قال الإمام زين العابدين يوماً لأصحابه:"إخواني، أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا؛ فإنكم عليها حريصون وبها متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم للحواريين، قال لهم: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، وقال: أيكم يبني على موج البحر داراً، تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قرارا"

Monday, December 8, 2008

صناعة إنسان و بناء وطن

يخوض الكثيرون قي موضوع الإصلاح التعليمي منذ سنوات عدة، و لكن إلى الآن و أظن إلى مدى ليس بقريب لن يجد الإنسان الكويتي أي نتائج إيجابية على المستوى الإجمالي على الساحة التعليمية و الإجتماعية بالتبعبة على الأقل خلال العقد الراهن و العقد القادم كما أرى، و ذالك يرجع لأسباب أولها أن العاملين على الحركة الإصلاحية للتعليم ليسوا جادين في زعمهم و لأن المشكلة كما أرى ذات تشعبات كثيرة تتقاطع مع مثيلاتها السياسية و الإجتماعية و لأن من يعملون على إيجاد الحلول فاقدون للكفاءات التربوية و التعليمية و لأن الطرق المتبعة طرق قديمة عقيمة أكل عليها الدهر و شرب مرارا و تكرار حتى تعتقت فاحمضت و من ثم بليت
للأسف الشديد الجميع يرى بأننا كما تجري عليه العادة لا نبحث عن أصول و منابع الإشكال و نعالجها و لكن نحاول إخفاء الإخفاق و دفنه و مواراته إلى أن تفوح رائحته الكريهة النتنة و يتولد إلحاح للتغيير نتغنى به و لا نجد من بعد ذالك إلا صور إخفاقية جديدة محورة في شكلها متطابقة في مضمونها، أكثرنا لا يعمل و لكنه فقط يتكلم عن العمل و بالتالي بات تصحيح المفاهيم و تقويم التصرفات أمرا ليس بسهل، يجهل الكثيرون بان هناك علاقة قوية بين المفاهيم و التصرفات و هي معتمدة على مدى قوة ترسيخ المفاهيم و التصاقها بالفكر التطبيقي لا الكلامي للإنسان
أتخطرتصريح كان لوزيرة التربية و التعليم السيدة نورية الصبيح إبان استلامها لحقيبة الوزارة عندما سؤلت عن تردي المستوى الأدائي للمعلم إن لم تخني الذاكرة فأرجأت العلة في ذالك إلى تردي الميزانية كسبب رئيس، و لو ساعدت الميزانية لتم استقطاب مدرسين حتى من أمريكا على حد تعبيرها و كأن أمريكا وحدها ولادة للمعلمين الأكفاء و ما سواها عدم، هذا التصريح استوقفني لبرهة متسائلا، هل سخرت الوزيرة من عقولنا كمتابعين أم أن من صرحت لهم في المجلس لا يعون ماهية ما قالته السيدة الوزيرة أم أن هذا فعلا ما تؤمن به هي نفسها؟؟، لِم لم تقل اليابان مثلا أو فرنسا أو بريطانيا؟؟ و أين هي ألمانيا و كندا و الصين؟؟ و غيرهم من الدول التي تهتم بصناعة الإنسان و صقله علميا حتى يرتقي أداؤه و تعم الفائدة على المجتمع ككل، نحن كمواطنون كويتييون لا نطلب عنب الشام أو بلح اليمن أو نوق الملك النعمان الحمر و لكننا نطالب بنظام تعليمي يكفل لنا و لأولادنا حياة لا تختلف عن من سوانا من البشر في الأقطار سالفة الذكر و الآلاف سواها و ليس بشرط أن تكون أمريكا هي مقياس المستوى الأدائي ، هذا حق من حقوق المواطنة المكفولة لنا دستوريا و حق من حقوقنا كبشر، التعليم ليس بفصول دراسية مكيفة و كمبيوترات و غير ذالك من الشكليات، إن كان المعلم فاقدا لأهلية التعليم المعرفية و الإنسانية و المؤسسات التعليمية المسؤولة ليست بالكفاءة المطلوبة لتوفير نظاما تعليميا ناجحا فلا نظاما تعليميا لدينا
انظلاقا من منظور شخصي، أرى أن تدهور المستوى التعليمي الآفة الأقوى فتكا في المجتمع الكويتي، و لم تكن هذه المشكلة وليدة الساعة و اليوم و السنة و إنما هي نتاج طبيعي لسنوات من الإخفاق و التسيب و الإهمال و سوء التخطيط و الإدارة لأهم مؤسسة في المجتمع، مؤسسة تبني الأجيال التي هي ذخر الوطن الحق لا نفطه، لإن حالة السقم هذه التي يعاني منها النظام التعليمي أردت المجتمع عليلا يترقب منيتة كما يراه البعض، و لكنني لا أراه بهذه الصورة حقا، أرى في القوى العقلية القادمة قوى بانية معالجة ستسنح لها الفرصة في ذات يوم لدمغ بصماتها في معالجة الخلل و إن كان ذالك على المستوى الضيق، فبداية الغيث قطرة دائما
و من هذا المنطلق أنوي عرض سلسلة من المقالات أسأل الله العلي القدير التوفيق لها تعبر عن رؤية شخصية متواضعة في قضية التربية و التعليم في الكويت و أتمنى ان تثمر و تعود بفائدة جماعية بإذن الله تعالى، و علها تساهم و لو بحجم ذرة الرمل في إنقاذ ما بمكن إنقاذه و التي تعالج ركائز التعليم الأساسية (الطالب، المعلم، النظام التعليمي، المؤسسة التعليمية) و التي يتكون تحت عنوان" التربية و التعليم- مشكلة الكويت الكبرى- جذورها و آفاقها و حلولها" و بالتالي أتمنى من الإخوة الذين يحملون رؤى إصلاحية في التعليم المساهمة حتى تعم الفائدة و نصل إلى الهدف المنشود، و أنا من الذين لا يركنون لا على المجلس و لا على الحكومة فكلاهما علة لا دواء و إنما أعول على العقول النيرة و القلوب الطاهرة، و أود التنويه بأن ما سأطرحه غير مستند لبنك من المعلومات الورقية و لكن متابعة و تحليل شخصيين
كانت الغيبة محطة من محطات الحياة التي استدعت العزلة حتى تتحقق الأهداف و التي بفضل من الله و منه و رحمة منه اجتيزة و له الحمد و المنة، و ها قد عدنا و لله الحمد لكم إخوتي و أخواتي حتى نشارككم أفكاركم و مشاعركم و نتواصل معكم بكل محبة و ود و إيثار لا حد لهم، و لكل من سأل و مر و تفقد كامل و شامل التقدير و الوفاء و الشكر

9 comments:

  1. موضوع مهم جدا ان لم يكن الاهم على الاطلاق

    متابعين

    ReplyDelete
  2. ma6goog
    فعلا و الله أخي، كما تفضلت
    و تهمنا متابعتكم
    -------
    aldenya
    هلا و سهلا بك اختي
    و كل عام و أنتم بأتم الصحة و العافية إن شاء الله
    و أدام الله الأفراح و الأعياد عليكم و على الجميع إن شاء الله
    و متابعتكم تهمنا
    -------
    اقصوصه
    و أنت و الأهل و الأخبة بأتم الصحة و العافية و السلامة

    ReplyDelete
  3. من أهم أولويات اصلاح وتطوير هذا البلد

    مقالة رائعة ونتشوق للسلسلة



    متابعة
    أحسنت
    :)

    ReplyDelete
  4. Yin
    شكرا على المرور و الإطراء أختاه
    و متابعتكم تثير بهجتنا كم هي مشاركة بقية الأخوة و الأخوات

    ReplyDelete
  5. هلا بو صلوح
    و أنت من المحسنين إن شاء الله
    و متابعتكم مثار بهجة
    دمت و الجميع بحفظ الله

    ReplyDelete
  6. أول شي كل عام وانت بخير ^_^ ولو انها متأخرة

    موضوع رائع .. ألف شكر لك طال عمرك

    ReplyDelete
  7. The thinker
    أنت بصحة و سلامة و عياك و غاليينك من عواده يا رب، و الشكر لله وحده حبيبي
    دمت و الأهل و الأحبة بحفظ الله

    ReplyDelete
  8. كل عام وانت بخير يارب

    ماره اسلم

    :)

    ReplyDelete