تقسم هذه الأسباب و المؤثرات بحسب توزيع المهام العامة إلى قسمين
أسباب و مؤثرات تنظيمية إدارية و التي تتمثل بمسؤولية الدولة التي أخفقت فيها عن طريق سوء في التخطيط أو التقنين أو التطبيق
أسباب و مؤثرات تنظيمية إدارية و التي تتمثل بمسؤولية الدولة التي أخفقت فيها عن طريق سوء في التخطيط أو التقنين أو التطبيق
أسباب و مؤثرات إنجازية أدائية و هي التي تشترك فيها الدولة مع الشعب و المقصود بالدولة هنا الحكومات المتتابعة و أما الشعب فالمقصود هنا جميع شرائحه بما في ذالك من هم خارج حقل التعليم
الأسباب و المؤثرات تنظيمية إدارية
اختارت الدولة في بداية نهظتها التعليمية أسلوبا يمزج ما بين النموذج الصوري و النموذج الجوهري لإعداد الطالب و المعلم، و المقصود بالنموذج الصوري هنا أي المظهر الشكلي العام الذي يظهر به الطالب و المعلم من التزام الطالب مثلا بزي مدرسي موحد و الوقوف للمدرس عند دخوله الفصل و تحية العلم و الإذاعة المدرسية و غير ذالك، و بشخصية تحمل في طياتها فرض السيطرة التامة بأي أسلوب كان للمعلم بحيث أصبحت الصورة العامة للمعلم هي صورة رجل يحمل في يده عصاة و يلقي بصرخاته على جوانب الفصل، أما أخلاقيات التعامل بين الطرفين و الإحترام "غير المفروض" و المتبادل بين الطرفين لم يكن ضمن الأجندة العامة حتى فلتت الأمور و أصبح التمرد سمة عامة في بداية الحياة التعليمية الحديثة، و تبعثرت الأسس الأخلاقية و توارثت الأجيال إخفاقات التي سبقتها سواءا على مستوى الطلبة أو المعلمين، كمقدمة هذا باختصار وصفا عاما للبداية التعليمية وفق السياق الحديث تسمية و جموح أجيال متمردة أصبحت من ثم قيادات فاسدة، و أما النموذج الجوهري فقد اعتمدت الدولة على بعض الخبرات الوافدة و المحلية المحدودة في إعداد السياسة التعليمية و لكنها لم تراجعها و لم تقيمها و لم تدعمها أيضا، و جعلته يربو وفق اجتهادات خاصة للمعلمين و مجهودات شخصية للطالب و بتدخل من الأهالي أيضا و سنرى ذالك عندما نعالج الموثرات و الأسباب الإجتماعية مستقبلا إن أحيانا الله سبحانه و تعالى
و أما الجسم الفني و الإداري للمؤسسات التعليمية فقد تشكل معظمه من الكفاءات المستوردة التي لم توعي اهتماما ثقيلا بالمسؤولية الملقاة على عاتقها كما هو الحال الذي نجده الآن بعد عقود من الزمن، هذه الكفاءات ليس من شأنها الإرتقاء بالنهضة العلمية و بالأسلوب التعليمي و مخرجات التعليم بقدر ما تجنيه من ثمرات مادية خلال زمن معين فقط دون وجود لعنصر رقابي سواءا ذاتيا كان أم خارجيا، اللهم باستثناء لبعض الجاليات و الكفاءات التي لا أنكر فضلها علي شخصيا في خلق روح علمية انتاجية تنافسية تسعى لما هو أفضل من عائدات التعليم التي تصب في مصلحة المجتمع العامة، و أما الكفاءات الوطنية فكانت شبه معدومة في البداية و التي بات المتميز منها يعد على أصابع اليد إن قورن بغيره، لك عزيزي القارئ على سبيل المثال أن كلتب هذه الكلمات درس جميع مراحل التعليم العام في الكويت بحيث بلغ عدد المدرسين الكويتيين الذين درس على يدهم خلال 12 سنة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة بحيث وزعوا على مواد التربية الإسلامية و مادة الإجتماعيات و التربية البدنية
دعونا نبدأ منذ إنشاء المدرسة المباركية للبنين سنة 1911 للميلاد تلتها الأحمدية سنة 1921 للميلاد و التي درست فيها العلوم الحديثة آنذاك و اللغات كالإنجليزية ثم مدرسة الوسطى للبنات سنة 1936 للميلاد جميعها كان نموذجا مطابقا للنموذج التعليمي في البلدان العربية كمصر و العراق و غيرهم من الدول العربية ذات الحركات العلمية السباقة تقريبا، الكفاءات التخطيطية و التدريسية معظمها كان وافدا و الكفاءات الوطنية كانت محدودة و معدودة، أتت الكفاءات الوطنية المحدودة جدا آنذاك و المستوردة أيضا و في جعبتها فكرا و ليس علما فقط تأثر به بعض الطلبة، و المناهح أيضا كانت تستورد دون أن تنقح و تنظم وفق الأهواء كما هو الحال عليه الآن، و تلت ذالك البعثات الدراسية التي طالت الدول العربية بحيث تشكلت أول بعثة دراسية رسمية سنة 1941 للميلاد و التي توجهت إلى البحرين (بعد 30 سنة من إنشاء المدرسة المباركية) و من ثم تلتها أخرى بعد زمن إلى الدول العربية المجاورة كالعراق و مصر و لبنان بحيث امتزج الطلبة آنذاك بتلك المجتمعات و ما كان يدور فيها من ثورة علمية أو فكرية سواءا قومية أو شيوعية أو اشتراكية أو تحررية أو غير ذالك، و بعودة هذه البعثات وجدت الدولة نفسها أمام مهمتان رئيسيتان بالنسبة لحقل التعليم، الأولى هي بناء قواعد طلابية شعبية متعلمة عن طريق انشاء مؤسسات تعليم سني أو مرحلي منظمة تتوافق و حاجة المجتمع و لم تركز على الأسلوب، و الثاني هو الإستمرار بالسعي على تطوير الكفاءات الوطنية و تهيئتها عن طريق إنشاء المؤسسات اأكاديمية و استمرارية البعثات و لم تحدد ماهية الحاجات الوطنية أو أهملت ذالك الجانب و لم تعد خططا مستقبلية مدروسة بل اعتمدت على الإجتهادات الشخصية و نصائح العقول المستوردة في الجهات الإدارية و التي كان بعضها أيضا يعمل و مازالت مثيلاتها على الحفاظ على وجودها، و أنشات جامعة الكويت سنة 1966 للميلاد و التي تعتبر الصرح الأكاديمي الوطني الموؤود حسبما أراه و الذي غرق في محول الإخفاق حتى وصل الحال إلى ما هو عليه اليوم، و هنا أتت أكبر خطيئة في حق الأجيال، خمسة عقود من الزمت مضت على ما يسمى بالجسم التعليمي الحديث و التعليم شبه ميت في الكويت، قد يقول البعض بأن الكويت ليست ذات شعب أمي أو غير أكاديمي حتى تكون تهضة التعليم فيها شبه ميته، و أقول متى ما أصبحت الشهادة ورقة تعلق على الحائط أو تقدم لوظيفة أو للحصول على لقب أو للمظاهر الكذابة أو لسد نقص شخصي أو للحصول على راتب أفضل دون أن تسهم في نهضة المجتمع فحالها من حال ورقة لف الشطائر، مصيرها صندوق القمامة أجلكم الله بعد الإنتهاء من أكل الشطيرة، و متى ما باتت الدولة بمعزل عن تقدير أهل العلم فيها و أصبحت إسهاماتهم و نظرياتهم قيد التهميش انعدمت قيمتهم القدراتية ، و السؤال المطروح هو بالرجوع إلى ما ذكر سلفا ما هي طبيعة الأخطاء الفنية التي أدت إلى دفن الحركة التعليمية قبل أن ينبض لها عرق في وقتنا الحاضر؟، الأسباب الفنية تنحصر إخفاقاتها في الآتي
المناهج التعليمية
القيادات التعليمية
العنصر التقييمي و الرقابي للحركة التعليمية
غياب هدف واضح و جلي لمخرجات التعليم
خطط تعليمية مؤقته غير دائمة و رؤى تعليمية غير ثابتة
غياب التوعية العامة بالنسبة للمجتمع و المعلم و الطالب
و أخيرا و ليس آخرا، إهمال التعليم المتعلق بذوي الإحتياجات الخاصة
و سيتم تناول كل على حدة في ما يتبع بإذن الواحد الأحد
متى بتكمل ؟؟
ReplyDeleteمستعدة
ReplyDeleteو فيك إن شاء الله اختي الفاضلة
و أضافاتكم مطلوبة و هي دوما محل ترحيبنا و اعتزازنا
شكرا على المرور و تقبلي فائق الإحترام
دمت بحفظ الله
-----
مهندسنا
على سعة إن شاء الله
الموضوع طويل و كل جزئية سأعالجها على حدة فالموضوع سيأخذ مساحة كبيرة لأهميته حسبما أرى و التكملات ستكون على قدر التوفيق إن شاء الله، و السموحة على التأخير
دمت و الأحبة برعاية الله
خطط تعليمية مؤقته غير دائمة و رؤى تعليمية غير ثابتة
ReplyDeleteاتفق معك بومحمد على تعددية الاسباب التي أدت لانحدار مستوى التعليم في الكويت وسأتابع ان شاء الله ما ستكتب من هذه السلسلة القيمة لكنني أرى أن السبب الأكبر هو عدم وجود التخطيط في جميع المجالات في الدولة فمن مجالسنا لمجلس وزرائنا لجميع دوائرنا التعليمية لا يوجد لما يسمى بالخطه طويلة المدى .. كل ما هو موجود هي الخطة الخمسية وحشو الكلمات
متابعه بإذن الله
max
ReplyDeleteتصدق عاد، الإخوة في البحرين كان لهم دورا رياديا في مجال التعليم، و أما عن مكان الدراسة فمكانها الحظره و لا ضير بأن يستفيد منها من أراد ذالك
:-)
دمت و الأهل و الأحبة بحفظ الله
-----
zooz
أحسنت أختاه، بالضبط كما تفضلت، كله ترقيع بترقيع و حلول مؤقته، أو دعيني أقول حلول من أجل الحلول، و أما عن نظرية قيام و جلوس التعليمية فهي ما زالت موجودة و ليتها لسبب منطقي
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله