الغاية من اللمقالات الثلاث الأخيرة لم تكن سردا وصفيا لبعض ذكرياتي الخاصة فحسب ، فأنا أكاد أجزم بان كل من قرأها هام في خيالاته و أخذ يحلق في سماء حياته عائدا إلى طفولته و كأن ألبوم الذكريات أخذ يعرض الصور الواحدة تلو الأخرى مما زرع الأفراح في القلوب و جعلها تتفاعل مع صورة لطالما حملت رونقا و جمالا بأحداثها و أشخاصها، العملية كانت برمتها حالة من استبدال حقائق حاضر مرة بمثيلاتها الحلوة من الماضي، الماضي أمر جرى و انقضى و لن يعود و لكن عبقه ما زال يعيش داخلنا كملاذا نقصده متى ما داهمت وحوش الحياة حمى الطمأنينة في خواطرنا
دعونا نقف على هضبة الزمن و نرسل الطرف بتمعن إلى الماضي و نحاول ربطه بالحاضر حتى نعرف هوية المستقبل، نحن جميعا بذكرياتنا لم نتعد مرحلة العقود الزمنية و لم نقارن الحياة كما يفعل الكثيرون بمثيلتها قبل قرون من الزمن، و مع هذا كله ثلاثة أو أربعة عقود من الحياة ا كانت كافية لزرع خصال و طباع اجتماعية نبيلة في أجياله بطريقة التوارث الاجتماعي ، و هنا توقفت درجة الإشباع على درجة الإمداد، و زرعت شتلات هذه الخصال بطريقة غير السليمة على الوجه الأعم و ليس الأخص بحيث بات المجتمع هشا تمزقه أضعف العواصف التي تهب عليه و تستبدل خصاله بأخرى جديدة في زمن قياسي، إذن أين موضع الخطأ؟؟ و هل نحن مختلفون عن الأشخاص الذين عاشوا ذكرياتنا؟؟ و ما هي العوامل التي أدت إلى كل هذا التغير؟؟ و كيف تم تغيير بعض المفاهيم إلى نقيضتها و بترسيخ؟؟
المجتمع عاش زلزالا ثقافيا أربك أفكاره و لم يستطع أفراده إعادة كل أمر إلى محله بحيث وضعت الأمور بشكل عشوائي مما قبح الصورة العامة و ترتب على هذا التقبيح فقدان القدرة على تعيين مواضع الجمال أو حتى الإلتفات لها، لأن المنظر العام بات قبيحا و معالم النقاء باتت خفية أو محدودة
المجتمع أصبح " و سامحوني بذي الكلمة" مثل قطيع الضباع بطباعه و شراسته و صفاته، المال هو لغة الخطاب و الحسد هو روح التعايش، الأغلبية تعيش حالة من التنافس فيما بينها، و قلب المفاهيم و تحويرها و شقلبتها و إعادة صياغتها صار جزءا من حياة الناس، الكذب بات عادة و الطمع له السيادة، الانسان فقد احترامه لذاته فكيف يطالب باحترام من سواه، كيف يطالب انسان يرى كل ما فات في قدوته و أصحاب القرارات التي تمس حياته بشكل أو بآخر، فإذا كانت القدوة حالة أخلاقية قبيحة فمن الحري أن لا يكلف من يقتدي بها بما ليس بمقدورهم و هذه إحدى الحقائق او الفلسفات التي تغمر الجو الفكري حسبما يظهر
أنا انسان لا أؤمن بتعيين المشكلة و تركها دون حل، نحن من خلقنا أو ساعدنا على خلق هذا الوضع الإعوج و نحن من نقدر على اقتلاعه من أصوله، أذا كان المجتمع لا يريد ذالك لنفسه فهذا لن يؤثر علي كأنسان، أنا آمنت بفكر و مبادئ و عشتها و هأنا و لله الحمد أطبقها على حياتي و على تصرفاتي و فعالي و أربي أبنائي عليها و سأحرص على تلمسها بتصرفاتهم و طباعهم و إن استنكر هذا منا المجتمع، فهذا لن يعني لي شيئ على الإطلاق، فلم يمر علي في ميثاق حياتي أبدا أمر يلزمني بالخضوع إلى أي فكر أو خلق يشذ عن روح الأخلاق النبيلة و السمو الروحي و نقاء النفس، أنا انسان أحمل رسالة كلفني الله بها و هي إعمار الأرض بما يرضيه وجعل محمدا صلوات الله عليه و آله دليلا أرشدني لما يتمم لي مكارم الأخلاق، هذه هي هويتي، أخلاق الإنسان هي معيار الإنسان و صورته الحقة لدي و ما عدى ذالك لا يهمني إطلاقا، أنا أفكر كجزء من كل موحد و إن تمرد ذالك الكل علي فلن أتمرد عليه لأنني أعمل لتأدية وظيفة كلفني الله بها و سأعمل بكل ما أوتيت من طاقة إن شاء الله لاتقانها، هناك قوى تحاول ترسيخ شرذمة المجتمع و هي منتشرة في كل ركن كما أرى و على جميع المستويات، هي من تقتل كل جميل و تخلع كل زهرة و نحن نعينها على ذالك دوما
أخيرا و بكل بساطه
صرنا مثل الياهال، حمود يكسر له جامه و خلود يكسر الثانية، ليش يا يبه كسرتوا الجامات؟؟، حمود كسرها ما قلت له شي؟؟ ليش ما تزف حمود؟؟ اشمعنا آنا؟؟، تروح تقضب حمود، ليش كسرت الجامه يا يبه؟؟، أي جامه، و الله ما كسرتها! هذا عليوي، عليوي ليش كسرت الجامه يبه؟؟؟، أنا ما كسرتها أخاف بدير كسرها، بدور و لعنة المترس ليش كسرت الدريشة، يمه شوفي أبوي، بدوري ما كسرها و لا قرب صوبها آنا (الأم) اللي كسرتها بالغلط و انا ألعب وياه بالكره، سكت الأبو و بلعها و راح ياب له واحد يركب له جام، و يوم رجع لقي الباجي هم تكسر
المهم
قيل
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
خلوني أختم لكم بسالفة توضح لكم فكرة
ثاني يوم من تحرير الديرة من الغزو لا أرى الله مسلما أذا أو غزوا كنا أنا و أحد الخوال و صديقين في السيارة رايحين مكان، و يوم شغلنا الرادو على إذاعة الكويت و الا المذيعة تقول " يا أهل السيايير الكشخة، طلعوا سياراتكم و روحوا تمشوا، الديرة صارت بأمان" و لا شعوريا كل واحد فينا قام بتصرف غير لائق بحقها، هذه قيمة التحرير، هذه الحياة بمقياسها و منطقها، هذه الحياة باهدافها و أسرارها، سيايير كشخة و قز و فرارة و تزقرت على ماميش، و الغريب أن المرأة لم تخطئ، بل تنبأت بفكر اجتماعي نلتمسه، الكويتي بنظرها هو صاحب السيارة الكشخة، بس الحلو و الطريف إن احنا الأربعة كنا متراصصين بوانيت قمارة وحده، يعني حسب ما قالته، نحن لم نكن مستحقين للتمتع بنعة الله علينا لأننا لم نكن من أهل السيايير الكشخة، بالضبط مثل ما يراه الكثيرون الآن، الديرة صارت ديرة من سبق لبق و من صادها عشى عياله و مال البخيل ياكله العيار، ما راح يتسنع الوضع طالما النوط يحكم الآدمي مو الآدمي اللي يحكم النوط
أنا لست تشاؤميا و لكنني أتعامل بواقعية، فد لا أمتلك القدرة على تغيير الواقع و لكنني إن شاء الله على يقين بأن الواقع لن يغيرني، إن تقبلني الواقع فليس تكرما منه و إن رفضني فأنا موجودا رغما عنه، أعيش بحبية رغم الجو المشحون بالكراهية و البغض، و هذا ليس ضعفا إطلاقا، بل قمة القوة
Shather
ReplyDeleteمشكورة اختي، هذا من طيبة قلوبكم و سماحة أخلاقكم
و الحمد لله على توفيقه و سداده
الذي رزقنا هذه النعمة و له الحمد و المنة
الأفكار و الكلمات ما خرجت إلا من القلب اختي
بارك الله فيك و في الجميع و في كل عمل تقومون به إن شاء الله
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله
الحمد لله رب العالمين على نعمه كلها اختي و هذه من نعم الله سبحانه و تعالى و الله اختي
ReplyDeleteالطيب ما زال موجود و أنتم أحد صوره النقية و الجميلة اختي و اشفرقنا عنكم و عن بقية الإخوة و الأخوات
الطيبين وايد اختي و موجودين بكل مكان
و مثل ما تفضلتي اختي، لو خليت خربت
و شهادتكم و وجودكم دوما وسام فخر أحمله على رأسي اختي، و من أعظم صور السعادة أن يحصل المرء على محبة و احترام الطيبين
:-)
حفظكم الله و وفقكم لكل خير أحاط به علمه و صرف عنكم كل سوء و شر أحاط به علمه
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله
بومحمد
ReplyDeleteالأنسان خلال حياته يجاهد نفسه في الثبات على المبادئ التي وضعها لنفسه
هذه المبادئ قد لا تكون ملازمه له منذ صغره
لكن هو من جعل منهاأسس تحدد الطريق الذي تسير عليه حياته
الماضي حتى في أصعب فتراته جميل
وممتع بما فيه من أخطاء تم تصويبها
فأكسبتنا خبره نحدد فيها مبادئنا
الماضي رائع لأنه جمعنا بأناس حبيناهم بلا حدود وبصفاء نيه
لكن
يبقى ماضي
والواقع قد لا يمحو هذي المبادئ لكن له القدرة على تغيير البعض منها
موضوع طويل جدا وله معطيات كثيرة
تستحق النقاش
لكن اكتفي بهالقدر
وعذرا على الإطالة
دمت بحفظ الرحمن
maha
ReplyDeleteتقبلي اختي مني جزيل الشكر و عظيم الإمتنان على الإثراءات و التي تلمست بين طياتها روح النصيحة
كلامج عدل اختي و لكنني أسعى أن لا ينال هذا التغيير من هويتي الفكرية و إيماني بالقيم العامة التي أثرت حياتي
و مثل ما تفصلت أختي مشكورة، التغيرات الطفيفة شر لابد منه و الموضوع يطول تباحثه
لا تعتذرين اختي، المدونة ندونكم و انا اخوكم و الغية العامة هي أن تعم الفائدة بيننا و اخذي راحتج اختي، فإضافاتكم و تعليقانكم دوما تاج على رؤوسنا
جزاك الله عنا خير الجزاء و أوفى الثواب
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله