قال الإمام زين العابدين يوماً لأصحابه:"إخواني، أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا؛ فإنكم عليها حريصون وبها متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم للحواريين، قال لهم: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، وقال: أيكم يبني على موج البحر داراً، تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قرارا"

Thursday, April 23, 2009

تصدقون و الا ما تصدقون -3

حزة القرقيعان كانت ثورة في خواطرنا، ندش عالم يديد، كل واحد شايل جيس مخيطته أمه و الا مرات تتكفل وحده من الامهات بخياطة اجياس القرقيعان، نتيمع كلنا أول بالفريج و نفتر بيت بيت نلقط من هالبرميت و بيض الصعو و المخلط و الحلاو و كلنا نردد بصوت واحد سلم ولدهم يالله خله لامه يالله"، بظهر بيت يدي بالقطعة الثانية كان بيت واحد من تجار البخور و الطيب المعروفين، كنا لي طقينا باب بيتهم" و قرقعنا يطلع الحجي و بيده كرتون كتكات و يعطي كل واحد فينا واحد بدال ملة القرقيعان، شغل زقرت :-)، المهم و لي شفنا عيال الفرجان الثانية قلنا لهم ترى بيت فلان عطونا كتكات مو لأن محد فينا ماكل كتكات او ما يقدر، بس لأن الأمر كان غريب بالنسبة لنا، يقرب العيد و تقرب وياه خيالات و احلام و سعادة لا حد لها، و ناسة الهدوم اليديدة و النعل اليدية، كان الواحد يصبح و يمسي على دشداشة العيد و النعال و انتوا بكرامة، و يوم العيد الصبح تشم ريحة الطيب بالفريج تخمك خم من كل بيت، ندش بيت بيت نعيد على الييران و ناخذ العيادي و نطلع نحوس لي الغدا، و بما أن بيت يدي هو البيت العود فالكل ايينا :-)، عقب صلاة العصر نروح الملاهي، بالبداية كان يودينا واحد من الكبار و تالي يوم كبرنا قمنا نروح مشي، واحد من الربع كان يسوي سحب حظك نصيبك على حمام، و الا الستكانة بقوطي الحليب المتروس ماي، و كان يطلع له خير ما شاء الله، و لي ردينا الفريج نريح و تالي نتيمع و نروح نشوف فلم بسينما الأندلس و الا الفردوس علشان نتعشى تالي بحدى هالمطاعم تالي و نرد بيوتنا، هني بعد دشينا سن المراهقة
بالصيف كنا نرتبط بالبحر بشكل قوي، سباحة و طواريف و حداق، و مرات كنا نقضي اليوم كله على البحر، نطلع من البيت قبل السجي و شايلين الطاروف ويانا و خياش و مطارة ماي و مطارة شاي و يوصلنا واحد من شباب اهلنا اللي يسوقون سيايير و الا الوالد الله يذكره بالخير، و كنا نروح القطعة اللي عند اسكلة الغانم اللي هي بين دوار البدع و فندق رجنسي ألحين، و ويا بداية السجي نبلش نكرف لنا كرفتين و الا ثلاث و تالي ننصب الطاروف جريب الأسكلة و نروح نسبح بعيد لي آخر الثبر، بعدين نكرف آخر كرفه و نرد بيوتنا، كنا نروح محطة المواصلات اللي كانت جبال رجينسي اللي صار مكانها ألحين هارديز اللي بالرميثية، و نركب الباص من هناك و نروح بيوتنا، و احنا ننطر الباص كل واحد فينا كان يشتري له صمونة فلافل و بطاط و عليها دقوس بو ديج و بطل بيبسي و هبيس من كانتين المواصلات، و من نركب الباص لازم تصير نجره ويا السايق، "هزا كيلا ماي هزا كيلا ريها" يشتكي من الزفرة و المياهه التي تقطر من خيشة الطاروف و خيشة السمج الحبيب، ما ادري روايح اللي بالباص من الريف الهولندي و الا الفرنسي، و لي وصلنا الفريج نروح عند بيت واحد من الربع و نجسم السمج، خير من رب العالمين دوم و لله الحمد، من هالميد و البياح و الشعوم و المزيزية الولمية و الوحر و الحمام و المجوة الكبار و الزمارير الكبار و الحفوف، مرة من المرات ترسنا خيشة عيش من الكبار كاملة، حتى الوالدة اله يذكرها بالخير يوم نزلنا الأغراظ عند بيتنا قالت جسموه على كل الفريج، وايد ما شاء الله، و جسمنا الصيد بجياس نايلون أخذناهم من فرع الجمعية (عقب ما صدر قرار البلدية بتسكير البقالات) و جسمناه على الفريج، و استمرينا نطورف لين في يوم من الأيام ، وقتها كان جم واحد فينا بالماي ينصبون الطاروف و الباجي على السيف ايمعون لنا صخر، شوي و الا نباح جلاب حشاكم و وياهم واحد نذل اجلب منهم، الربع اللي على البر صاروا طراريد، و كلنا كنا بالماي و الجلاب تحوس على السيف تلعب بالسمج و تعفس هدومنا، قال" المكان مال فلان، و إذا شفت ويوهكم مرة ثانية اهني اهد عليكم الجلاب" و ما كان جوابنا إلا أن حذفناه بكل صخره وصلت لها أيادينا و تالي قلنا له خذ اعيالك و روح و احنا بنمشي و كانت آخر مره طورفنا فيها بهالمكان
