الكويت سنة 1966 للميلاد و التي تعتبر الصرح الأكاديمي الوطني الموؤود حسبما أراه و الذي غرق في محول الإخفاق حتى وصل الحال إلى ما هو عليه اليوم، و هنا أتت أكبر خطيئة في حق الأجيال، خمسة عقود من الزمت مضت على ما يسمى بالجسم التعليمي الحديث و التعليم شبه ميت في الكويت، قد يقول البعض بأن الكويت ليست ذات شعب أمي أو غير أكاديمي حتى تكون تهضة التعليم فيها شبه ميته، و أقول متى ما أصبحت الشهادة ورقة تعلق على الحائط أو تقدم لوظيفة أو للحصول على لقب أو للمظاهر الكذابة أو لسد نقص شخصي أو للحصول على راتب أفضل دون أن تسهم في نهضة المجتمع فحالها من حال ورقة لف الشطائر، مصيرها صندوق القمامة أجلكم الله بعد الإنتهاء من أكل الشطيرة، و متى ما باتت الدولة بمعزل عن تقدير أهل العلم فيها و أصبحت إسهاماتهم و نظرياتهم قيد التهميش انعدمت قيمتهم القدراتية ، و السؤال المطروح هو بالرجوع إلى ما ذكر سلفا ما هي طبيعة الأخطاء الفنية التي أدت إلى دفن الحركة التعليمية قبل أن ينبض لها عرق في وقتنا الحاضر؟، الأسباب الفنية تنحصر إخفاقاتها في الآتي

المناهج التعليمية
القيادات التعليمية
العنصر التقييمي و الرقابي للحركة التعليمية
غياب هدف واضح و جلي لمخرجات التعليم
خطط تعليمية مؤقته غير دائمة و رؤى تعليمية غير ثابتة
غياب التوعية العامة بالنسبة للمجتمع و المعلم و الطالب
و أخيرا و ليس آخرا، إهمال التعليم المتعلق بذوي الإحتياجات الخاصة
و سيتم تناول كل على حدة في ما يتبع بإذن الواحد الأحد

Sunday, December 21, 2008

التربية و التعليم- مشكلة الكويت الكبرى- جذورها و آفاقها و حلولها

التعليم
موضوع التعليم موضوع دسم و ذو تشعبات وهو محل اهتمام الجميع و لذالك سيتم عرضه بصور متفرقة بحيث سيتم تسليط الأضواء من خلالها على النقاط محل البحث التي ستورد في المقدة إن شاء الله
مقدمة
قوام الحركة التعليمية ثلاث ركائز رئيسة هي واقعا ليست فقط هيكله بل لحمه و عروقه و دمه كما أرى، تلك الركائز نجدها في الطالب و المعلم و لغة الحوار بينهما التي هي الرابط فيما بينهما و هي المادة التعليمية أو فلنقل العلم محل التدريس، و ما سوى ذالك من مؤسسات عليمية و إدارة و وسائل عبارة عن محسنات لهذا الجسم التعليمي أو البناء الإجتماعي أو اللحمة بين لبنات البناء الذي يتألف من مخرجات و اقات تساهم في الحفاظ على مسيرة المجتمع و بقائه و تطويره إلى ما هو أفضل عن طريق توفير موارد بشرية بناءه و عقول منجزة و كفاءات متجددة و أيدي عاملة نشطة ترتبط جميعها بنسيج علمي عملي يعم بالفائدة على جميع طبقات المجتمع دون استثناء
بالنظر إلى الحركة التعليمية في الكويت و تتبعا لجذورها نجد أنها بنيت عن طريق استيراد الكفاءات، و أما الكفاءات الوطنية فرحلتها بدأت نذ الخمسينيات تقريبا إن صح الإيراد حيث تشكلت البعثات التعليمية إلى الدول العربية و الأوروبية (لمن استطاعوا إلى ذالك سبيلا)، و أخذت هذه البعثات بالنمو و التزايد حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، و كذالك الحال هو مع التعليم المرحلي أو العام الذي أخذ هو أيضا بالنمو كما و ليس نوعا و جوهرا، و أنشأت جامعة الكويت و غير ذالك من الكليات و المعاهد الفنية و التطبيقية و المهنية و معهد الأبحاث العلمية، و السؤال هنا هو عن أسباب تعثر هذه المؤسسات و البعثات و إخفاقها في خلق قناة أمداد تدعم المجتمع و فشلها الذريع الذي أودى بالحركة التعليمية في الكويت على مختلف المستويات و المراحل ابتداءا برياض الأطفال و مرورا بمراحل التعليم العام و انتهاءا بالمؤسسات الأكاديمية، و لو بحثنا عن الجهة المسؤولة عن جل المؤسسات سالفة الذكر لوجدنا أنها تقع تحت مظلة وزارة التربية و التعليم، إذا الإخفاق يشملها أيضا إن لم تكن هي جوهر هذا الإخفاق
هناك مؤثرات عديدة أودت بالحياة العلمية بشكل عام في الكويت، و لو قسمناها لوجدنا أنها تقع تحت التصنيفات التالية
أسباب و مؤثرات فنية
أسباب و مؤثرات سياسية
أسباب و مؤثرات اجتماعية
قد يتساءل البعض إن ثم هنالك أسباب اقتصادية أيضا و إنني لأستثنيها و باصرار كوني أؤمن أيمانا بليغا بأن الدولة لم تمر نهائيا بأية أزمات من شأنها إهلاك التعليم و العامل الأدائي لأهم منبع امداد للطاقات بمختلف صورها و لله الحمد و الفضل و المنة، و ما نسمعه من أعذار ما هو إلا ترهات و تصريحات واهية و أعذار لا يقبلها العقل، بل تمر على أعضائنا الأفاضل و ليس علينا، لأننا نتطلع لمستقلبنا و مستقبل اخوتنا و أخواتنا من أبناء المجتمع لا لمال أو جاه أو سلطان، بل نتابع الأمور و نحللها من خلال منظور منطقي عقلي بحت، نحن ليس لدينا أدنى مشكلة في حماية المؤسسات العلمية ماديا مهما كلف الأمر
من خلال ذالك تجتمع الأسباب و المؤثرات حسب منظورنا المتواضع في التصنيفات سابقة الإيراد و التي سنتطرق إليها كل على حدة بشكل مفصل قدر الإمكان بمشيئة الله الذي نسأله التوفيق في ذالك
إخوتي و أخواتي الكرام، إن كان الموضوع محل اهتمامكم و لكم رؤى و آراء خاصة في جانب من جوانبه فلا مانع من ايراد ذالك في تعليقاتكم أو مشاركتم، فإن ذالك محل فخر و اعتزاز و تقدير عندي

Sunday, December 14, 2008

التربية و التعليم- مشكلة الكويت الكبرى- جذورها و آفاقها و حلولها- التربية

بما أن الوزارة المعنية قدمت كلمة التربية على التعليم في مسماها و اختصاصها إذا فسنتخذ من "التربية" بداية لمحور بحثنا التحليلي الذي
يستند على معايشة أداء هذه الوزارة و قياداتها المتتابعة طوال السنين المنصرمة من أعمارنا و نحاول تحديد مدى بعد أو ارتباط هذه الوزارة بالأسس العامة لمفهوم التربية إن أمكن لأن الوزارة أقحمت نفسها في هذه العملية شديدة الأهمة و بالتالي يجب أن توضع تحت المجهر كي تعين مواضع الخلل و بالتالي القضاء عليها إن أردنا أو استطعنا ذالك
يعرف المختصون التربية بأنها عملية تكيف الإنسان مع محيطه و بيئته، و تشكل العملية التربوية غرسا لبذرة الأسرة و المجتمع، فإن صح الغرس نمت الشجرة و أثمرت، و للتربية أدوار و تقسيمات مدارس سنعرضها بشرح موجز لضيق المقام و أتمنى من الله العلي القدير أن يتعمق من لديه الوقت و المصادر الكافيين في هذه الأفكار حتى نرتقي بالمجتمع إن امتلكنا النية لذالك
أدوار التربية
إن أولى وضائف عملية التربية هي كونها تحديدا لملامح علاقة الإنسان بالأسرة و المجتمع، فهي علاقة اتصال لا علاقة نفوذ، أي أنها ذات طابع وجداني بحت يخلو من عنصر التسلط، أي أنه يمكننا القول بأن التربية تخضع لتأثير العلاقة بين الطرف الملقي و الطرف المتلقي على مختلف المستويات، و هي قائمة أساس على التلاحم الوجداني لا القوى النفوذية التي قد نجدها مثلا في علاقة الجندي بالقائد مثلا، فهو يخضع لأوامر ينفذها دون نقاش أو شرح لحيثياتها، بل على خلاف ذالك تكون التربية مبنية على تأثر الإنسان بمن يتصل وجدانه به حيث يحول شعوره إلى فكر يناقشه و يحلله و من ثم يقبله أو يرفضه
التربية هي وسيلة لزرع الإخلاق بطريقة سلوكية، فالأخلاق لا تزرع بالتخطيط و المفاهيم الكلامية، فهي مشروع تطبيقي بحت يقوم على الحاجة إلى سلوك متخلق، أي سلوكا ذو ملامح أخلاقية يعبر عنها بأمثلة و صور حسية عينية لا كلامية تهدف إلى السمو الإنساني العملي كالصدق و الإخلاص و الإحترام مثلا
تقسيمات التربية
تربية ظاهرة - مقصودة
تربية مستترة - غير مقصودة
التربية الظاهرة هي التي تقوم على برنامج دراسي و نجاحها متعلق بمستوى البرنامج التي تحمله و طريقة تطبيقه، و كمثال للتوضيح لا الحصر عملية وضع جدول زمني معين لتعليم مجموعة من الأطفال الإلتزام بالمواعد عن طريق تحديد وقت لبداية الحصة و نهايتها، فإن التزم الطفل بذالك و أصبح ذالك جزءا من طبيعته عرف بأنه من الضروري القيام بتحديد جداول زمنية للمهمات و تنظيم وقته اليومي، و لكن كما يرى الجميع أن هذه العملية نجاحها محدود جدا و لا تؤتي أكلها دائما
التربية المستترة هي الإنعكاس السلوكي العلمي و الإخلاقي الذي يتولد عن طريق تأثر المتلقي بالملقي سلبا أسلبا أم ايجابا و هي مؤثرة أكثر من التربية الظاهرة، أي أن اكتساب المتلقي و تأثره بسلوكيات الملقي يقوم على أسس و دعائم اكثر قوة تأثيريا و مثال على ذالك هو تعلم المتلقي المبادئ كالصدق و الأمانة و الإستقامة من المتلقي لأن التأثير هنا وجداني تتضربه النفس و يهضمه العقل، و المقصود باتأثر السلبي كما ذكر سلفا هو التخلص من الصفات المنبوذة أتخظر هنا كلمة للإمام علي (ع) مخاطبا ولده الحسن (ع) و هي " وجدتك بعضي بل وجدتك كلي" أي وجدت متأثرا بي حتى رأيت بعض صفاتي ظاهرة في خلقك و أنت طفلا و أصبحت أرى جل أخلاقي و صفاتي فيك عندما كبرت أي حين تشبعت بالتأثر بها
المدارس التربوية و طرقها الفلسفية - نظرة موجزة
المدرسة ذات المنهحية الطبيعية - رسو
تنحصر فكرة هذه المدرسة في المنهجية الفلسفية القائمة على إطلاق العنان للأمور بطبيعتها استنادا إلى مبدأ " لا تتصرف بالطبيعة فتدمرها"، فالطفل كالطبيعة ما إن تصرفت فيه إلا و إجريت عليه تغيرات في طبيعته و كيانه، فما على المجتمع إلا اكتشاف الموهب و الميول التي بحملها الطفل و رفع العوائق عنها، كلام جميل بظاهره و في باطنه الشر و الدمار، على الرغم من أن هذه المدرس تحث على الحفاظ على بكارة الطبيعة و أنها ستؤتي أكلها في جميع الحقول عن طريق إطلاق العنان الطبيعي للفرد حتى يكون مبدعا معطاءا منتجا و وهب الحر يات كاملة و رفع جميع العوائق فهي لم تحدد المعايير القاسية و التقييمية لما قد تؤول إليه الأبعاد الجزئية لطبيعة الفرد كالكذب و الجنس و الخيانة و السرقة و الظلم و غير ذالك من الصفات المماثلة
المدرسة ذات المنهجية البرجماتية
تقوم هذه المنهجية على إناطة التربية ن باختلاف الحضارات، أي أن التربية مكتسبة من الحضارات التي يتأثر بها الإنسان معيشيا و بيئته ، يربو بها، فلا أصالة للعملية التربوية، أي أن تربية الشرقي تختلف عن تربية الغربي فإن ربى الشرقي في الغرب بات غربي التربية و الأخلاق و بالتالي ينعدم الوجود الحقيقي لقيمه و مبادئه الأصيلة و مثله لأنها مرتبطة ببيئته و هي عامل متغير غير تابت و هذا خطأ يقع فيه كل من يستند إلى هذه الفلسفة، و أوضح متال على ذالك هو العزلة التقافية التعيشها معظم الغربيون عندما يسكنون مجتمعات شرقية ذات ثقافات متأصلة كمجتمعات الشرق الأوسط و بعض مجتمعات الشرق الأقصى على سبيل المثال، لحركة المشتثشرقين أعظم الدلالاتـ فهم لم ينسلخوا عن ثقافاتهم رغم تشبعهم بثقافات أخرى، إن هذه المدرسة لا تعطي الأخلاق صفة الوجود المثبت بل تعتبرها عاملا متغيرا و هذا خطأ آخر، فلا المجرم يتحول إلى شخصل مستقيما بمجرد تغيير المجتمع الذي يسكنه و لا صاحب الفضائل يتنازل عن فضائله إن عاش في مجتمع يخلو منها
المدرسة ذات المنهجية الإسلامية
بداية و حتى لا يشكل البعض، المنهجية المقصودة هنا منهجة عامة نجدها بالطبيعة الإسلامية و لا علاقة لها بالدارس الفقهية أو غير ذالك، فأفكارها مستمدة من المفاهيم العامة التي يراها الكثيرون في القرآن و السنة بكل وضوح و هي تختلف عن ما يروجه البعض من فكر خلط فيع العرف و الهوى
تعتد هذه المدرسة على تلات مقومات أساسية
مبدأ أصالة المثل (مخالفة البرجماتيكيين) - أي أن العملية التربوية تمتد عبر الحضارات و لا تنحصر بين عرقيات أو أزمنة، و أن المبادئ التربوية و الأخلاقية متأصلة في الطبيعة البشرية ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا و إما كفورا) صدق الله العظيم، و أمثلة على تلك الأصالة هو إجماع الحضارات كلها على أن الصدق محبوب و الكذب منبوذ و الشرف جميل و الخيانة قبيحة فكل هذه الأمثلة أصيلة غير مكتسبة
تقسم هذه المدرسة اللذات إلى قسمين
لذه حسية - طعم عصير البرتقال مثلا
لذه عقلية - و هي مسألة رياضية يتحرك من خلالها العقل و عدة تشعبات للوصول إلى الحل، و كمثال على ذالك هو الحالة التي تنتاب المرء عندما يساعد رجل كبير في السن أو شخصا عاجزا في عبور الشارع مثلا، فحالة اللذة التي تنتاب الإنسان عندما ينجز عملا كهذا هي حالة تفور عقلي تدل على أن هناك مثل أصيلة مترسخة في فطرة الإنسان، فإن وافقها استأنس و فرح و إن خالفها استاء، و إننا نجد هذه الفكرة في التكوين الإنساني ( و نفس و ما سواها فلإلهما فجورها و تقواها، قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها) صدق الله العظيم فالمثل و الأخلاق متأصلة غير متغيرة و لكن الإنسان هو الذي يحييها و يميتها بالتأثير و التأثر
مبدأ الرقابة و الإشراف - أي المتابعة الهائة الهادفة دون عنف و هي الحركة التي تقوم بها الأسرة لا المؤسسة التربوية أو أي مؤسسة أخرى و إن أخذت المؤسسة التربوية دور الأسرة أصبح الدور الربوي غير هادف لأن المسؤوليات فيه تضيع بين تعدد المسؤولين و تصادم القرارات و تغيير السيايات و المنهجيات فلا يبقى قانون تربوي ثابت أو قاعدة ثابتة فيهلك الجيل كما نراه بام العين أخلاقيا و تربويا ( يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة) صدق الله العظيم، فالمتابع يجب أن يكون أهلا لذالك عن طريق متابعة نفسه أولا تم محيطه و لا يلبس ثوب الدين و الشرف على غيره و هو في معزل عن مراصبة و محاسبة نفسه، فمن باب أولى أن يقيم أخلاقياته قبل أخلاقيات غيره
أما المبدأ الثالث فهو مبدأ العقل الجمعي ، هو مبدأ أو قاعدة تحتاج إليها التربية و الدين، و مثال على ذالك ما نجده في الدين يحث على صلاة الجماعة كنشاط جماعي يخلق عقلا جمعيا و كذالك في الحج، أي أن الفكر الحاث على أن المرء هو جزءا لا يتجزأ من المجتمع و أن أن بقية أفراده لا يختلفون عنه و لا يتمايزون عنه بأي صورة كانت و يتصرف من هذا المنطلق هو ما يغرس في العقول و تتكهرب به النفوس، فالفائدة و الضرر كلاهما يصيب الجماعة و بالتالي تصقل شخصية الإنسان و يربو على المشاركة الفكرية و إلغاء مبدأ العزلة الفكرية و يصبح المرء قادرا على تقييم أفكار غيره بصور علمية لا أهواء شخصية لأنه على علم بها عن طريق مشاركة جميع أفراد مجتمعه و التحامه مع جميع الطبقات فكريا، و بالمشاركة الفكرية يضيع التشتت بين مجاميع المجتمع الواحد و تضيق المسافات و بدون العقل الجمعي تنقسم حتى الجماعة الواحدة و تظهر التيارات و المجاميه و التبعثر، و تموت المبادئ العامة و توأد الإخلاق و يحكم الهوى و ينهار الجيل فيهلك امجتمع بالتبعية، و دعوني أقدم لكم متالا من حياة من قال عنه الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانه و تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) صدق الله العظيم، خير خلق الله صلوات الله و سلامه عليه و آله
عن سهل بن ساعد رضي الله عنه قال: أُتي النبي بقدح فشرب منه، وعن يمينه غلام أصغر القوم والأشياخ عن يساره فقال: يا غلام، أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ، قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدًا يا رسول الله فأعطاه إياه
بذمتكم، لو تفوه بهذا الكلام غلام غي أيامنا هذه هماذا سيكون مصيره؟
و مما قد سلف ذكره نجد أن الإنسان هو الدعامة الأساسية للمجتمع و منهج التربية هو بناؤه، و بما أن المؤسسة التربوية حائرة في أمرها بحيث أنها لم تحدد اتجاها تربويا واضحا و منهاجا عقليا تطبيقيا لا قوليا ، مدروسا يخلوا من أهواء تيارية و شخصية مخلوطه أدت إلى إلغاء الوجود الموحد و خلق كيانات جزئية و هز عنصر التقة بالمؤسسة التعليمية و تقوية مبدأ المحاصصة و الطبقية و تجميد مشاركة الكافاءات و إفشاء فكر الفشل الجماعي مما أدى إلى إلقاء اللوم على المجتمع في انهيار الأجيال قبح إفرازاته من بعد تلويثه بكفاءات غير مؤهلة و تسليم المؤسسة التربوية لمن ليسوا أهلا للتصدي لهكذا موسسة عظيمة الأهمية فانهار بالتبعية المجتمع، من خلال ذالك نجد أن الحرص على ضياع المبادئ التربوية أمرا طبيعيا عندما تسود الفوضى و المصالح الفردية و التيارية على المصلحة العامة و أن بقاء الوزارة كمؤسسة تربوية هو أحد أخطر الأمور على الأجيال، فالمؤسسة يجب أن تكون تعليمية فقط حتى نستطيع ايجاد أجيال تحمل فكرا مشتركا غير مبني على أهواء من يحملون مسمى قيادات تربوية، إلا أن كانت منهجيتها هي خلق أجيال متقاعسة فهذا أمر آخر
باختصار شديد كان هذا عرضا لمبادئ التربية و أترك لكم تقييم المسيرة التربوية و اما رأيي فهو إن المؤسسة التربوية خلطت الحابل بالنابل حتى فقدت أية هوية لسياستها التربوية و حتى من يدعون أن الفلسفة المزمع تفعيلها هي الفلسقة التربوية الإسلامية هم مخطئون لأن ما يطرحونه هوائي بحت يخلوا من أية من المبادئ سالفة الذكر، فهو لا يحمل أصالة المثل لأنه لا يعطي المتلقي فرصة التقييم العقلي و لا للهدوء في مبدأ الرقابة و الإشراف و لا لمبدأ العقل الجمعي في طرحه لأنه يقضي على أي طرح لا يتوافق و مبادئه مهما كانت هويته، فهو يطمح لخلق جيل أحادي الفكر محكوم العقل و محجور على رأيه، و أما التيارات المتحررة أو السياسية فهي تقصي كل فكر له صلة بالدين و إن كان نافعا و تطبق كل ما سواه من المبادئ و إن كان مرفوضا حتى من الناحية العرفية و الذي قد يؤول بالأمور إلى خلق فكر يتضارب مع واقع حامله مما يهز كيان الإنسان، مثالا على ذالك الطابع القومي الذي كانت تحمله المناهج التربوية قبل الإحتلال العراقي للكويت و مبادئه و أسسه التي صدمت الجميع يوم احتل الوطن و وقفت الحكومات ضد تحريره و اضمحلت أسس و مزايا و سمات التكامل العربي و غير ذالك من الشعارات، أتركوا التربية للأهل والأسر أفضل و دعوا الإجيال تحاول خلق ما يربط بينها بدلا من بحثها عن الفروق التي تزيد الفوارق بينها و اتركوها في معزل عن التيارات السياسية و التناحرات الفكرية و اجعلوا المؤسسة فقط علمية و ليست تربوية كما هي حالتها في أغلب دول العالم التي لا تعاني من تعليم أبنائها، لنفسي أحتفظ بهذا الرأي و لمن أراد منه نفعا حق الإحتفاظ واصل، و أما من يرفضه فهو أيضا محل للإحترام و التقدير

Monday, December 8, 2008

صناعة إنسان و بناء وطن

يخوض الكثيرون قي موضوع الإصلاح التعليمي منذ سنوات عدة، و لكن إلى الآن و أظن إلى مدى ليس بقريب لن يجد الإنسان الكويتي أي نتائج إيجابية على المستوى الإجمالي على الساحة التعليمية و الإجتماعية بالتبعبة على الأقل خلال العقد الراهن و العقد القادم كما أرى، و ذالك يرجع لأسباب أولها أن العاملين على الحركة الإصلاحية للتعليم ليسوا جادين في زعمهم و لأن المشكلة كما أرى ذات تشعبات كثيرة تتقاطع مع مثيلاتها السياسية و الإجتماعية و لأن من يعملون على إيجاد الحلول فاقدون للكفاءات التربوية و التعليمية و لأن الطرق المتبعة طرق قديمة عقيمة أكل عليها الدهر و شرب مرارا و تكرار حتى تعتقت فاحمضت و من ثم بليت
للأسف الشديد الجميع يرى بأننا كما تجري عليه العادة لا نبحث عن أصول و منابع الإشكال و نعالجها و لكن نحاول إخفاء الإخفاق و دفنه و مواراته إلى أن تفوح رائحته الكريهة النتنة و يتولد إلحاح للتغيير نتغنى به و لا نجد من بعد ذالك إلا صور إخفاقية جديدة محورة في شكلها متطابقة في مضمونها، أكثرنا لا يعمل و لكنه فقط يتكلم عن العمل و بالتالي بات تصحيح المفاهيم و تقويم التصرفات أمرا ليس بسهل، يجهل الكثيرون بان هناك علاقة قوية بين المفاهيم و التصرفات و هي معتمدة على مدى قوة ترسيخ المفاهيم و التصاقها بالفكر التطبيقي لا الكلامي للإنسان
أتخطرتصريح كان لوزيرة التربية و التعليم السيدة نورية الصبيح إبان استلامها لحقيبة الوزارة عندما سؤلت عن تردي المستوى الأدائي للمعلم إن لم تخني الذاكرة فأرجأت العلة في ذالك إلى تردي الميزانية كسبب رئيس، و لو ساعدت الميزانية لتم استقطاب مدرسين حتى من أمريكا على حد تعبيرها و كأن أمريكا وحدها ولادة للمعلمين الأكفاء و ما سواها عدم، هذا التصريح استوقفني لبرهة متسائلا، هل سخرت الوزيرة من عقولنا كمتابعين أم أن من صرحت لهم في المجلس لا يعون ماهية ما قالته السيدة الوزيرة أم أن هذا فعلا ما تؤمن به هي نفسها؟؟، لِم لم تقل اليابان مثلا أو فرنسا أو بريطانيا؟؟ و أين هي ألمانيا و كندا و الصين؟؟ و غيرهم من الدول التي تهتم بصناعة الإنسان و صقله علميا حتى يرتقي أداؤه و تعم الفائدة على المجتمع ككل، نحن كمواطنون كويتييون لا نطلب عنب الشام أو بلح اليمن أو نوق الملك النعمان الحمر و لكننا نطالب بنظام تعليمي يكفل لنا و لأولادنا حياة لا تختلف عن من سوانا من البشر في الأقطار سالفة الذكر و الآلاف سواها و ليس بشرط أن تكون أمريكا هي مقياس المستوى الأدائي ، هذا حق من حقوق المواطنة المكفولة لنا دستوريا و حق من حقوقنا كبشر، التعليم ليس بفصول دراسية مكيفة و كمبيوترات و غير ذالك من الشكليات، إن كان المعلم فاقدا لأهلية التعليم المعرفية و الإنسانية و المؤسسات التعليمية المسؤولة ليست بالكفاءة المطلوبة لتوفير نظاما تعليميا ناجحا فلا نظاما تعليميا لدينا
انظلاقا من منظور شخصي، أرى أن تدهور المستوى التعليمي الآفة الأقوى فتكا في المجتمع الكويتي، و لم تكن هذه المشكلة وليدة الساعة و اليوم و السنة و إنما هي نتاج طبيعي لسنوات من الإخفاق و التسيب و الإهمال و سوء التخطيط و الإدارة لأهم مؤسسة في المجتمع، مؤسسة تبني الأجيال التي هي ذخر الوطن الحق لا نفطه، لإن حالة السقم هذه التي يعاني منها النظام التعليمي أردت المجتمع عليلا يترقب منيتة كما يراه البعض، و لكنني لا أراه بهذه الصورة حقا، أرى في القوى العقلية القادمة قوى بانية معالجة ستسنح لها الفرصة في ذات يوم لدمغ بصماتها في معالجة الخلل و إن كان ذالك على المستوى الضيق، فبداية الغيث قطرة دائما
و من هذا المنطلق أنوي عرض سلسلة من المقالات أسأل الله العلي القدير التوفيق لها تعبر عن رؤية شخصية متواضعة في قضية التربية و التعليم في الكويت و أتمنى ان تثمر و تعود بفائدة جماعية بإذن الله تعالى، و علها تساهم و لو بحجم ذرة الرمل في إنقاذ ما بمكن إنقاذه و التي تعالج ركائز التعليم الأساسية (الطالب، المعلم، النظام التعليمي، المؤسسة التعليمية) و التي يتكون تحت عنوان" التربية و التعليم- مشكلة الكويت الكبرى- جذورها و آفاقها و حلولها" و بالتالي أتمنى من الإخوة الذين يحملون رؤى إصلاحية في التعليم المساهمة حتى تعم الفائدة و نصل إلى الهدف المنشود، و أنا من الذين لا يركنون لا على المجلس و لا على الحكومة فكلاهما علة لا دواء و إنما أعول على العقول النيرة و القلوب الطاهرة، و أود التنويه بأن ما سأطرحه غير مستند لبنك من المعلومات الورقية و لكن متابعة و تحليل شخصيين
كانت الغيبة محطة من محطات الحياة التي استدعت العزلة حتى تتحقق الأهداف و التي بفضل من الله و منه و رحمة منه اجتيزة و له الحمد و المنة، و ها قد عدنا و لله الحمد لكم إخوتي و أخواتي حتى نشارككم أفكاركم و مشاعركم و نتواصل معكم بكل محبة و ود و إيثار لا حد لهم، و لكل من سأل و مر و تفقد كامل و شامل التقدير و الوفاء و الشكر

Tuesday, September 30, 2008

عيدكم مبارك

أسعد الله أيامكم و كسى بثوب الفرح أوقاتكم و أنار بالتقوى قلوبكم و تقبل طاعتكم و أعمالكم
كل سنة و أنتم سالمين غانمين إن شاء الله
و عيدكم مبارك

Wednesday, September 10, 2008

Reboot

بداية أود أن أهنئ الجميع بحلول الشهر الفضيل سائلا المولى العلي القدير أن يحيط الجميع برحمته و مغفرته و ان يرزقنا جميعا التوفيق لصيام الشهر و قيامه و نيل بركاته، و أود أن أوجه شكري و امتناني لكل من مر و سأل و نعد الجميع إن شاء الله بالتواصل و المزيد بإذن الله تعالى حيث عدنا بعد أن أمضينا لحظات تفجرت روعة و بهجة و سرورا قضيناها بين الأهل و الأحبة على رغم قصر المدة و سرعة مرورها

Tuesday, August 5, 2008

حدائق الحكمة 4

نظرا لإرتباطي بالسفر عائدا إلى أحضان الوطن بعد أن أضنى البعاد الفؤاد و لانشغالي بترتيبات السفر و بعض الأمور العالقة لم أجد من الوقت ما استغله في إيراد بحث تحليلي موجز لمختارات من حكم لقمان عليه السلام ، و لكن أترك بين أيديكم كلمة قصيرة له عليه السلام فيها الفائدة العظيمة إن شاء الله و التنبيه و هي خير ما يتركه المرء لإنارة قلبه و قلوب المستفيدين بإذن الله و هي

يا بني

كذب من يقول الشر يقطع بالشر، ألا ترى أن النار لا تطفئ بالنار ولكن بالماء، وكذلك الشر لا يطفئ إلاّ بالخير

فبالخير و على الخير نحيا و نسأل الله أن يختم أعمارنا عليه و أن يحتسبنا عنده من الأخيار

و بذالك،أستميحكم العذر في الأنقطاع لقضاء الأجازة في الكويت و أترككم على خير إن شاء الله

و لنا عودة إن أحيانا الله ووفقنا لمواصلة خطواتنتا في حدائق الحكمة و التجمل بورودها و ثمارها

و الله يستر من الكويتية (الطائر المينون) ونكباتها اللي لازقه فيني لزقة عنزروت كل ما نويت أرد

Saturday, August 2, 2008

حدائق الحكمة 3

قال لقمان عليه السلام و هو يوصي ولده، بني
إني خدمت أربعة آلاف نبي في أربعة آلاف سنة، واخترت من كل كلماتهم ثمانية
الأربعة الأولى
إذا كنت بين الصلاة فاحفظ قلبك
.. والثانية : إذا كنت بين الناس فاحفظ لسانك
.. والثالثة : إذا كنت بين النعمة فاحفظ خلقك
.. والرابعة : إذا كنت في دار الغير فاحفظ عينك
والأربعة الأخيرة : كن ذاكراً أبداً لشيئين
الخالق، والموت
.. وكن ناسياً أبداً لشيئين
إحسانك في حق الغير
وإساء ة الغير في حقك

مقدمة
عودة أخرى مع لقمان عليه السلام في باقة من وصاياه لإبنه و نظرة عن كثب في بعض الأسس الأخلاقية و لكن بإيجاز نسأل الله العلي القدير أن نوفق لارتشاف تلك النقاوة الاخلاقية من خلال النقاط الواردة في هذه المجموعة التي تمثل محطات تهذيبية لبعض العلاقات التي ينسجها الإنسان في حياته، أولها و أهمها العلاقة مع الله عز و جل و التي تشكل نواة لمدارات كل العلائق و محور ترددها المتناقل بالتأثير المباشر حسيا و عقليا تماما كما هو التأثير حين نلقي حجرا في مياه راكدة فنجد بالتدقيق أنها تنشأ نقطة تأثيرية تتحول إلى دوائر مختلفة الأقطار تأخذ بالإتساع إلى أن تتلاشى، أي أن رحلة الإنسان الحياتية تتلاشى بتلاشي معظم تلك العلاقات و تأثيراتها و لكن تبقى علاقته مع الله التي هي أساس الوجود و مجنى الثمار التي يحملها المرء منا حين يقف في رحاب الخالق سبحانه و تعالى، فعلاقة الأنسان بالله غير منتهية و ديمومتها مقترنة بالوجود الرباني الدائم
الأفكار
تعتبر الصلاة إحدى صور ممارسة العقد أو الصك العلاقي بين العبد و الله سبحانه و تعالى، و هي إلزاما و شرطا من شروط هذه العلاقة، و الجدير بالذكر هنا ان هذه العلاقة لها خواصا متعددة، و الإستخفاف بها تضعيف لتلك العلاقة، ولها صفات ارتباطية متجانسة منها على سبيل المثال لا الحصر علاقة الرب و المربوب، و الإله و العابد، و الخالق و المخلوق و الرازق و المرزوق و العاشق و المعشوق و غير ذالك من المقترنات الصفاتية أو النعتية التي تفرد بها الله عز و جل و اكتسبها العبد بالتبعية، حينما يقف الإنسان بين يدي الله في صلاته و كله لهفة تحكم جوارحه و لبه يرتشف ندى العشق الإلهي الذي يتقاطر على قلبه فيشع نورا، يتلذذ بتلك اللحظات فيذوب في خشوع و ينسلخ عن الدنيا و ما فيها، و ترتبط حواسه بقلبه و عقله و يصيح لسان حاله قائلا لبيك يا حبيب فكلنا لك و تحت أمرك و بين يديك، و يعترف المرء منا بحاله و ضعفه فتجد كل قطعة في بدنه تعكس حقيقته قائلة أنا عبدك و مملوكك، ناصيتي بيدك و رزقي و رزق الخلائق من عندك، أنت ملجأي و ملاذي و في حماك أحط رحلي و من كريم عطائك يكون قصدي و طلبي، فلا تنظر للؤمي و قبح عملي، و انظر إلي بجمالك و جلالك، و جازني بلطفك و كرمك، و تقبل مثولي بين يديك و استكانتي و ضعفي، فأنت الغني عن عملي و أنا الفقير إلى رضاك و رحمتك و عفوك، فحفظ القلب يكون بالحرص على استمرارية فيضانه بذالك الشعور الذي لا يقبل وجودا آخر ملوثا غير الوجود الرباني في القلب، فلا ينشغل المرء منا عن الله إلا بالله
الإنسان مدني الطباع، يأبى العزلة و يستنكرها، يتحرك ضمن شبكة أو تفرعات اجتماعية تبدأ أسريا و تتسع بصورة صداقات و تفاعلات شعورية أو فكرية تضعه دائما أو غالبا في مجالس تتباين بطبيعتها من حيث الحدث أو المضمون أو غير ذالك، تضعه في وضع طبيعته الإلقاء و التلقي، و وصفه هنا يأتي بتغلب أحد الصفتين على الاخرى أو غياب إحداها و ظهور الأخرى إن صح التعبير، فيكون اللسان و السمع أداوات التعامل فيها، قد أورد العلماء أكثر من مئتي معصية تورد عن اللسان منها الكذب و القذف و الغيبة و النميمة و البهتان و الشتم و الإفتراء و أكتفي هنا بهذه المجموعة، و حفظ اللسان يقي المرء من الوقوع في المحضور حيث الوقاية خير من العلاج، و مما يوقع به اللسان أيضا هو تسفيه أصحاب الفكرة و الرأي دون الاستناد إلى دليل حسي أو عقلي لا لغرض سوى مخالفة الهوى و الذات و الشواهد هنا كثيرة نجدها بكل وضوح في المدونات التي توفر حماية للكثيرين عن طريق التخفي وراء الأسماء المستعارة حيث ينسى أصحابها بأن الله يسمع و يرى، العراك الكلامي مهانة للعقول كما أن العراك البدني مهانة للأبدان، و قد بات العراك الكلامي سمة من سمات التعامل للأسف و عند التعمق بأسبابه و دوافعه نجد بأنه لا يشكل أي دافع لها غير الهوى، فحفظ اللسان فيه صيانة للكرامة و رفعة
أعراض الناس هي كنوزها و من ثرواتها، و حفظها بغية للنبلاء، و المداينة هي صفة الحياة البشرية، فكما تدين تدان، و الاخلاقيات السوية تحتم على الإنسان احترام ذالك، فضلا عن خصوصيات المنازل التي هي محال أسرار البشر و حق لهم يهبونه لزوارهم، فلا تصبح منازلهم وأاعراضهم غرضا للخوض في أحاديث مفصلة ملؤها الدناءة و المكر
المعدة بيت الداء كما ورد عن المصطفى (ص) و وعاء لحفظ و تفكيك الإطعمة إلى مواد أولية يستفيد منها البدن و لا يتضرر منها، و حفظها يكون بالحرص على حلية ما يرد إليها نوعا و كما، فلا يحكم ذالك الجشع و الطمع، و حينها يهبط قدر الآدميين ليصبح كالأنعام بل أضل سبيلا، فكل على فطرته، و الإنسان مفطور على العقل حيث أن البهيمة أجلكم الله لا عقل لها، فيطمع بما يزيد عن حاجتة أو حرمان غيره من حقه و سلبه و التعدي على ما قسمه الله له و عندها يكون الله جل و علا هو الخصم و الحكم و قد خسر من كان الله خصما له، نرى من سرق اموال البشر يقفز هرجا و مرجا هنا و هناك و لكن يرق لحاله الفؤاد حقيقة، فهو خاسر أمام الله مهما بلغت أمواله
الذكرى تنفع المؤمنين، و من التذكر و التفكر أن يتعمق المرء في مصدرية وجوده و أصل خلقه و السببية الشرطية وراء ذالك و العودة إلى معاد لامحالة منه، إلى الخالق جل شأنه و علا مكانه حتى تعرض عليه مسيرته الحياتية بدقائقها و أحداثها ناشرة عمله على صحف مقترفاته، فالذكرى هي عودة إنابته إلى نقطة المصدر و الوجود و المطلق، و إرسال الطرف إلى نقطة العدم الوجودي للإنسان التي هي حتما مقضيا، فما بين التوحيد و المعاد يجري عمل ابن آدم وفقق أسس و نظم ارتضاها الله و وضعها و وضحها للإنسان بحيث لا يرتاب و لا يحيد في طريقه، بسم الله الرحمن الرحيم"إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً " صدق الله العظيم
أما النقطتين الأخيرتين فهما مرتبطتان بصفتين هما البعد عن الرياء و التجاوز، فالمرء منا يسمو بنفسه و قلبه و عقله حين يمارس هذا الضرب من الأخلاق، ينتابه شعور بالنقاء و ينعكس ذالك على ما يحيط به من الموجودات الكونية و الشيئية، يصبح صدره ربيعا مزهرا و عقله منيرا باهرا، و تتهذب جوارحه و يصح منطقه، و تبذر محبته في قلوب الصالحين فيصبح محل ثقة وإعجاب و نبع حنان تتردد عليه قلوبهم و نفوسهم، و يستأنس بحضوره العموم، و فوق كل هذا يرى فضل الله في هباته عليه و أهمها توضيح سبل الوصول إليه و أبرك الطرق للوفود إلى ميادين رحمته
الخاتمة
كانت تلك كلمات باح بها الفؤاد لعلها تكون لنا خير زاد، فمتى ما عمت تلك الصفات و رسمت طريق تعالملاتنا أصبحنا كقطرات الماء نقية في أصلها و طبيعتها منسجمة في تكوينها، أتمنى أن تجد لها في قلوبنا و تطبيقاتنا محال استقرار، و أن تكون حرما لي و لمن أراد النجاة من أي تيه خلقي أو تعاملي

Sunday, July 27, 2008

حدائق الحكمة 2

ورد عن لقمان عليه السلام في وصاياه لإبنه أنه قال
"إنك من حين سقطت من بطن أمك استدبرت الدنيا واستقبلت الآخرة، وأنت في كل يوم ما استقبلت أقرب منك إلى ما استدبرت، فتزود لدار أنت مستقبلها..وعليك بالتقوى فإنه أربح التجارات.. وإذا أحدثت ذنباً فأتبعه بالاستغفار والندم والعزم على ترك العود لمثله..واجعل الموت نصب عينيك والوقوف بين يدي خالقك.. وتمثل شهادة جوارحك عليك بعملك، والملائكة الموكلين بك تستحيي منهم ومن ربك الذي هو مشاهدك..وعليك بالموعظة فاعمل بها، فإنها عند العاقل أحلى من العسل الشهد، وهي على السفيه أشق من صعود الدرجة على الشيخ الكبير.. ولا تسمع الملاهي، فإنها تنسيك الآخرة، ولكن احضر الجنائز، وزر المقابر.. تذكر الموت وما بعده من الأهوال فتأخذ حذرك"
مقدمة
إن المتمحص للعبارات سالفة الإيراد ليجد أنها بذرة لمجلد كامل مبوب معنون بعناوين عدة تعكس مطالب و جوانب متفرقة تتعلق بالحياة و الإنسان و المعاد و الحساب و أخلاقيات التعامل و حساب الذات و حكم الجوارح و جموح الإنسان و حيده و و و .... إلخ، مما يعكس العمق الفكري و التجذر الإيماني و النقاء الطرحي الذي بلغه لقمان عليه السلام بفضل من الله، و لكن مما يستوجب الإشارة إليه هو أن كل هذه الأمور أوجزها لقمان عليه السلام في سطور و كلمات قصار و محطات متفرقة يسهل توثيقها في العقل، و لكن مفتاح العقل و قناة الورود إليه هما ما يكونا في غالب الأحيان غائبين و دعوني أقول (عني) هنا حتى لا أقع في اتهام أحدا، متى ما بات مفتاح العقل و طريق الورود إليه سهلي المنال أصبح ورود مهذباته من أفكار إيمانية و خلقية سهلا يسيرا
نقاط استدراكية
فعلا، تقاس الأعمار و تحمل على صفة التزايد الظاهري للحظات العيش و النمو الجسماني و الترسب التاريخي للإنسان و الأمم، و لكن حقيقتها في العلم الإلهي متناقصة، فالمرء يولد و عمره معروف في العلم الإلهي بكل دقائقه و أحداثه، فتكون العملية تناقصية لا تزايدية كما هي لنا، تسير الأقدام في رحلة الحياة نحو الحتوف التي تكون نهايتها إما سلمات السمو إلى علياء الرضا الإلهي أم ينتهي الطريق إلى حفرة من حفر جهنم التي أسأل الله العلي القدير بكل صفة و اسم سؤل بهما فأجاب سائله أن يقي جميع المسلمين تلك العاقبة، و ما يرتبط بالمسير دائما هو أنه يطوي المسافة بين نقطة الإبتداء و الوجهة ، يزيد البعد بين نقطتي الوجود الزمني و البداية،و خير مسافر هو ذالك الذي يحسن حساب فرضيات الضياع و أخطار الطريق و يحسن الإعداد و التزود في محطاته الحياتية حيث تكون التقوى خير زاد و الإيمان خير راحلة دائما
تقضي العقول لحظات طويلة منغمسة في أهوال الدنيا و همومها، في تصرفات البشر و آثارها و توابعها، فيما يقترن بأخطائهم و مقترفاتهم و تنال من أرواحنا و أحاسيسنا ما تنال، فتتمايز ردود الفعل بين الصفح و الخصام، فهذه طبيعة البشر، و لكن الله جل و علا كتب على نفسه الرحمة التي سبقت دوما غضبه، و أصدر لنا و لسائر خلقه أمره بعدم القنوط و كان ذالك انعكاسا لصورة رائعة لإحساس سمي بالإستغفار و حالة سميت بالتوبة و رزق أهلهما عزة و علوا عنده، و من هذا أعرج إلى أمر دنيوي آخر و هو وهب الصفح عن من أساء إلينا أو ارتكب ذنبا في شخصنا فهل يكون التجاوز و الصفح أول اختياراتنا؟؟؟ لا أدري، و لكنني على ثقة تامة بأن من يمتلك تلك الخاصية المتمثلة بصفة الصفح دون تحقير لمن يهبها إليه كحالة قلبية هم جواهر البشر و أسيادهم
تمرد الجوارح صفة تخلق حينما يتلوث القلب و العقل و لجمها و كبح جموحها يكون دوما بالتذكرة المستمرة بغياب صفة الديمومة للحياة و البقاء، الجوارح ما هي إلا كهوف تتردد بها أصداء الأوامر التي يمليها عليها القلب و العقل، فهما اللذان يحكمان الإنسان حسا و فكرا، و تنقية تلك القناتين تكون بالتذكرة و الموعظة و البعد عن ملوثات الحياة و معوقات الدروب و ملهيات الفكر التي إما أن تعرقل المسافر في رحلته أم تهلكه في سفره، و يكون الخيار الأول و الأخير هنا للإنسان نفسه، فلا سلطة لأحد ترغمه و لا قوة تجبره، لأنها تسلب من أعماله صفة الأخلاص التي تحقق القبول للعمل و تطفي عليها صفة الإجبار التي تحل محلها، فلا جبر و لا تفويض، و لي في المطبات الهوائية و تغير أحوال الطقس عند السفر و تأثيرهما على استقرار الطائرة و سلامتها عظيم الأثر و العبرة، و الشعور الذي يتولد في القلوب حين المرور بتلك اللحظات أعظم تذكرة
خاتمة
كلام لقمان عليه السلام أعمق من أن أتناوله بعقيلي البسيط جدا جدا في أسطر معدودة، و لكن للمقام شروطه و أحكامه، فالمعذرة منه عليه السلام أولا و من ثم منكم و بانتظار الإستزادة من تعليقاتكم و إثراءاتكم، فلا تبخلوا على أخيكم بها، و المنفعة هنا جماعية و نسأل الله أن يسمو بنا إلى درجات الرضا العلى عنده

Wednesday, July 23, 2008

حدائق الحكمة 1

مقدمة
نهوى البساتين و شم الرياحين، و نشتاق للجمال بين الحين و الحين، نعانق الزهر بنظراتنا، و نستنشق العطر بأنفاسنا و زفراتنا، نتغنى بالجمال و نفتن بعبيره، ونتلذذ بسحره وسطوة آثاره، نمشي بين أزهاره، ننحني، نشتم تلك الزهرة، و نملأ صدورنا بأريجها، فيحكي اللسان قصة عشق معها، و أجمل تلك البساتين هي التي يسبح أثرها بدمائنا، فترد روعتها قلوبنا و عقولنا، تزيدها جمالا و صحة و إشراقا فتصبح البسمة غير مفارقة لشفاهنا و الفرحة ملازمة للحظاتنا
الفكرة
لقد قررت أن أبدأ موضوعا ارأيت فيه الفائدة لشخصي و أرجوا من الله جل و علا أن تعم الفائدة و نخرج منها بنتيجة جماعية و فائدة عظيمة نستفيد منها و ننقلها لغيرنا
المحور الزمني
مفتوح، و لكن البداية فقط ستطرح لارتباطنا بالعودة لأحضان الوطن حيث سيتم التوقف لزمن و لكن ستستمر الخطوات في تلك الحدائق تقودوني من بستان لآخر، و أرجوا من الله جل و علا أن يصاحبني في رحلتي هذه من يود ذالك
البداية
تعتبر النصيحة من أثقل ما يرد على الكثيرين، لأنهم يرون فيها تقييدا للحريات و تجاوزا على العقول و المعتقدات، و لكن يرى البعض الآخر فيها تهذيبا للخلق و بسطا للطرق و إنارة للفكر و استفادة عظيمة يتزود منها الإنسان لمجابهة الحياة بظروفها و مواقفها و أحداثها بطريقة تكفل له نجاة من الوقوع في المحضور الدنيوي و الأخروي
سأبدأ بسلسلة أسميتها "حدائق الحكمة"، و هي عبارة عن مجاميع من نصائح و وصايا للقمان عليه السلام لولده، و هو الذي آتاه الله الحكمة " وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً " صدق الله العظيم، و البغية من ذالك هي السير نحو التهذيب للنفس لعلي أحضى بتوفيق الرحمن سبحانه و تعالى فأكون شيء من ذالك المخلوق الذي استخلفه الله على الأرض و حمل الأمانة التي أشفقت منها الجبال الرواسي، و أكون أشبه بومضة من نور نقي مقتبس من نور الحق الذي رزقه الله لصفوة عباده الذين هم عبرة و دليل و طريق ممهدة إلى الورود إلى ساحة الرحمة الإلهية بإذنه تعالى
و قبل الخوض بتلك الوصايا، أود التنويه بأن ما سأورده من رؤى تحليلية ما هو إلا محض آرائي الشخصية دون الاستناد لمصادر أهل العلم و السبب في ذالك ليس لتجاهلها، حاشا لله ،و لكن أردت أنهاك عقلي بالتعمق بها حتى أجبر نفسي على النفع و الإستزادة، للعلم أهله و لست أدعي بأنني منهم، و لكنني وددت أن أختبر نفسي و أهزمها بما سأملأ به العقل و القلب إن شاء الله، و لسنا هنا بصدد مجابهة أهل العلم أو التملق عند أحد أو نسب ما ليس لنا إلينا، فقد و رد عن رسول الله (ص) أنه قال "من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس اليه أدخله الله النار" و لكنني أسعى لإمداد قلبي بما يحمله على أن يعي حقيقة وجوده " فالقلوب أوعية و خيرها أوعاها" كما ورد عن الإمام علي (ع) و أبواب التعليق مفتوحة على مصراعيها للإستزادة و الاستفادة من آرائكم و إن طلبي ملحوق بإلحاح، فلنملأ عقولنا و قلوبنا من ينابيع الحكمة و فكر بناء و لستفيد و نقف إخوة و أخوات أمام هذه الدنيا و نائباتها
و كبداية و لضيق المقام، سأتناول نصيحة واحدة اليوم فقط و إن شاء الله سيتم تناول مجموعات قد جمعتها مسبقا
ورد عن لقمان عليه صلوات الله و سلامه و هو يوصي ابنه أنه قال "يا بني، إياك و الكذب، فإنه يفسد عليك عند الناس مروءتك، و يضع منزلتك، و يضيع جاهك، فلا يسمع أحد منك إذا حدثت، و لا يصدقك إذا قلت، و لا خير لك في الحياة إذا كنت كذالك، و إذا اطلع الناس على ذالك في أمرك ثم صدقت اتهموك و حقروا شأنك، و أبغضوا مجلسك، و أخفوا عنك أسرارهم، و ختموا حديثهم عنك و كتموه، و حذروك في أمر دينهم، و لا يأمنوك في شيء من أحوالهم، و هذه حالتك في قلوب الناس، و أكبر من ذالك مقت الله و عقوبته في الآخرة" و من هنا نرى بأن للكذب أثرا اجتماعيا واضحا في خلق عزلة عند أهل الحق، ناهيك عن الجانب الشرعي أو الديني فهو ليس محل للبحث هنا لانه من المسلمات التي لا ينكرها أحد، و لكن ما تشمئز منه النفس هو أن يعتبر الكذب حذلقة أو ذكاءا يستخدم في عصرنا هذا كأداة و اسلوبا ذكيا لتسيير الأمور و التعامل خاصة مع البسطاء من الناس حتى تسلب حقوقهم و يتم الاستحواذ على مستحقاتهم أو النجاة من عقاب أو تحريف أسباب أو المجاملة أو المحاباة، و كنتيجة أصبح صفة نجدها و نمر بها كل يوم فلا نستغرب منها
كان هذا تعليقا مختصرا لما نالته مقدمة الموضوع من سرد و لما حملت الوصية من وضوح مطلق، فلتجبر النفس و ليقهر اللسان على الصدق ففيه سبب لنيل رضى الله عز و جل و ثقة البشر، و هذه أول زهرة ترقص لها الروح فرحا و بهجة و سرورا

Tuesday, July 22, 2008

الواسطة

أرسل أحد الأصدقاء هذه القصة لي و ارتأيت بأن لا بأس بمشاركتكم أعزتي بها، ففيها من الدعابة و الواقعية ما نجده يوميا في حياتنا مع ملاحظة نقلها حرفيا دون تصرف مني
القاضي و راعي الدجاجة

جاء رجل ومعه دجاجة مذبوحه ( يعنى ميته ) وكان رايح( لمحل الدجاج)عند راعى الدجاج علشان يقطع الدجاجة فقالة راعى الدجاج خلاص روح لك ربع ساعة وتعال لي تلقاها جاهزه قال صاحب الدجاجة : خلاص اوكى

فمر قاضى المدينه على راعى الدجاج وقاله :عطني دجاج قاله راعى الدجاج : والله ماعندى الا هذى الدجاجة وهى لرجال بيرجع الحينقاله القاضى : خلاص عطنى اياها واذا جاك صاحبها قول له الدجاجه طارتقال راعى الدجاج : وشلون مايصير؟؟ هو جايبها ميته كيف ؟؟؟قالة القاضى : اقوووووولك قول له كذا ولا عليك وخليه يشتكى ولا يهمك قال راعى الدجاج : اوكى والله يستر
جاء صاحب الدجاجة عند راعى الدجاج وقال له وين دجاجتى ماخلصتقال راعى الدجاج : والله دجاجتك طارتقال صاحب الدجاجة : وش تقوووول كيف؟؟؟ صاحى انت... انا جايبها ميتهوصار بينهم شد فى الكلام وبغوا يتهاوشونفقال صاحب الدجاجة : امش معاى للقاضى علشان يحكم بينا هناك ويطلع الحق
فراحوا للقاضى وعند ذهابهم للقاضى فى الطريق شافوا اثنين يتهاوشون واحد مسلم والثانى يهودىفجاء راعي محل الدجاج يفرع بينهم ( يعنى يفرق بينهم ) ولكن اصبعه دخلت في عين اليهودى وفقعها (وفقئها)فتجمع الناس ومسكوا راعي محل الدجاج وقالوا هذا اللى فقع عين اليهودىفصارت القضية قضيتين
فجروه للمحكمة عند القاضى فيوم قربوا من المحكمة حاول يفلت منهم وهرب وجروا وراه يلحقونة يبون يحاكمونه لكنه دخل فى مسجد وهم وراهوركب فوق المنارة وهم وراه اخرتها طمر (نقز) من فوق المناره الا وهو على شايبفمات الشايب من اثر طيحت راعى محل الدجاج عليه
فجاء ولد الشايب وشاف ابوه ميت فلحق راعى محل الدجاج ومسكه هو ومعاه باقى الناس فذهبوا به الى القاضىفلما شافه القاضى ضحك يفكره علشان سالفة الدجاجهمادرى ان علية ثلاث قضايا :1) سرقة الدجاجة2 ) فقع عين اليهودى3) قتل الشايب
فعندما علم القاضى مسك راسه وقال عز الله انك جبت العيد فجلس يفكر القاضى وقال خلونا ناخذ القضايا وحدة بوحده
المهم نادى القاضي صاحب الدجاجه قالة القاضى: وش تقول فى دعواك على راعى محل الدجاجقال صاحب الدجاجة : هذا ياقاضى سرق دجاجتى وأنا معطيه اياها وهى ميتهويقووووول انها طاااارت كيف ياقاضى؟؟قال القاضى : هل تؤمن باللهقال صاحب الدجاجة : نعم أؤمن بالله قال له القاضى : ( يحيي العظام وهى رميم ) قم مالك شى جيبوا المدعى الثانى
فجابوا اليهودى وقالوا هذا ياقاضى فقع عينة راعى الدجاج فجلس القاضى يحوس ويفكر ويطلع وينزل,,,,,فقال القاضى لليهودى : دية المسلم للكافر النصف يعنى نفقع عينك الثانية علشان تفقع عين وحدة للمسلم (راعى الدجاج )فقال اليهودى : خلاص انا اتنازل ماعد ابى شى منهفقال القاضى : عطونا القضية الثالثة
جاء ولد الشايب اللى توفى وقال : ياقاضى هذا الرجل طمر على ابوى وقتله ففكر القاضى وقال : خلاص روحوا عند المنارة وتركب انت يالولد فوق وتطمرعلى راعى الدجاجفقال الولد للقاضى : طيب واذا تحرك يمين ولا يسار يمكن اموت اناقال القاضى : والله هذى مو مشكلتى ابوك ليش ماتحرك يمين ولا يسار فطلع راعى الدجاج من القضايا الثلاث زى الشعرة من العجينة

Tuesday, July 8, 2008

هواية

أنا مينون كواسكو و أمازون، لا تلوموني شوفوا بعيونكم و قولوا رايكم، بذمتكم مو هالطيور أحسن من وايد أوادم لي تكلموا؟؟؟ صج يونسون





Monday, June 30, 2008

كلام


من يزور الغروب يصير القلب فزاع
يلهج بحروف اسمك يناديك
يتمتم بلسان الكرى و من الشوق مرتاع
و لا يقدر يطفي نيران شوقه لملاقيك
هايم مثل بوم فاقد دقل و شراع
يترقص على وجه الموج قاصد طواريك
و العقل بين وديان الفكر ضاع
ينشد عنك و يدور محاريك
و العين من فقدها جفنها التاع
و دمعها بكثير السيل شاريك
الدهر بسيوف الهم لحشاك قطاع
يالغريب و محد من حولك يطببك و يداويك
نبع الكدر له غديت جراع
تغرف منه و تسقي روحك بأياديك
حتى الليل مل منك و صار بياع
من تقبل عليه بدموعك يخليك
تسلي خاطرك و تلبس له قناع
كود يخفي الذكرى و يواريك
ما تركد النفس و لا الحال طاع
كل ما تظن إنك طويته يطويك
قضيت عمرك تدرج من قاع إلى قاع
مالك غير رب الملا وحده يواسيك
يالله هذا عبدك لرحمتك جاع
يطرق بابك يا مجيب يقصد عطايا أياديك
فكني من جور من هو للعدل باع
يا راحم العين الباكية حين ترجيك

Monday, June 23, 2008

النصر


الشعور بنشوة النصر شعور عظيم تهيج معه مهج الأنام، و تفرح به حتى الأنعام، و لكل منا صورة يرى فيها النصر، فالتاجر يرى الربح في تجارته نصرا، و الفارس يرى في هزيمة نده نصرا، و العالم يرى في نتائجه نصرا، و هكذا، و الجدير بالذكر هنا أن النصر لطرف يكون دائما مقترن بهزيمة طرف آخر، فلا بد من وجود نوعا ما من الخسارة لطرف حنى تترجم كربح لطرف آخر، و لكن متى يكون الخاسر رابحا و الرابح خاسرا؟؟، استفهام برد إلى ذهني بين الفينة و الأخرى و أتفكر به و أحاول بعقلي المتواضع تحليله، و للوصول للإجابة ارتأيت تحليل السؤال إلى ثلالث عناصر هي
طرفا الإلتحام
القضية محل النزاع
الميدان
و بذالك تكون النتيجة معقولة على الأقل كما يراها عقلي المتواضع
و من خلال ذالك رأيت بأن شرط صحة الإستفهام يتحقق عندما يلتحم المرء في معركة مع نفسه بكل طاقته و عدته و كل طاقاتها و عدتها بحيت يتنازع الطرفان على قضية محل استحسان أو استهجان النفس (نفس لوامه أو نفس امارة بالسوء) و ميدان ذالك الإلتحام هو الحياة، تثار فيها أضرى المعارك و أشرسها، و متى ما انجلت غبرة ذاك الصراع وقف الجسد إما ضاحكا متبسما أو حزينا دامعا، فالفرح و الحزن هنا مقترن أحدهم بطبيعة النفس و درجة سيطرتها على العقل و القلب ، و من خلال ذالك نرى انتصار النفس هو خسارة فعلية لصاحبها إن كانت أمارة بالسوء و العكس يصح إن كانت لوامه، و لا انتصار أعظم من انتصار لما يرضي الله مقابل كبر ابن آدم
ذات مرة، قصدني أحد عمال النظافة في مقر عملي عندما كنت في الكويت و هو يرتجف خوفا و ارتباكا و طلب مني أن أصاحبه لأرى أمرا ما، و عندما فعلت رأيته يقودني إلى خارج المبنى باتجاه الحديقة حيث رأيت زميله واقعا على الأرض وهو يئن أنينا شديدا و الدماء تسيل من كفه بغزارة و آلة قص الحشائش تعمل بالقرب منه، فسألته عن الأسباب فأجابني الرجل الذي قصدني بأن زميله كان يقص الأعشاب و لكن الآلة توقفت لتجمع الحشائش بين أسنتها بكثرة فأراد إزالتها فأزالت الآلة اصبعان من أصابعه اللذان كانا ملقيان بالقرب منه، فهرولت مسرعا إلى الإدارة حيث رأيت جلالة و عظمة المدير واقفا و حوله بوتقة من "العجافة و الجمبازية" فتوقف و أخبرتهم بما رأيت و هرول الجميع إلى موقع الحادث، و بدلا من تخفيف آلام الرجل، لم أسمع إلا "انت اشلون تسوي جذي" " انت أثول؟" " ما اتفكر" فأصابتني حالة من الضجر اقتادتني بقوة تجاه سيارتي اللتي صاحب صوت توقف إطاراتها التفاف أعناقهم ناحيتها، فحملت الرجل الملقى على الأرض و طلبت من زيله الركوب و هرعت إلى أقرب مستشفى
عندما كنت جالسا في المستشفى أتاني زميل الرجل المصاب و طلب مني البقاء معهما لأن مندوب الشركة سيأتي حتما و سيتم توبيخ الرجل المصاب و سلب حقه و معاقبته فأجبته، و بينما أنا جالس أراقب اقتياد الرجل ناحية غرفة العمليات و إذا بالمندوب قد حضر، يخاطب الرجل المصاب بكل استهزاء و تحقير و لوم، فثارة ثائرتي و ذهبت ناحيته و قلت له: من أنت؟، فرد علي السؤال، فقلت أنا الذي أحضر هذا الرجل، فقال، المعذرة على جرك لموقف كهذا و لكنه (أي الرجل المصاب غبي) اذهب إلى عملك و سأتابع الموضوع، فرفضت و قلت له، ألست من البشر يا هذا؟ ، لم لا تراعي آلام الرجل؟ فقال: و من انت حتى تكلمني بهذه اللهجة، الأمر لا يعنيك و لا دخل لك به و نحن سنجازيه على اهماله و من الأفضل لك أن تنسحب من الموقف (وكان يخاطب مدير عام الشركة على الهاتف) ، فقلت: شوف مو انت و لا اللي كنت تكلمه بالتلفون، قول له يقول لك فلان الفلاني "اللي ما تطوله بيدك واصله بريلك، شعره من هالريال ما تجيس و ايدك و ايده أكسرهم إن شفت واحدكم مقرب صوبه" فتركته و ذهبت إلى مكتب المحقق و عرضت عليه الموضوع بحذافيره و نصحني بالذهاب إلى أقرب مخفر بعد خروج العامل من العمليات و تقديم بلاغ إصابة عمل على الفور،فشكرته بعمق وطبقت كل نصائحه و فعلا قمت بكل ما أرشدني لفعله و أعانني الإخوة في المخفر الذين أسأل الله أن ينير دروبهم و يحفظهم من كل سوء، و رفعت قضية ضد الشركة و كانت ثمرتها أن حصل العامل المسكين على مبلغ لا بأس به تعويضا عن إصابة و عاهة دائمة " فقد اصبعين" ما كان ليحصل عليه لو بقي يعمل في الكويت 20 سنة و ذهب إلى بلاده معززا مكرما و يحمل في يده بما تبقى بها من أصابع ثروة لعياله و أهله تكفل لهم عيشا هنيئا إن شاء الله
كانت هذه إحدى المواقف التي شعرت بها بحلاوة النصر على من التم حول المسكين حين وقع و على من أراد أن يسلبه حقه

Wednesday, June 18, 2008

ثرثرة

الذات كما أراها و ليس كما فسرتها العلوم النظرية، فلسفية كانت أم كلامية ، هي كيان ليس بحسي يخلق داخل الإنسان و تصقله الحياة باحداثها و لحظاتها و عواملها و مؤثراتها حتى تجعل منه منافسا داخليا نعيش معه بصراعات قد تنتهي بترويضه أو الخنوع و الخضوع لسيطرته، متلون و محترف في اغراءاته هذا الكيان، فقد يعشق المرء منا ذاته و يصبح قيد تصرف إغراءات هذا الكيان، حب الذات منبوذ عند جمهور العقلاء و لكنه يعطى صفة التقبل و الإنصاف عند اهل الهوى و الرغبات، قبيح في تصرفاته و وحش قي افتراساته، لا يميز بين القوي و الضعيف، الطفل و الشيخ، رقة المرأة ونفحاة جمالها أو شموخ و كبرياء الرجال، طريقه سلكها الكثيرون و معرفته لا يفقهها إلا المجربون، يبتلع كل المكارم و يحرق جل العزائم، قوي صلب شديد في تعامله، لا يغفر لعاشقه الزلة، و يعمي البصر و البصيرة عن مواضع العلة، يحمل فكر عاشقه على التفاضل، و يجمل في عينه كل التبذل و التحايل، و لكن مع كل هذا فهو حين يحاول أن يلبس ثوب الشموخ تجد في رضوخ، يشكو الوهن، وموؤود مقيد مسلسل من زمن إلى زمن، أين و عند من و بم؟
في قلب ورده الإيمان، و عند من حقر نفسه بين يدي الرحمن و باع الدنيا و طلب الجنان، فمن يرى نفسه ضئيلا ذليلا أمام الله تجده شامخا يحضن الكون بين ذراعيه وقلبه مملوء بحب البشر إن برد الحال أم استعر، يقف أمام شاهق الجبال، يخاطبه، كم يرى فيك البشر من عظمة و كم يهابون كيانك، و لكن لا تنسى يا جبل، مهما زاد شموخك و علا كيانك فقد ارتقى قمتك الإنسان و بت تحت نعله و قدمه، و أصبح ذاك مكانك
كانت هذه حزمة من السطور، قادتني إلى الظهور

Tuesday, May 13, 2008

رحيل


نعزي الكويت و أسرة آل الصباح الكرام و كل الإخوة و الأخوات الأحباب أبناء وطننا الحبيب بوفاة الفقيد سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح و نسأل الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جنانه و يرزقه و يكسوه برحمته و رضوانه
إنا لله و إنا إليه راجعون

Wednesday, April 30, 2008

I shall say goodbye




Well, I don’t know what to say and I really don’t know from where I shall start but it is always right to cut to the chase and reach to the heart of issues instead of moving around them. Blogging was a great experiment that I have attempted and an experience that I have gone through. Like any aspect of life, it had a positive and a negative part. The positive part was to get connected to various great mentalities from my beloved country and society and my participation in evaluating and discussing certain matters from which some were significant and others that were shallow. I have decided to quitt and this is a final decision that I have made due to numerous engagements and responsibilities that formulated the nature of this conclusion of “al7athrah”. Good luck to everybody and I will be visiting you brothers and sisters once I find the opportunity.

Gratefully and sincerely yours,
Bo Mohammad

Thursday, April 24, 2008

بربسة

أبي أشط شوي عن السلسلة
"المواصلات": تنظيم عمل المدوّنات بات في مراحله الأخيرة"
هذا مانشيت جريدة الهيو
يقول خبرهم لا بارك الله لهم بشي و لا وفقهم
"اكد وكيل وزارة المواصلات عبدالعزيز العصيمي ان »تنظيم عمل المواقع الالكترونية والمدونات ستنتهي منه لجنة مختصة في القريب العاجل، ويرفع تقرير في هذا الشأن إلى الجهات العليا«، مشيرا إلى ان قرارا وزاريا صدر قبل فترة »شكل لجنة تضم اعضاء من جهات حكومية لوضع تشريع قانوني"
ليش معورين روسكم و حالتكم حالة و لجان و ذي، قسموا المدونين إلى اربع مجموعات و عطوا المجموعة الأولى شريطة حمرة و الثانية خظره و الثالثة زرقه و الرابعة صفرة، و وزعوا على كل مراقب للمجاميع تيب عريظ و طن علج بصري وتانكي شيره، و اللي يتضايق المراقب من تدوينه ترسو حلجه علج بصري و تيبوه علشان ما يقدر ينطق و قلوه بتانكي الشيره و قعدوه ببراحة بعز القايلة علشان يقرصه اليعبو و ما تبقى حصمه الا و تلزق عليه و تحرقه الشمس علشان يتوب، و هذا جزاء رخيص و متوفر بسوق الحريم و البراحات ترس الديرة
"وذكر في تصريح لـ »الوطن« ان وزارة المواصلات كجهة تنفيذية »هي المسؤولة عن الانترنت والتصريح للمواقع في التشريع"
و من قال إن ديوانية الصيادين هي المسؤولة؟
"لكن هناك جهات حكومية اخرى تتابع المواقع المخلة بالآداب والقيم والموروث الاجتماعي الكويتي"
شكو التدوين بالمواقع المخلة بالآداب، بالعكس، حتى اللي بينهم خلاف ما يسبون بعض ولا تنعاب أخلاقهم يا يبه
و على طاري الموروث الإجتماعي الكويتي هم الحل عندي و آنه بو هندي
بسيطة، وزعوا وزر و قحافي و اغتر و فنايل كابتن على الرياييل، و على كل مره بخنق و برقع و ثوب و انخلص يا يبه، الله يا الدنيا صرت المدونات تمحي المواريث
"واوضح العصيمي ان الوزارة »تستطيع التحكم باغلاق او مخالفة المواقع التي تصدر من الكويت فقط، لكن المواقع الخارجية ليس لنا سيطرة عليه"
معلوم يا اخوي، هم بتقوترون الدنيا كلها؟
"واضاف ان تنسيقا يجري حاليا مع »وزارتي الاعلام والاوقاف والشؤون الاسلامية وجهات حكومية اخرى لوضع النقاط الاخيرة حول
" التشريع التنظيمي للمواقع الالكترونية والمدونات
و هذيله شكو، مصختوها عاد، دمامل، بكل مكان يطلعون
عاد آنه هذيله كلهم و وياهم الثروة السمكية بعد بيوني على الحظره
"بعد درس الجوانب ذات العلاقة والصلة ستتم الاستعانة بشركات القطاع الخاص للاستفادة من خبراتها في هذا"
اتعب على درس "ذكر" مو دراسة "نثية"، الجماعة دارسين ليلي بسيلان
هاااااذي القمنده
قول جذي من أول يا يبه، السالفه طلعت دهان سييييير، عاد شنو الدهن بو فيل؟؟؟؟
بس بقول شي، و الله العظيم عيب بالله الكريم عيب عليكم، تمشون شبر جدام و تردون باع ورا

Monday, April 14, 2008

سلسلة شعراؤنا 3


كان من فحول الشعراء في عصره، شاعر بخسه التاريخ حقه من الشهرة و التميز و التفرد، هو الشاعر حمود الناصر البدر

ولد في عام 1870 للميلاد في فريج البدر في الحي القبلي، و توفي سنة 1915 للميلاد، و لقد ذكر في رواية أخرى أنه ولد سنة 1863م و توفي سنة 1911م، و من خلال كلتا الروايتين يتضح أن الشاعر قد فارق الحياة وهو لم يتجاوز الخمسين من العمر

تزوج من ابنة عمه و هو في سن التاسعة عشر من شبابه، و لقد كانت لهذا الزواج قصة، فحين أفصح برغبته بالإقتران بإبنة عمه قيل له أنها أخته في الرضاع، و لكنه حين سأل إحدى عماته عن حقيقة الموضوع أنكرت وقوع الرضاع و أكدت له أن الغاية هي منعه من الزواج من إبنة عمه، فبادر بالذهاب إلى بيت عمه و أصر على خطبتها و كانت له

عمل شاعرنا كنوخذه من نواخذة الغوص المشهورين في الكويت و كان والده أحد الطواويش البارزين، كان شاعرنا يتمتع بذكاء نادر و قدرة فائقة على استغلال ذكائه، يحكى أن الشاعر عبدالله الفرج كان في مجلس يدور فيه الحديث عن الشعر، فطرح لغزا شعريا مكونا من بيتين على الحاظرين و دخل معهم في رهان إن عرفوا حل ذالك اللغز، و اشترط عليهم عدم سؤال حمود الناصر البدر عن اللغز و كان البيتان هما

عينان لا عينان نظره .... في كل عين من العينين نونان

نونان لا نونان خط يد .... في كل نون من النونين عينان

و بعد أن أعطاهم مهلة ليوم واحد و انقضت المدة دون الوصول إلى الحل لجأوا إلى الشاعر حمود الناصر البدر خفية و سألوه عن الحل، فاشترط عليهم أن تكون إجابته شفهية و قال: العين هو حوض ماء يستعمل للوضوء في المساجد في الهند و النونان هو السمك الذي يعيش في العين، وحين علم الشاعر عبدالله الفرج بأن الحاضرين قد توصلوا للإجابة على لغزه عرف بأنهم قد ذهبوا إلى حمود الناصر البدر، و حين اعترفوا بذالك حق عليهم شرط الرهان

كان شاعرنا هادئ الطباع، رقيق المزاج، نحيف البدن، ابيض البشرة، دائم الإبتسام نادرا ما شوهد منفعلا أو غاضبا، و كان من عاداته أن يختلي على شاطئ البحر في منطقة "الوطية" المشهورة، و أراد الشاعر عبدالله الفرج أن يداعبه في يوم من الأيام فأرسل إليه رسولا يحمل رسالة شفهية و طلب جوابها، و لما رأى الرسول الشاعر حمود البدر قال له: "ياك البحر و ردّه" يعني أن عبدالله الفرج شاعر فحل كالبحر، فأرسل حمود البدر جوابه يقول فيه "ياك اليراد و عده" وحين وصل الجواب إلى الشاعر عبدالله الفرج قال "حمود شاعر لا يغلب

في آخر ايام حياته اعتكف في بيته و لم يخرج منه أو يقابل الناس، و روى أحد الذين كنوا يترددون عليه في عزلته و هو السيد عبد العزيز الدويش أن شاعرنا كان دائم الجلوس أمام "الدوّه" (الوجار) و أمامه سجائر تسمى "الزبابين" و هي نوع من التنباك كان يحضر من العراق و بعض الأوراق التي كان يسجل عليها أشعاره و قصائده، و كان حين ينتهي من نظم قصائده يعمد إلى حرقها وإتلافها، و روى أحد أقاربه أنه حرم على نفسه نشر شعره بين الناس لأسباب لم يكن من السهل الإفصاح عنها أو تقصي حقيقتها، و لهذا كان يعمد لحرق قصائده
و بما أنني من عشاق الشعر الزهيري فإليكم بزهيرية من أروع ما قرأته في حياتي و التي أحفضها عن غيب في حين أنني لا أحفض أشعاري الخاصة


عفنا المنازل بسرعه و المقدر صار

و البال صوب الأوده كيف حاله صار

العسر كفات كفتني (جفتني) بحبله و صار

ما ظن في مهجتي بدياركم لقرى

و مدامعي لم تزل فوق الوجن تقرى

يا خوي لي جاك جوابي فسره و اقره

واسأل عن حال أخيك بأي ديره صار




Friday, April 11, 2008

سلسلة شعراؤنا 2


هو والد المطرب الشعبي ابراهيم الخشرم و أيضا الأديبة غنيمة فهد الخشرم، شاعرنا هو الأستاذ فهد عبد المحسن الفهد (الخشرم) رحمه الله، من شعراء الكويت المشهورين في القرن الماضي و قامة شعرية بالساحة الشعبية. ولد بالكويت عام 1908م ولقب بالخشرم نسبة الى اخواله لانه تربى في منزلهم

ركب شاعرنا في شبابه مع سفن الغوص على اللؤلؤ في هيرات الخليج العربي كغيص لسنوات طويلة، ثم اشتغل بالاعمال الحرة، وتميز بشاعريته وكسب سمعة كبيرة في الكويت ومختلف بلدان الخليج العربي من خلال ابياته الرائعة، حيث اتسمت قصائدة بالجمال والروعة وحسن التصوير، وله رديات مشهورة مع عددا من كبار الشعراء بالكويت كعبدالله بن غصاب ومرشد البذال وعبدالله اللوغاني رحمهم الله جميعا، و كانت له صداقة حميمة تربطه بالشاعر فهد بورسلي

وتوفي شاعرنا في الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر من عام الف وتسعمئة وثلاثة وثمانين من الميلاد، ورغم مضي ما يقارب ربع قرن على وفاته الا ان اشعاره مشهورة ومتداولة ومحفوظة على صدور الرواة من كبار السن ولكنها للأسف لم تجمع في ديوان مستقل حتى الان ومن المؤلم ان يهمل تراث شاعر كبير ذو ثروة شعرية مميزة كفهد الخشرم

كان رحمه الله ذو عزة نفس وأنفة، ، لكن بعد ظهور النفط و كساد مهنة الغوص ظل بلا عمل ، إذ لم يعرف في حياته مهنة غيرها .. فضاقت به الدنيا .. قال قصيدته التالية و هو يشكو ضيق اليد و ضيق الحال .. و قد ضمنها أبيات من الحكمة .. من يقراها يرى أن بعض صور الحياة في المجتمع لا زالت قائمة و موجودة ، رغم أنه قال القصيدة قبل أكثر من خمسين (50) عاما .. و إليكم مقطع مما قال الخشرم رحمه الله في هذه القصيدة التي لم اوردها كاملة لطولها فارجوا المعذرة من شاعرنا و منكم و من له الرغبة بقراءتها كاملة على استعداد تام لإرسالها له/لها


الحر ضايع .... و فرسوه الحباري

والذّل خيّم .. في صدور الضواري

عقب المعزّة دوك . صرنا وجاري

من ذا الزمان .... اللي بلتنا دواهيه

الكل نوّى ........... بالعلوم الردّية

حتى الخوي .... يكره ملاقى خوّيه

النوخذة يبخل .......... برد التحيّة

ظنه ......... إلى رد التحيّة تحاكيه

الكل يشكي ....... بالفقر و الغرابيل

يا عونة الرحمن .. ما من محاصيل

لا واهني .......... قلوبكم يا البهاليل

يا كود من قلبه ...... من الهم مخليه

ما هو سواتي .. شيّب الراس ضيمه

شيّبت وأنا شاب ..... ياهي هضيمة

الغير مستّر ....... في مجالس نديمه

وإلا انا جرحي ........ تعذّر مداويه

صار الوفا .... عند المخاليق ضايع

ما عاش فيها .... كود شين الطبايع

لا واسفا .. يا حيف صارت قطايع

الطيب ميّت ..... والردا عزّ أهاليه


و سلامتكم و تعيشون و سامحونا على التأخير فالفترة الماضية كانت فترة اختبارات و كانت أشبه بحالة الولادة المستعسرة و لكن بفضل من الله و منة و رحمة عبرت إن شاء الله بسلام

Thursday, April 3, 2008

سلسلة شعراؤنا 1


المخضرم المولود سنة 1912 و المتوفي سنة 1960 ،شاعر الكويت الكبير الراحل فهد راشد بورسلي، قدم كل ما هو أصيل، شعره ما زال يتردد صداه الى أيامنا هذه، تسمع اشعاره وتستمتع حين تستمع اليها، له جماليات شعرية رائعة، صوّر بها الحياة الكويتية التي عاشها فقدم كل انواع الشعر الذي اتسم بالجرأة، عالح كل أنواع العطاء الشعري، الاجتماعي والنقد والغزل والوصف، وتطرق الى المعاناة التي كان يعايشها في مجتمعه فصورها شعرا.فشكرا لك أستاذنا الكبير على هذه الثروة التي لن تضمحل أبدا
لقد قررت أن أبدأ بسلسلة مواضيع تخص شعراء الكويت الذين هم فخر لي حقا، من حقوقهم علينا أن نعرفهم و نتثقف بموروثاتهم و أن ندون و نحفظ إرثنا منهم، بدأت الفكرة بالتبلور عقيب كتابة موضوع الأستاذ الأديب الراحل فهد العسكر و سأحاول قدر الإمكان أن أوفر أكبر قدر ممكن من المعلومات المتوفرة لدي لعل و عسى أن نتعرف عليهم رحمة الله عليهم جميعا، و ستكون المواضيع مبنية على طريقة سأجعلها ممتعة قدر الإمكان، و أسأل الله التوفيق لنا و لكم
تكفون اقروا القصيدة بتمعن و تعمق و أجيبوني على الأسئلة الآتية بقدر الإستطاعة
هل المقصود بالدار هنا ،الوطن أم المجتمع؟
ما الذي دفع الشاعر لكتابة هذه الأبيات؟
هل الأسباب ما زالت موجودة؟
إن كان الجواب بنعم، فهل ستزول؟ و كيف؟
إن كان الجواب بلا، فما الذي أزالها؟
هل مواراة العيوب العامة صواب أم خطأ؟ و لماذا؟
هل الإشهار بها صواب أم خطأ؟ و لماذا؟
أي الأبيات كان أكثرها أثرا؟
قصيدة الدار
الـدار جــارت مــا عليـهـا شـافـه
والحـر فيـهـا شـايـف ٍ مــا عـافـه
بالـك تكـاثـر صّـدهـا وان صّــدت عاداتـهـا عـقــب الـقـبـوا نـكّـافـه
دار ٍ لـغـيـر عـيـالـهـا مـشـكــورة والاّ ابنـهـا تلـعـن ابـــو اسـلافــه
دار ٍ يعيـش بـهـا الغـريـب منـعّـم وتعيـش فيهـا أم احمـد العّجافـه
دار ٍ اوصـفـهـا عـجــوز ٍ شـمـطـا هـــمّـــازةٍ مــنــاعــة ٍ حـــلاّفــــه
تـغـذي عـيـال الـنـاس وتدوايـهـم وعـيـالـهـا لعـيـونـهـم خـطّــافــه
آسـف علـى الطيّـب تـرّدى حـالـه والاّ الـردي مامـن عليـه حسـافـه
مثـل الحمامـة فرخـهـا بالبيـضـه وعـنـد طيـرانـه تنـكـره وتـعـافـه
مـادمـنـا شـتــى بـفـلــك ٍ واحــــد ذاب الـشـراع وضـاعـت الغّـرافـه
هــذا جـزانـا زيــن سّـــوت فـيـنـا خــل الـغــرق مـايـوهـل الـنـزافـه
نصبر غصب او طيب هذي قسمة لـو نلحـس التمـرة ورا الخصافـه
انـا اعرفهـا زيـن مــا استنكـرهـا اللـي يوصفّـهـا تضـيـع اوصـافـه
هـذي (عـذاري )الجـار ماينكرهـا تسقـي البعيـد ولا تــرش الحـافـه
حـنّـا تقاطعـنـا وشـنـا نفـوسـنـا والــزود خـلانّــا عـلــى مهيـافـه
والحسـد والبغضـا وقـلّ الرحـمـة مـا واحـد ٍ مـنّـا سـعـى بانصـافـه
يـالله دخـيلك عقـب ذيـج النـخوه مـا مـن الواجـب و أنـا طـرافـه
نجني الثمـر مـن كـل علـم ٍ وافـي ولانجني الثمـرة مـن الصفصافـه
مـن داخـل الداخـل وبـار بجنـسـه كـل علـى اكتـافـه يشـيـل احتـافـه

Wednesday, March 26, 2008

The Journey





No road is clean


There are always many trips and slips


that make you thumble


Stay together and Don't you ever lose faith


The beast can only get you if you walk alone


Sunday, March 23, 2008

هل يتحقق الأمل؟


فلنجعل أجندة التصويت وفق
الثوابت الدستورية
المدعومة بالديمقراطية
و القانون
مما يضمن الإصلاح
و توفير لقمة العيش

Friday, March 21, 2008

مشكلة

كل ما تمر علي قصة المرحوم فهد العسكر أنقهر
و أقوم أصفن و الهواجيس في خاطري تستتر
لاني أقدر أنسى غصة بصدري و قصة و فكر
و لا تطلع من قلبي غير كلمة مشكلة
مشكلة لي صار الواحد ضعيف حال مو عافية
مشكلة لي صار الواحد يطرح أفكار وافية
مشكلة لي صار الواحد حنون و الناس كلها جافية
مشكلة لي صار الواحد بين ضلوعه احزان خافية
مشكلة لي صار الواحد بردان و الدنيا من حوله دافية
مشكلة لي صار الواحد ينطق بحروف شافية
مشكلة لي صار الواحد يحب بنية صافية
مشكلة لي صار الواحد بسما و نجومه طافية
مشكلة لي صرخت و صحت بس بصمت
مشكلة لي اعترضت و لي بصمت
مشكلة لي زدت على غيرك والا خصمت
مشكلة لي غلطت غيرك و الا عصمت
مشكلة لأنك بمخالف هوى الناس نوصمت
موت من القهر
و بتكون سر والا طيف مر و عبر
و الا قصة ثار مات و اندثر
يبخصونه البدو و الحضر
قالوا لي حبتك عيني ما ظامك الدهر
وانت العين يا فهد ما شافت من وراك غير السهر
آه يا القهر، إي والله آه يا القهر

و أترككم مع نبذة عن الأستاذ الأديب فهد العسكر
و كم من الفهود مثله بيننا و نحسبها قططا
و كم من الثروات الوطنية الحقيقية من أمثاله قيل فيها شططا
شوية كلام كان يدور بخاطري و آنه أطلع على ما ورد عنه من أخبار و شعر و لا تقولون لي يوز يا يبه ترى قالوها وايد بس أرد و أقهر عمري زود، مجتمع أعوج فكريا، رافض لأي نوع من المخالفة حتى لو كان الشياع هو الخطأ و المدفون هو الصح، الكلام هنا عن الفكر، ليس إلا و لا علاقة بالأمور الأخرى به، و لست هنا في مقام النقد أو الجرح أو التعديل، و لكن التحليل من خلال منظور عقلائي نوعا ما، و ستجدون أحبتي بعض ما توارى بين طيات كل تلك السطور في المشهد المرفق، تلك كانت خاطرة سريعة إن صح التعبير


Tuesday, March 18, 2008

أنحن مختلفون؟




WHEN DO WE STOP DREAMING!

WHEN DO WE TRANSLATE WORDS INTO ACTION?!

IT'S ABOUT TIME!

LET'S GET TO WORK!

OR LAZINESS IS IN OUR BLOOD!

PLEASE SAVE THE FUTURE

Friday, March 14, 2008

شعراء في المطلاع

في إحدى ليالي الشتاء الباردة، جاع البطيني شهريار فتناول وجبة شهية مكونة من ماعون حمص باللحمة و ماعون مسبحة و آخر من القدسية مع درزن فلافل أمر بإحضارها من مطعم السعادة الكائن بمنطقة الشويخ الصناعية و الذي يغرم على أكله العبد لله، و من لذة الاكل الفائقة لم يستطع المسكين شهريار التحكم بشهيته المفتوحة جدا، و بعد أن لف الأكو و اللي ماكو ثقل راسه و أراد الخلود إلى النوم، و كعادة صاحبنا البطيني لم يستطع النوم لأنه منغث من الأكل ، و كعادته أيضا ماذا فعل؟؟؟، أرسل طالبا شهرزاد، فأجابه الحاجب بأنها نائمة و لكن حبابة موجودة، فرفض و أصر على إحضار شهرزاد التي كانت في سبات عميق بعد أن تناولت بضع حبات من الفراولة و شرائح من فاكهة الكيوي الشهية، فأتت المسكينة و هي في قمة غضبها و كانت قد دهنت شعرعا بالزيت حتى بان على عفسته كأنه قصيع مو شعر،المراد، مثلت المسكينه أمامه و هي متثائبة و تقول "اشتبي مولاي؟"، فأجاب شهريار "سلامتك، قصيصة بس لين أنام"، فثارت ثائرتها و قالت " وانت كل ما تبلع آنه ابتلش؟، يا اخوي اشرب ماي لقاح والا مرقدوش و الا الهم لك مره يا مال حوت يلهمك و أفتك"، و هنا صرخ شهريار غاضبا و قال لها" أص لا أقطع هالسوط اللي بيدي على متونك، لا يا جليلة الحيا"، فقالت " اعتذر يا مولاي، فأنا متعبة"، فأجاب "لا بأس، قصة قصيرة جدا و روحي خمدي" فتمتمت قائلة "خماد الارواح ياخذك و يفكني منك"، فقال "ماذا؟"، قالت "لا شيء لا شيء يا مولاي، مو وقته يا معود، أخربط آنه و خلني أولي"، فاتكأت على مسند من السدو و بدأت تروي حكايتها

كان ياما كان في سالف العصر و الأوان، كان هناك ثلاثة شعراء من العهد الخرطي قد زاروا الكويت، و بينما كانوا يمشون في صحراء المطلاع مروا على أرض محاطة بعلامات، فأخذوا يتبادلون الأسئلة بينهم لعلهم يصلون إلى إجابة، و بينما هم كذالك و إذا برجل يقود وانيتا يقف عندهم و يقول، هااااا ثكلتكم أمهاتكم، من لبسكم هكذا و قواكم يا ترى، و أخذ يقهقه، فلم يستطع المساكين فهم مقصده و شرحوا له أمرهم، فأصر الرجل على استضافتهم في مخيم الربع حسب ما أطلق عليه، و بعد تناول وجبة دسمة من مكبوس اللحم الملغم بالفقع و الدهن العداني و المصحوب بالدقوس و المعبوك( أويلاااااااه)، و هنا بدأ لعاب شهريار بالسيلان و أعطته شهرزاد منديلا و قالت له" مش سعابيلك الله يلوع كبدك و أكملت، قام الجميع بتناول أكواب الشاي و قام الشباب الكويتيون بدعوة الشعراء الثلاثة لداس كوت بو سته بعد أن علموهم اللعبة، فجلس الجميع كل زقارته في فمه و قلاص شاي أعد على الفحم و أصر الشباب الكويتيون على توزيع الأوراق إكراما للضيوف، و بعد الإنتهاء من التوزيع بدأ أول الشعراء قائلا

بستة يكون الحكم عندي هم العقل و العينان و اللسان و السواعد

فما كان لأول الشباب الكويتون إلا أن يقول " يالله مو مشكلة، نكرم الضيف و نقول طاف"، و لكن الشاعر الثاني ابتسم و قال

بل سبعة هي الأحكام عندي أضيف القلب في العون على الشدائد

فغضب أحد الشباب الكويتيين و ثارت ثائرته و راح يقول " علامه الحبيب، حسباله قواطي احنه؟؟"، ما يصير تأشر يا يبه، فلم يفهم الجميع ما يحدث، فقال " يقول القلب، عنده حاس"، فضحك الشعراء و شرحوا له القضية و عادوا من جديد إلى اللعب حيث طوف الشاب الكويتي الثاني و أصبح الآن دور الشاعر الثالث الذي قال

باون يا من أنت تسمعني أقولها، و كلي على النائبات السواهد

و هنا، نظر إليه الشاب الكويتي الثالث و مز مزة من زقارته و شرب قليلا من الشاي و قال

هذا الجيكر على راسك يا يبه لا تقول مخ و كراعين و قلب، وين قاعدين بمطعم باكا، و بذالك خسر الشعراء اللعب و سألوا الشباب الكويتيين عن العلامات التي رأوها في البر، فأجاب الشباب بانها كانت لتحديد مدينة سكنية، قصرخ أحد الشعراء مستفهما "في المطلاع؟؟" فضحك الجميع

و هنا، صاح الديك صارخا، شهريار، يرحم أمك و ابوك خل المره اتروح اتنام ما صارت تره، باكر و راها قعدة ، فقالت هنا شهرزاد، يا يبه خلوني أروح أنام و سقت من ثم شهريار كأسا من الخروع الذي خلاه مثل الجربوع يناقز


خلصت و ملصت و يات الدياية و عنفصت

Sunday, March 9, 2008

من غير كلام






















"Learning to live together is one of the biggest problems of our times. We must work for a transition from the culture of war to the culture of dialogue and understanding."

Federico Mayor












Thursday, March 6, 2008

خير البرية


في ذكرى وفاة الحبيب المصطفى (ص)، لا يسعني هنا إلا أن أعزي نفسي و سائر المسلمين و المسلمات بهذه المناسبة
السلام على صاحب السكينة، السلام على المدفون في المدينة، سيدي يا رسول الله، إن القلب ليدمى و إن العيون لعبرى و إن الدموع سيدي والحروف و الكلمات ممولوكة للعجز قي حق رثائك، و كيف لا و أنت حبيب الله ، و لكن لا يسعني إلا أن أشكر الله و أشكرك يا سيدي، فبك اهتدينا يا خير من تقمص و ارتدى، سيدي أنت ملكت قلوبنا و هوتك أرواحنا و عقولنا، يا صاحب الخلق العظيم و يا صاحب القلب الرحيم، فجزاك الله عنا يا رسول الله أفضل الجزاء و الأجر و الثواب و بلغك أعلى المنازل و رزقنا في الدنيا زيارتك و في الآخرة شفاعتك فبك أخرجنا الله من الظلمات إلى النور
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ الله السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَاتَمَ النَّبِيِّيْنَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ وَأَقَمْتَ الصَّلاَةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوْفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَعَبَدْتَ االلهَ مُخْلِصاً حَتَّى أتَاكَ الْيَقِيْنُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَصَلَوَاتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَأَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ وَأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخَاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ اللَّهُمَّ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ وَآتِهِ الوَسِيلَةَ مِنَ الجَنَّةِ وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأَوّلُونَ وَالآخِرُون
و صلوات الله عليك سيدي و مولاي و على آلك و صحبك و سلم تسليما كثيرا
حزننا على فقدك يا سيدي سرمد وأما ليلينا فمسهد
وسامحني يا نبي الله على التقصير


Saturday, March 1, 2008

الغضب

قال رسول (ص): ليس الشديد بالصُّرَعةِ ، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب . متفق عليه
كأي إنسان يخطوا على وجه الكرة الارضية لا أنكر بانني مملوء بالعيوب التي أعالجها في كل يوم في حياتي لعلي أسموا بنفسي إلى منزلة يرضاها الله و يتقبلها مني، و أحد هذه العيوب هو الغضب، يعلم المقربون مني بأني صبور إلى أقصى حد و لكن هناك خط إن تعدته الأمور اتحول خلال لحظات إلى بركان يرسل حممه إلى كل جانب و صوب، و إن أكثر العارفين بهذه الحالة بالطبع هو أنا، و لذالك أجبر نفسي على الإنسحاب من أي موقف يقود بالنهاية إلى فقدان السيطرة على الغضب و بالتالي ممكن ان أتفوه بكلمات أو توبيخ قد يوقعني في المحظور أمام الله عز و جل أو أمام أي إنسان آخر، فجروح السلاح تطيب، و جروح القلب ينسيها الحبيب و لكن جرح الكلمة لا يغيب
أحاسب نفسي كثيرا على هذه الخصلة السيئة حقا، و ألومها على ضعفي حين أجابهها، و الجدير بالذكر هنا ان غضبي لم ينتج قط عن تعصب أو تزمت أو تحزب أو هوى و لكنه ناتج في أغلب الأحيان عن ردة فعل تجاه إعوجاج أراه في بعض الامور، سواءا كانت حياتية أو عملية أو تعاملية أو أخلاقية أراها و قد لا يراها أحد من الغير و لا اطيق التجاوز عنها
عندما أدرس الأسباب أراها جميعها ناتجة عن مواقف وتجارب خلفت ترسبات تركتها السنون في قلبي، و المصيبة هنا أنها لم تكن اجتماعية، بل ادائية و عملية و تقييمية صاحبتني منذ أن كنت طالبا إلى دخلت المعترك العملي، كل من هم على معرفة شخصية بي يقولون لي أنني شخص مثالي زيادة عن اللزوم و أتعامل مع الجميع دائما بصفاء نية و دون حذر مما يجعلني مرما لسهام الظلم و الخيانة و الإستغلال حيث أجد نفسي بالنهاية مثخن بالجراح، أتذكر كلمة لاحد المسؤولين في جهة العمل التي كنت انتسب لها في الكويت، يقول "بو محمد انت عيبك انك ما اتناجر و دوم تمشي حدر الساس"، طالعته و قلت له هل مر عليك المثل القائل "اتقي شر الحليم إذا غضب"؟؟، فسكت و غير الموضوع و لكن في النهاية لم اسلم من البطش، كل هذا كان فقط لانني إنسان أسير وفق النظم و اللوائح و القوانين و ما أحب أقوتر الأمور و آخذ حق غيري مع استطاعتي الكاملة للي ذراع القانون و اللي يحب درب الزلق يتذكر مشهد لجنة التثمين و بو سند اللي يخلى القانون على قولة الممثل يصير دمبك، طبعا بمشيئة الله و إرادته و أمثال بوسند وايد، لا اريد استعراض أحداث آليت على نفسي أن لا أبوح بها ، و لكن علمتني الحياة بعد ان دفعت أبهض الأثمان أن لا أسكت على ظلم قط يقع علي أو على أي شخص مظلوم
خالطت في حياتي الكثيرين على مختلف المراحل العمرية و الطبقية و الإنتمائية، و تعلمت منهم الكثير، و عن طريق هذه المخالطة توصلت إلى نتيجة و هي أنني لست غير عصارة لكل هؤلاء الذين ترك كل منهم أثر في نفسي و قلبي و لبي، فحين تمر على مسامعي كلمات أو أعيش مواقف تمس ذالك الجانب تراني أثور غضبا ، لأنني أتألم لألمهم حقا و أغضب لغضبهم بالأضافة للعهد الذي اتخذته على نفسي بأن لا أرضى بالظلم على أحد قولا أو فعلا لأنني اعرف مرارته حقا، فارى نفسي في حيرة في كثير من الأحيان
و الآن، أصبحت سريع الغضب حينما أرى أي امر مخل و أشعر بألم شديد حقا، ذات مره طلب مني الوالد الله يطول بعمره و أعمار أحبتكم و يحفظه و يحفظ أحبتكم من شرور الدنيا و الآخرة أن أجلس لسماع نصيحة تتعلق بي و بغضبي السريع تجته الأخطاء التي لا اتحمل أن أراها، و مثلما قلت مسبقا كانت أسبابها و نتائجها آلاما لا تنسى إطلاقا، و بعد أن طال الكلام و و صلنا إلى الخاتمة قال لي " يا يبه إذا بتعيش جذي ترى بتموت قاصر عمر، يا يبه الاعمار بيد الله بس إذا ما هدك الكبر هدك البين و آنه أبوك، يا يبه" و هدني و مشى، و أما أنا فسخرت حياتي لخدمة الأجيال القادمة علها تصل إلى من كنت في يوم أصبوا إليه و هو أن أكون إنسانا و ليس وحشا
و أترككم مع حديث سليمان بن صرد قال : "اسْتَبَّ رجلان عند النبى (ص) ونحن عنده جلوس ، وأحدهما يسب صاحبه مُغْضَباً قد احْمَرَّ وجهُه فقال النبى (ص) : إنى لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . فقالوا للرجل : ألا تسمع ما يقول النبى صلى الله عليه وسلم؟ قال : إنى لست بمجنون
كم من أمثال هذا الرجل اليوم، تأتيه النصيحة و يقول "إني لست بمجنون" و أختم
إذا صدرت عني كلمة جارحة لأحد فليعاتبني بكل أريحية فإني أتقبل العتاب من أي انسان و لست ممن لا يعترف بخطأه أو لا يعتذر، بل على العكس طالما العتاب وارد دون تجريح أو تسفيه، فلست معصوما بل للعصمة أهلها و أما أنا فخطاء