قال رسول (ص): ليس الشديد بالصُّرَعةِ ، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب . متفق عليه
كأي إنسان يخطوا على وجه الكرة الارضية لا أنكر بانني مملوء بالعيوب التي أعالجها في كل يوم في حياتي لعلي أسموا بنفسي إلى منزلة يرضاها الله و يتقبلها مني، و أحد هذه العيوب هو الغضب، يعلم المقربون مني بأني صبور إلى أقصى حد و لكن هناك خط إن تعدته الأمور اتحول خلال لحظات إلى بركان يرسل حممه إلى كل جانب و صوب، و إن أكثر العارفين بهذه الحالة بالطبع هو أنا، و لذالك أجبر نفسي على الإنسحاب من أي موقف يقود بالنهاية إلى فقدان السيطرة على الغضب و بالتالي ممكن ان أتفوه بكلمات أو توبيخ قد يوقعني في المحظور أمام الله عز و جل أو أمام أي إنسان آخر، فجروح السلاح تطيب، و جروح القلب ينسيها الحبيب و لكن جرح الكلمة لا يغيب
أحاسب نفسي كثيرا على هذه الخصلة السيئة حقا، و ألومها على ضعفي حين أجابهها، و الجدير بالذكر هنا ان غضبي لم ينتج قط عن تعصب أو تزمت أو تحزب أو هوى و لكنه ناتج في أغلب الأحيان عن ردة فعل تجاه إعوجاج أراه في بعض الامور، سواءا كانت حياتية أو عملية أو تعاملية أو أخلاقية أراها و قد لا يراها أحد من الغير و لا اطيق التجاوز عنها
عندما أدرس الأسباب أراها جميعها ناتجة عن مواقف وتجارب خلفت ترسبات تركتها السنون في قلبي، و المصيبة هنا أنها لم تكن اجتماعية، بل ادائية و عملية و تقييمية صاحبتني منذ أن كنت طالبا إلى دخلت المعترك العملي، كل من هم على معرفة شخصية بي يقولون لي أنني شخص مثالي زيادة عن اللزوم و أتعامل مع الجميع دائما بصفاء نية و دون حذر مما يجعلني مرما لسهام الظلم و الخيانة و الإستغلال حيث أجد نفسي بالنهاية مثخن بالجراح، أتذكر كلمة لاحد المسؤولين في جهة العمل التي كنت انتسب لها في الكويت، يقول "بو محمد انت عيبك انك ما اتناجر و دوم تمشي حدر الساس"، طالعته و قلت له هل مر عليك المثل القائل "اتقي شر الحليم إذا غضب"؟؟، فسكت و غير الموضوع و لكن في النهاية لم اسلم من البطش، كل هذا كان فقط لانني إنسان أسير وفق النظم و اللوائح و القوانين و ما أحب أقوتر الأمور و آخذ حق غيري مع استطاعتي الكاملة للي ذراع القانون و اللي يحب درب الزلق يتذكر مشهد لجنة التثمين و بو سند اللي يخلى القانون على قولة الممثل يصير دمبك، طبعا بمشيئة الله و إرادته و أمثال بوسند وايد، لا اريد استعراض أحداث آليت على نفسي أن لا أبوح بها ، و لكن علمتني الحياة بعد ان دفعت أبهض الأثمان أن لا أسكت على ظلم قط يقع علي أو على أي شخص مظلوم
خالطت في حياتي الكثيرين على مختلف المراحل العمرية و الطبقية و الإنتمائية، و تعلمت منهم الكثير، و عن طريق هذه المخالطة توصلت إلى نتيجة و هي أنني لست غير عصارة لكل هؤلاء الذين ترك كل منهم أثر في نفسي و قلبي و لبي، فحين تمر على مسامعي كلمات أو أعيش مواقف تمس ذالك الجانب تراني أثور غضبا ، لأنني أتألم لألمهم حقا و أغضب لغضبهم بالأضافة للعهد الذي اتخذته على نفسي بأن لا أرضى بالظلم على أحد قولا أو فعلا لأنني اعرف مرارته حقا، فارى نفسي في حيرة في كثير من الأحيان
و الآن، أصبحت سريع الغضب حينما أرى أي امر مخل و أشعر بألم شديد حقا، ذات مره طلب مني الوالد الله يطول بعمره و أعمار أحبتكم و يحفظه و يحفظ أحبتكم من شرور الدنيا و الآخرة أن أجلس لسماع نصيحة تتعلق بي و بغضبي السريع تجته الأخطاء التي لا اتحمل أن أراها، و مثلما قلت مسبقا كانت أسبابها و نتائجها آلاما لا تنسى إطلاقا، و بعد أن طال الكلام و و صلنا إلى الخاتمة قال لي " يا يبه إذا بتعيش جذي ترى بتموت قاصر عمر، يا يبه الاعمار بيد الله بس إذا ما هدك الكبر هدك البين و آنه أبوك، يا يبه" و هدني و مشى، و أما أنا فسخرت حياتي لخدمة الأجيال القادمة علها تصل إلى من كنت في يوم أصبوا إليه و هو أن أكون إنسانا و ليس وحشا
و أترككم مع حديث سليمان بن صرد قال : "اسْتَبَّ رجلان عند النبى (ص) ونحن عنده جلوس ، وأحدهما يسب صاحبه مُغْضَباً قد احْمَرَّ وجهُه فقال النبى (ص) : إنى لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . فقالوا للرجل : ألا تسمع ما يقول النبى صلى الله عليه وسلم؟ قال : إنى لست بمجنون
كم من أمثال هذا الرجل اليوم، تأتيه النصيحة و يقول "إني لست بمجنون" و أختم
إذا صدرت عني كلمة جارحة لأحد فليعاتبني بكل أريحية فإني أتقبل العتاب من أي انسان و لست ممن لا يعترف بخطأه أو لا يعتذر، بل على العكس طالما العتاب وارد دون تجريح أو تسفيه، فلست معصوما بل للعصمة أهلها و أما أنا فخطاء
لا يتمتع بالقدرة على تقييم النفس الا القليلين.
ReplyDeleteأنت ذكرتني في ماضي بعيد (نسبيا طبعا لاني موشايب)، أذكر اني دخلت نفسي في مشاكل مع المسؤول في بداية حياتي العملية وكانت هذه المشاكل لاني كنت ما أسكت عن الخطأ.
طبعا هذه المشاكل كانت سبب في تغيير حياتي وفتحت لي أفقا جديدا أيضا. يعني أنا مو متحسف على اللي صار لكن أعترف اني كنت غلطان. الحين اذا شفت الخطأ أعرف أتصرف من غير ما أدخل في مشكلة ومن غير ما أتنازل عن المبدأ.
وللحديث بقية
تحياتي
آآآها
ReplyDeleteشكرا على التوضيح
لا بهالمواقف اصير نار وشرار
يا حلو كلامك يا بومحمد
ReplyDeleteمنطقك وأسلوبك سلس
الله يحفظك وينور دربك
متابعة لبوستاتك
انتفل الى رحمة الله تعالى د. احمد الربعي
ReplyDeleteإنا لله وإنا إليه راجعون
عسى الله يتغمده بواسع رحمته
ويلهم أهله ومحبينه جميل الصبر والسلوان
ويعظم أجر أهل الكويت كلهم
إنا لله و إنا إليه راجعون
ReplyDeleteالله يرحمه برحمته و يغفر له و يلهم ذويه و محبيه الصبر على فقده، خبر محزن حقيقةو لاني عارف شقول غير الله يرحمك يا دكتور أحمد إي و الله الله يرحمك
مشكور يا اخوي يا بو بدر على التبليغ و وعظم الله أجرك، الله يرحمك يا دكتور أحمد
إخوتي و أخواتي جميعا
ReplyDeleteالسموحة الله يرحم والدينكم على التأخير في الرد على تعليقاتكم
الله يعلم اشكثر كنت مشغول و مشكورين و عساكم على القوة و كلامكم الطيب أعتز فيه و أسأل الله لكم و للجميع الحفظ و السداد و التوفيق
أختي العزيزة الغالية
ReplyDeleteبابل
أتفق معك أختي العزيزة بأنه لا يخلو أي امرئ من العيوب
و الحرص على تقليلها هو من الأمور التي تسمو بالإنسان حقيقة
شكرا جزيلا أختي على مرورك و استئناسك بمدوتنا المتواضعة و هذه شهادة فخر لي حقا
دمنت و الجميع بأحسن الأحوال إن شاء الله
:-)