لو سألنا أي مواطن كويتي يدلي بصوته في الإنتخابات البرلمانية أو أي مرشح للعضوية لماذا تقوم بهذا العمل لأجاب الجميع و بدون استثناء، للكويت و مصلحة البلد و ممارسة لحقي الدستوري و غير ذالك من المسميات و الألفاظ، القرار شخصي بطبيعته و لكن ما يتجاهله العديدون هو إدراك أن أثره عام، أو لعلهم يدركون ذالك و لكن ينكرونه تماشيا مع تحقيق مصالح ضيقة النطاق
أولا، ذات مرة دار بيني و بين إحدى الأمريكيات نقاشا يتعلق بالحياة الديمقراطية في البلدين (الكوبت و الولايات المتحدة) و الطريقة التي تدار بها أو تجري على أساسها الإنتخابات ..... إلخ، ليس هذا موضوعي و لكن ما ختمت به كلامها هو محور الفكرة صراحة، كانت تعتقد إننا محظوظون، و عندما سألتها عن السبب أجابتني بأنهم في الولايات المتحدة حيث يطبق نظام "الألكترول فوت" يجبر الناخب على اختيار ممثل الحزب الذي يؤيده ممثلا لولايته و إن لم يقتنع بفكره أو أدائه أو أمانته أو نزاهته حتى تنصب النقاط في النهاية في جعبة مرشح الرئاسة المرغوب فيه، و لكن الأمر يختلف في الكويت، فالناخب يملك حرية اختيار عضو المجلس التشريعي "مجلس الأمة" بكل اقتناع و حرية و بتجرد من أي مؤثر على اختياره و هذه أرقى صور الحرية و الديمقراطية و العدالة، فضحكتُ مقهقها و بصوت عال، فاستغربت لفعلي و سألتني
Why did you do that?? What was so funny??
فأجبتها أولا باعتذار عن تصرفي و رحت أشرح لها أسباب الضحك، فقلت
من قال لك أن كل الكويتين يملكون القدرة على اختيار ممثليهم، شريحة كبيرة جدا منهم تدار حياتهم بقرارات غيرهم و رغباتهم و ميولهم، يكون ذالك بتأثير علاقاتهم الإجتماعية و انتماءاتهم سواءا العرقية أم الفكرية أم الدينية، و المحاباة و التمصلح الجشع ناهيك عن التدخل في الإنتخابات من المتنفذين و من ينظرون إلى من سواهم بنرة دونية بسبب تمتعهم ببريستيج معين خلقوه لأنفسهم، و على الأغلب لا الأعم تجدين العمل منصبا في تحقيق مصالح ذوات نطاقات ضيقة و ليست عامة، أي أن الأمر أقبح بكثير مما من المفروض أي يظهر به، هذا من جهة، و من جهة أخرى تجدين فئة من الكويتيين و ليس الكويتيين كلهم أو أغلبهم يقررون مصير المجتمع ككل و يشاركون بإصدار قرارات تدير و تتحكم و تؤثر على حياة كل كويتي دون استثناء، و يكون هذا بمقارنة نسبة من يصوت في الإنتخابات في عدد المقيدين مضافا إلى الكويتيين "التلش" الذين لا أعلم كم بلغ تصنيف مواد جناسيهم إلى الآن، فهم يؤدون واجباتهم تجاه الدستور و القانون و يمثلون أمامهما كمواطنين كويتيين في جميع الأحوال و الأمور، ، و لكن لا الدستور و لا القانون ينصفهم و يعاملهم كمواطنين كويتيين في كل الأمور، فمن لا يصوت في الإنتخابات رغم أحقيته في ذالك يتحمل المسؤولية، و لكن ما لا يمتلك الحق في ذالك عليه أن يملأ فمه من ورق الكلينكس و يصرخ بأعلى صوته، و نحن نظلم هذه الشريحة بإساءتنا للإختيارات لأننا لا نفكر فيهم بل في أنفسنا فقط عند الإدلاء بأصواتنا، فسكتت لبرهة و قالت
That's brutal!
فأجبتها
We all are part of it.
و طال الحديث بعد ذالك عن أمور عدة لا المقام و الوقت يسمحان بإيرادهما
ثانيا، ما يتعلق أيضا بالموضوع هي الحالة التي يعيشها آلاف مثلي من الكويتيين الذين يقيمون في الخارج للدراسة أو التمثيل الدبلوماسي أو العمل ضمن مكاتب شركات كويتية أو أو أو أو ، و كل له قصته و لا يستطيع الحضور يوم الإقتراع للإدلاء بصوته/ها لارتباطاته أو لصعوبات مادية لتحقيق ذالك باستثناء من توفر لهم التذاكر من بعض المرشحين للعودة و الإدلاء بالصوت و المغادرة، والمؤشف هنا أنهم جميعا يسلمون لرغبات إخوانهم المواطنين و يخضعون لكل القوانين التي قد يشرعها الأعضاء الجدد الذين وصلوا برغبات أخوتهم المواطنين
أخيرا، في الصيف الذي مضى كنت في جلسة مع أخ عزيز على قلبي و من ضمن محاور الحديث الذي دار بيننا و لو أنه كان قصيرا جدا حسبما رأيته إلا أنه عرض هذه الفكرة، قال بما معناه أنه الكثيرين ممن نجالسهم و نحادثهم يتكلمون عن المثل و المبادئ و لكن عند التصويت يتبخر أغلب هذا بحيث تطغى المحاباة بشتى صورها و بالتالي بات الكثيرون أهلا للكلام فقط، أنا لا أطالب هنا أحدا بالإنسلاخ عن انتمائه عرقيا كان ام فكريا أم دينيا، و لكن أحسن اختيارك بحيث لا تضر به من سواك من المواطنين لأن لهم حق عليك مثلما لك حق عليهم، لا تفرض عليهم رأيك الشخصي و تحقيق مصالحك إن بات ذالك لا يتحقق إلا بوأد مصالحهم و مستقبلهم و حياتهم، فكر في غيرك، فكر في المستقبل
الكلام و الحديث يطول و لكن الإختصار مفروض هنا لضيق المقام و المعذرة ممن قد يجد في كلامي إساءة له/ها و الصدق هو أنها إن وردت لم تكن عن عمد و قصد

مبروك النيو لوك يا بو محمد
ReplyDeleteجميل جدا
:))
صاج صاج صاج
وما أخالفك وبلا كلمة
وشوف عيني ناس كانت تقول شي ووقت الإنتخاب تتغير إختياراتها 180 درجة
وناس ثانية مصرة على رايها العوي واللي لا يزيد ولا يفيد
وبأحيان كثير يضر
قليلة جدا هي الآراء والإختيارات الفردية النابعة عن التفكير السليم وغايتها المصلحة العامة
والغالب هو رأي الجماعة ومصلحتها الخاصة "أي كان ما يربطها"
تحليلك واقع وموجود وواعي والله يهدي الجميع لما فيه مصلحة الجميع
الله يحفظك أنت والعائلة الكريمة
:))
:))
السلام عليكم وصباح الخيرات
ReplyDeleteالثيم الجديد للمدونة جميل جدا ما شاءالله
والموضوع مثل ما قلت يطول الكلام فيه
وما نوفيه حقة
ولا في طريقة نصلح فيها الوضع بمدة قصيرة
الموضوع محتاج زمن
وناس عندها جرأة وتبدء بالتغيير
الوضع يحتاج هزة من الشعب
المشكلة ان هناك مثقفين
في الديرة ولكنهم يقفون عاجزين امام ثلة من الناس ممن لا يستطيعون التغيير لاعتقاد قبلي او مذهبي او عنصري
ما ادري ليش ما نقدر ننتخب من خارج الديرة
:(
الله يفرجها
لان التغيير للاحسن بيكون من مصلحة الديرة وعيال المستقبل
موضوع شيق والكلام فيه يطول
دمت بالف خير
:)
Manal
ReplyDeleteو عليكم السلام اختي و رحمة الله و بركاته و صبحكم الله و مساكم بالخير و الكرامة إن شاء الله
الجميل هو تواجدكم و كلامكم اختي، شكرا
:-)
كلامج كله عدل و الله اختي
أنا تعويلي على أصحاب الضمائر الحية
من المثقفين و غيرهم
الكل قام يقول يالله نفسي
دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله