إن الفاحص للمنهج التعليمي في الكويت يجد أنه قريب جدا من نظرية رالف تايلور التي طبقت على النظام التعليمي في الولايات المتحدة في نهاية العقد الرابع من القرن المنصرم و التي أثبتت فشلها الذريع، يعرض تايلور في بداية محاولاته أساسا لطرق التعليم و التعلم، و ادعى أنها تخضع لمبدأ البحث العلمي، و عن طريق بحث مفضل توصل إلى أن تقييم نجاح المستوى العلمي و فشله متعلق مباشرة و بصورة طردية بأخلاقيات الطالب و تصرفاته و أدائه داخل الفصل، فسلوك الطالب داخل الفصل يعطي صورة واضحة من شأنها تحديد مدى نجاح المستوى التعليمي أو فشله، و استمر هذا النمط الفكري يطبق في النظام معتمدا على أربعة عناصر حددها تايلور هي
تحديد أهداف تعليمية لائقة
بناء تجارب علمية هادفة
تنطيم تجارب علمية ذات تأثير جماعي
تقييم المناهج و مراجعة البنود التي لم تثبت كفاءتها
و اعتبر تايلور هذه البنود قابلة للتطبيق بمعزل عن تحديد الوسيلة، و بذالك قد جعل الأفق التطبيقي مفتوحا ليشمل جميع الوسائل طالما أن المحصلة النهائية هي السيطرة على تصرفات الطالب و التحكم بأدائه و الإرتقاء به، و لذالك لاقت نظريته نقدا و معارضة شديدين ممن لحقه من المفكرين التعليميين و المتخصصيين فلم تستمر نظريته في التطبيق طويلا، و لكننا نجدها تلاقي الإستحسان إلى يومنا هذا في الكويت بعد مضي ستة عقود هذه إن صح نسب نظرية المناهج في الكويت إلى تايلور، هذا بالإضافة إلى إضافات كويتية و عربية عقيمة مريضة قبيحة أهلكت التعليم و المتعلم
المفهوم الحديث للمنهج الدراسي أتى كثمرة لعدة أمور منها التغيير الثقافي الناتج عن التطور و التكنولوجي، و التأثير المباشر لمتطلبات المجتمع على مخرجات التعليم و ضلوع المدرسة في هذه الوضيفة كمختبر إعداد طاقات عقلية متمايزة يستفيد منها المجتمع، أضف على ذالك نتائج البحوث العلمية التي تناولت المناهج التقليدية دراسة و تحليلا حيث أظهرت قصورا جوهريا فيها و في مفاهيمها، الكثير من البحوث و الدراسات توصلت إلى أن هناك علاقة مباشرة بين مستوى التلميذ و صلته المجتمع أي أن بيئة الطاب و طريقة تعامله مع المجتمع و نظرته له و تأثره بمن حوله عوامل تحدد طبيعة الطالب داخل الفصل و حرصه و أدائه، و وجدت أن المعلم اقتصر في عمله على آلية التلقين بحيث اعتمد المعلم على توصيل المعلومات التي تمليها عليه الوزارة دون الربط بين أفكار هذه المناهج أو بذل أي مجهود إضافي أو حتى مناقشة الأسلوب الذي تعرض من خلاله المادة الدراسية، فهو يعد خطته التدريسية مرة واحدة تقريبا ما لم تتغير المناهج و ما عليه إلا أن يعيد كتابتها بشكل أجمل يرضاه الموجه الفني الذي يتكرم بتوقيعه عليه و الذي يتمتع بدور ميت
إزدحم المنهج الدراسي بمجموعة ضخمة من المقررات غير المرتبطة استنادا على رأيين أولهما أن المعرفة هي الخير الأسمى و بالتالي عرض أكبر كمية منها من شأنه تنمية معارف الطلبة في مجالات عدة، و تانيهما هو أن الحاجة إلى مقررات من شأنها تقوية التلميذ و تأهيله لبلوغ الغاية الأولى، و بذالك نجد أن الكثير من الناس يخطئ في تعريف المنهج الدراسي، فهم يعتبرون ما يدرسه الطالب على مقاعد التعليم من مواد دراسية تضمها كتب الدراسة، و هذا خطأ، مفهوم المناهج أوسع بكثير من ذالك و لذالك لم يحدد علماء هذا الحقل من العلم له تعريفا دقيقا و لكنهم جميعا اتفقوا على أن المناهج أضخم من أن تحصر ضمن نطاق ضيع من التعليم، فهي تشمل كل ما يتصل بشكل مباشر أو غيره بالعملية التعليمية، و على الرغم من ذالك فباستطاعتنا القول أن مطوري مناهج التعليم أصحاب الرؤى الواضحة لهذه الصورة بمعانيها المختلفة باستطاعتهم الإتيان بخطط لتطوير المناهج و لكن الجوهر هنا مدى إلمام و اطلاع هؤلاء هو ما يحدد كفاءة خططهم، فأي منهج له في العادة قائمة بكيفية اختياره و أهدافه و محتوياته و طرق تطبيقه و برنامج لتقييم نتائجه و بالتالي تتحقق عملية تمرير الخبرات من المعلم إلى الطالب بنجاح بحيث يكون التحصيل التعليمي للطلبة هو أفضل ما يمكنهم تقديمه، و من هنا نجد أن المنهج هي كلمة شاملة لجميع الممارسات التي توفرها المدرسة للنهوض بامستوى التعليمي للطالب وفق خطط منظمة لاكتساب خبرات من شأنها الإرتقاء بالطالب و إعداده إعدادا سليما حتى يكون عنصرا فاعلا في المجتمع سواءا داخل المدرسة أم خارجها عن طريق أنماطا تعليمية و سلوكية تنمي روح التعلم عند الطالب و أخلاقياته، و محصلة لذالك، ما على الوزارة إلا أنها تعلم الطالب الطريقة للتعامل مع مختلف العلوم لا إقحامه فيها عنوة، تعلمه مبادئ و سلوكيات التعامل العلمي و العملي ، تعلم الطالب كيف يفكر و كيف يتكلم و كيف يعالج بطريقة حضارية علمية و عقلية و كيف يربط نفسه بالتعلم فيحبه و أما الإنغماس الإجباري لن يؤتي ثماره أبدا
لدينا عقول و كفاءات تعليمية و تربوية مميزة و راقية جدا في الكويت و لكن بسبب سيطرة الجهال منهم و الذين هم السواد الأعظم و إن ارتقوا أعلى المراتب التعليمية و التخصصية، فهم ليسوا أهل انتاج أو أداء فكري كان أم ارتقائي تطبيقي
و بذالك نجد أن الكثير من الناس يخطئ في تعريف المنهج الدراسي، فهم يعتبرون ما يدرسه الطالب على مقاعد التعليم من مواد دراسية تضمها كتب الدراسة
ReplyDeleteأخي بو محمد
ما أراه الآن يختلف كثيرا عما يدلنا عليه العارفين بأسس توفير المناهج السليمة للتلعيم
الموجود الآن واعذرني على هذا القول "لا يتعدى عملية حشو الكوسا" ولهذا فترى أن أغلب العارفين والمقتنعين بهذا المبدأ يخففون في الضغوط على أبنائهم فلا يطالبونهم بترتيب عال أو نسبة عالية إلى أن يصبح في المرحله الفصالة وهي الثانوية العامة
:\
zooz
ReplyDeleteحشو الكوسا لذيد و طيب و يستصح البدن من وراء أكله و لكن حشو العقول كارثة، و ما تفضلت به أختي بالنسبة لإجراء أولياء الأمور فهو الإجراء السليم، أصلا حتى و إن كانت المناهج سليمة، يجب مساعدة التلميذ الوقوف بجانبه، تصحيح مساره، لا توليد ضغط نفسي أو جو مشحون بالخوف و الترقب طوال سنين الدراسة
فردة الفعل هنا قد تكون معاكسة في المرحلة الحرجة
أحسنت أختاه على هذه الإضافة النيرة
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله
ماكس
ReplyDeleteعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
شكرا جزيلا على الإضافة الثرية حقا
و كل عام و أنتم بخير و بأحسن الأحوال و أعطم الله لكم الأجر أيضا و جعلك الله دوما من الذاكرين
دمت و الأهل و الأحبة بأحسن الأحوال
جزاك الله خير.. طرح موفق ما شاء الله
ReplyDeleteمستعدة
ReplyDeleteو إياك إنشاء الله
و ما التوفيق إلا من عند الله
شكرا أختي الفاضلة
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله