
كان من فحول الشعراء في عصره، شاعر بخسه التاريخ حقه من الشهرة و التميز و التفرد، هو الشاعر حمود الناصر البدر
ولد في عام 1870 للميلاد في فريج البدر في الحي القبلي، و توفي سنة 1915 للميلاد، و لقد ذكر في رواية أخرى أنه ولد سنة 1863م و توفي سنة 1911م، و من خلال كلتا الروايتين يتضح أن الشاعر قد فارق الحياة وهو لم يتجاوز الخمسين من العمر
تزوج من ابنة عمه و هو في سن التاسعة عشر من شبابه، و لقد كانت لهذا الزواج قصة، فحين أفصح برغبته بالإقتران بإبنة عمه قيل له أنها أخته في الرضاع، و لكنه حين سأل إحدى عماته عن حقيقة الموضوع أنكرت وقوع الرضاع و أكدت له أن الغاية هي منعه من الزواج من إبنة عمه، فبادر بالذهاب إلى بيت عمه و أصر على خطبتها و كانت له
عمل شاعرنا كنوخذه من نواخذة الغوص المشهورين في الكويت و كان والده أحد الطواويش البارزين، كان شاعرنا يتمتع بذكاء نادر و قدرة فائقة على استغلال ذكائه، يحكى أن الشاعر عبدالله الفرج كان في مجلس يدور فيه الحديث عن الشعر، فطرح لغزا شعريا مكونا من بيتين على الحاظرين و دخل معهم في رهان إن عرفوا حل ذالك اللغز، و اشترط عليهم عدم سؤال حمود الناصر البدر عن اللغز و كان البيتان هما
عينان لا عينان نظره .... في كل عين من العينين نونان
نونان لا نونان خط يد .... في كل نون من النونين عينان
و بعد أن أعطاهم مهلة ليوم واحد و انقضت المدة دون الوصول إلى الحل لجأوا إلى الشاعر حمود الناصر البدر خفية و سألوه عن الحل، فاشترط عليهم أن تكون إجابته شفهية و قال: العين هو حوض ماء يستعمل للوضوء في المساجد في الهند و النونان هو السمك الذي يعيش في العين، وحين علم الشاعر عبدالله الفرج بأن الحاضرين قد توصلوا للإجابة على لغزه عرف بأنهم قد ذهبوا إلى حمود الناصر البدر، و حين اعترفوا بذالك حق عليهم شرط الرهان
كان شاعرنا هادئ الطباع، رقيق المزاج، نحيف البدن، ابيض البشرة، دائم الإبتسام نادرا ما شوهد منفعلا أو غاضبا، و كان من عاداته أن يختلي على شاطئ البحر في منطقة "الوطية" المشهورة، و أراد الشاعر عبدالله الفرج أن يداعبه في يوم من الأيام فأرسل إليه رسولا يحمل رسالة شفهية و طلب جوابها، و لما رأى الرسول الشاعر حمود البدر قال له: "ياك البحر و ردّه" يعني أن عبدالله الفرج شاعر فحل كالبحر، فأرسل حمود البدر جوابه يقول فيه "ياك اليراد و عده" وحين وصل الجواب إلى الشاعر عبدالله الفرج قال "حمود شاعر لا يغلب
في آخر ايام حياته اعتكف في بيته و لم يخرج منه أو يقابل الناس، و روى أحد الذين كنوا يترددون عليه في عزلته و هو السيد عبد العزيز الدويش أن شاعرنا كان دائم الجلوس أمام "الدوّه" (الوجار) و أمامه سجائر تسمى "الزبابين" و هي نوع من التنباك كان يحضر من العراق و بعض الأوراق التي كان يسجل عليها أشعاره و قصائده، و كان حين ينتهي من نظم قصائده يعمد إلى حرقها وإتلافها، و روى أحد أقاربه أنه حرم على نفسه نشر شعره بين الناس لأسباب لم يكن من السهل الإفصاح عنها أو تقصي حقيقتها، و لهذا كان يعمد لحرق قصائده
و بما أنني من عشاق الشعر الزهيري فإليكم بزهيرية من أروع ما قرأته في حياتي و التي أحفضها عن غيب في حين أنني لا أحفض أشعاري الخاصة
عفنا المنازل بسرعه و المقدر صار
و البال صوب الأوده كيف حاله صار
العسر كفات كفتني (جفتني) بحبله و صار
ما ظن في مهجتي بدياركم لقرى
و مدامعي لم تزل فوق الوجن تقرى
يا خوي لي جاك جوابي فسره و اقره
واسأل عن حال أخيك بأي ديره صار
عجيبة قضية حرق القصائد
ReplyDeleteما وصلنا منها كان إما غزلا أو رثاءا للحال و شكوى
باستثناء القصيدة التي طلب منه إلقاءها قبل معركة الصريف
من الممكن أنه كان ذا صفة مخالفة أم أنه كان فقط تفريغا لفيضانات داخلية في خاطره و قلبه
لا ندري و لكننا نخمن
عزيزي ماكس الغالي
ReplyDeleteأسأل الله لك و للجميع التوفيق و السداد إن شاء الله
مشكور يا ماكس و كلماتك هي العظيمة أخي و الروعة في متابعتكم و متابعة بقية الإخوة و الأخوات، نحن نبذل ما بالإستطاعة لعلنا تحيي ذكراهم و نتعرف على موروثاتهم، و سنستمر إن شاء الله قدر المستطاع وفق توفر المصادر
أسأل الله أن يذلل لك كل ما استصعب عليك من الأمور و يبلغك مرادك إن شاء الله
أخي العزيز الغالي بوصلوح
ReplyDeleteمشكور أخوي و إن شاء الله سنكمل المشوار قدر الأمكان، فالمصادر جدا محدوده
دمت و الجميع بحفظ الله و رعايته
كلام راقي يدل على احساس راقي
ReplyDeleteهذا ما يسمى بالشعر الراقي
أختي العزيزة الغالية بيس
ReplyDeleteفعلا أختي راقي و معانيه عميقه و محل تفكر
دمتي و الأحبة بحفظ الله و رعايته
يعطيك العافيه
ReplyDeleteمهندسنا الغالي
ReplyDeleteالله يعافيك و يحفظك
:-)
ليش كان يحرقهم؟
ReplyDeleteوهل هالقصيده من قصائده ولا لا ؟
الله يعطيك العافيه على الموضوع،،
ReplyDeleteاخوي ابراهيم
ReplyDeleteالله يعافيك و يخليك
دمت بحفظ الله أخي و الشكر كل الشكر على المرور و التعليق
أختي العزيزة الغالية صبا
ReplyDeleteمشكورة اختي على هالدعوات الطيبة
و عسى الله يخليكم لغاليينكم
كلنا نتعلم اختي و أنا هم اتعلم و اطلع على موروثاتهم رحمة الله عليهم
دمت و الاحبة برعاية الله