كنا شباب مراهقين بس كنا نحترم بنات الأوادم، و إذا واحد فينا مره بغى يستخف دمه تلاقي الباجي ينتهونه، كنا نتيمع بالليل بالفريج و كان ايونا عيال واحد من الفرجان اللي يمنا نقعد نلعب دامه و جنفه و غير ذالك، مره كانت الساعة اثنعش بالليل تقريبا و احنا قاعدين جان نسمع صرخة حرمة و هي تقول " لحقوا علينا يالأياويد، حرامـــــــــــي" طبعا خواتي القارئات يعرفون اشلون تطلع صرخة المرأة و هي تقول حرامي، من قلب، كانت الصرخة من بيت بفريجنا لرجل عنده حرمتين و هذا بيت وحده من حريمه و كان ليلتها عند الثانية بمنطقة ثانية، المهم ما وعينا و الا واحد يبطل باب البيت متلثم و الأثول قطه حظه العثر جدامنا و من شافنا صار برق و قب صوب البراحة، الأثول نسى إنا احنا عيا المنطقة نعرف مداخلها و مخارجها، انقسمنا نصين، نص اركضوا وراه و النص الثاني طقوا له حواش من فجه ثانية تودي البراحة من صوب ثاني، و لقى عمره يركض و احنا ياينه من صوبين و ما وعا و الا واحد من الربع يصكه عرجوب و الا الحرامي يتدربح على الأرض جنا تاير و اشتغلت رحمة الله، ما يدري منهو طقاقه، انطق طق اليهد، ماكو احد من طوايفه أكل مثل هالطق و لا راح احد ياكل مثله يتراوالي، و يريناه الفريج و احنا نقول "صادوه صادوه تراهم صادوه" و الا الريايل طالعين و الحريم و داقين على المخفر و يوم يات الدورية نزل الشرطي و يوم شاف الحرامي قال حق المره"حجية هذا ما خليتوا فيه عرج صاحي، و اسأله من مسوي فيك جذي و هو يضحك، و الحرامي قام يأشر علينا، جان يقول له زين يسوون فيك و بالمخفر حنا بنكمل عليك بعد
كنا نشترك بكل هواياتنا، حتى بتربية الطيور، كنا نيمع فلوس و نشترك فيها و نشتري دياي و الا حمام و نربيهم في بيتنا، ليش؟؟، كان البيت كبير و كان في مجال ندق محاكر بدون معارضات، رمه من المرات تحاططنا انا و واحد من الربع و شرينا ديج تركي، الله ياهو كان ديج، حلو حلو حلو لحو، و يرع و عتر، و من كثر ما كان مشهور بين شباب المنطقة كان كل يوم و الثاني ايينا أخد يطلب يشتريه بس حسافة مات تالي، و بعدين تحاططنا و شرينا ديج هندي، كان فرخ صغير ربيناه و يوم كبر كانت وحده من ريوله أكول من الصانية و سميناه كامل الأوصاف، و ربيناه لين كبر و لكن صار مصيره في يوم الجدر :-)،
كل عوايل الفريج على اختلاف مشاربها كانت تعيش بقلب واحد، مره من المرات شبت حريجه في بيت يدي، أنا ما كنت موجود حزتها و يوم ييت ويا الربع و الا الصغار يقولون لي وينك بيتكم احترق، و ميق سيده البيت بس يوم دشيت الحوش شفت حشاكم نعل حريم وايد عند باب الصالة و البنات الصغار بالحوش يلعبون فوقفت و طلبت من وحده من البنات تدش تنادي امي، و يوم طلعت الوالده قالت لي إن حريم الفريج يايين يتحمدون لنا السلامة و قاعدين عند يدتي اله يرحمها و يرحم موتاكم و موتى كل المسلمين و بيطولون، فروح و لا تيي الا لي اطلعوا، طبعا أنا قمت أطق اصبع، و طلعت و قلت حق الربع و طبعا أم كل واحد فيهم كانت داخل و هيت يا ولد
الأندية الرياضية فتحت أبوابها حق مجموعة منا و منهم من مثل الكويت في ألعاب متفرقة على المستوى الخليجي و الآسيوي و منا من لم يحالفه الحظ في مجال الرياضة المنظمة و فضل لعب الكرة في الفرجان و منهم من كان للرياضة قصة خاصة معاه كالعبد لله و هذي القصة لا المقام و الوقت يسمحون بسردها و بلشنا نقرب من نهاية الثمانينات و دخلنا في التسعينات و أول مره تفرقنا فيها الدنيا عن بعض كانت فترة الغزو، أول ثلاث شهور اشتغلنا كلنا يميع، نقعد الفير و نروح شويخ نحمل مواد غذائية للجمعية و نرد الظهر نصلي و نروح نشتغل بالمخبز نخبز و نبيع خبز و نرد قبل المغرب و نروح ويا واحد بفريجنا إذا كان دور فريجنا نفتر على البيوت نشيل الزبالة كرمكم الله و نوديها نحرقها، مره حرقنا زبالة و كان فيها فشق و الله سلمنا و الا جان رحنا، عمرنا ما استغاثينا من كل هذا، و عقب الشهر الثالث، قرروا بعض العوايل الخروج من الكويت و هذي أول مره شفنا فيها روحنا نتفرق لا و بصورة ما ندري جان بنشوف بعض عقبها و الا لأ، بس الحمد لله، الله سبحانه و تعالى كتب لنا الفرصة و اللي طلعوا ردوا بالسلامة، و باقي الأحداث معروفه و لا هي غريبه و تقريبا شبه متماثلة و لكن كل اللي صار في التسعينات و بداية الألفين إلى الآن لم يستطع التأثير على عشقنا لبعض و لله الحمد و الفضل و المنة على الرغم من أننا تماما مثل جالكليت الماكنتوش، كل وحده شكل و لون ، كل هذا احنا ما نشوفه بس غيرنا يشوفه فينا
حسافه، فريجنا ألحين مو الأولي، فريجنا الحين تغير مثل ما الكويت بكبرها تغيرت
هذا ما تمكنت من سرده اخوتي و اخواتي بانتقاء شديد جدا، انتهت السلسلة و لنا وقفة إن شاء الله

10 comments:

  1. جان يقول له زين يسوون فيك و بالمخفر حنا بنكمل عليك بعد

    لو صايدينه اليوم جان المحكمة طلعته براءة و انتوا الحرامية

    ReplyDelete
  2. ma6goog
    ههههههه
    جان ورا الشمس و رويسك
    ما يردنا ألا الأحداث
    بس ترا قضاءنا عادل
    عادل عباس
    رامبو الدفاع
    و الا عالدل عقله
    نق واحد
    هههههه
    دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

    ReplyDelete
  3. Yan
    الشكر لله عزيزي
    معلوم طال عمرك
    ياما انقرصت اذني و قلت أتوب
    هههه

    دمت والأهل و الأحبة برعاية الله

    ReplyDelete
  4. يعطيك العافية يا بومحمد ..
    أمتعتنا بهذي الذكريات ..
    مصطلحاتك كان ناقصها قاموس (الگدو) و أدواته.. عشان تكمل الكلمات القديمة المنسية :)

    ReplyDelete
  5. بو محمد والزين

    تسلمون على دعاؤكم الحلو ويا رب يوفقكم دنيا وآخرة ويرزقكم من خير الدنيا والآخرةويكفيكم شرورهم

    قولوا آمين

    :))

    ReplyDelete
  6. شذر
    هلا برحعتكم اختي و زيارتكم
    :-)
    أزال الله أحزانكم إن شاء الله و استبدلها بأجمل الإراح دوما برحمته و رأفته إن شاء الله

    احيانا تنهمر الدموع لأننا تعود بعواطفنا لأجمل صورها فتحن الروح و تأن

    و ليش تحسين انج عيوز اختي، نوكم بعمر الورد عسى الله ينور لكم أعماركم بأنواره التي لا تنطفئ

    بالعكس أنا تتجدد بداخلي طاقات و أحاسيس بمجرد العودة إلى الماضي

    أسعدتنا عودتكم اختي و حفظكم الله و ذويكم من كل شر و محذور و مكروه، و كلنا اشتياق لكتاباتكم

    دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

    ReplyDelete
  7. maha
    استمتعت بكل حرف و كل كلمة اختي
    متعكم الله بحياتكم و بدنياكم و آخرتكم إن شاء الله
    مشكورة اختي و جزاكم الله عنا كل خير
    دمت و الاهل و الأحبة برعاية

    ReplyDelete
  8. والله ذكرتني يا الحظره بالمطعم ، كان مو عالشارع ، كان مجابل بيوت قطعه سته ، وإسترحة الركاب ام كراسي حطب و ريحة عطنه إهي اللي مجابله شارع البدع .على فكره على ايامنا ما كنا نروح بالباص الا حق السوق و وكان رقمه ١٤ شخطه ، والا باجي الهياته كانت بالقواري (عديله بعد (

    ReplyDelete
  9. مقيص

    كلامك عدل أخوي، هو مكان هارديز حاليا و كان شباك المطعم مقابل فندق ريجنسي

    أتمنى أني ذكرتك بما هو جميل

    :-)

    شكرا جزيلا أخي على المرور و ترك التعليق و تقبل مني أجمل التحيات

    دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

    ReplyDelete
  10. مقيص

    مشكور أخي العزيز على التوضيح و الإفادة الإثراء

    :-)

    لتحياتك و تقديرك أخي لهما أجمل الترحيب في القلب و النفس

    دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

    ReplyDelete