قال الإمام زين العابدين يوماً لأصحابه:"إخواني، أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا؛ فإنكم عليها حريصون وبها متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم للحواريين، قال لهم: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، وقال: أيكم يبني على موج البحر داراً، تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قرارا"

Tuesday, April 21, 2009

تصدقون و الا ما تصدقون -1

هل تصدقوني إن قلت لكم إني لحقت على الشاوي رغم أنني في منتصف العقد الثالث من العمر، جدتي رحمة الله عليها و على موتانا و موتاكم و موتى المسلمين كان عندها صخول و كانت تحلبهم و هذا كله كنت أشوفه بعيوني و أتذكره تماما، و كان حدر كل صخله جفرتها و طبعا التيس حاظر، كان يمر الشاوي بفريجنا و ياخذ الغنم من البيوت، اشلون؟ تماما مثل باص المدرسة، البيبان كانت دوم مشرعة و من يمر تشوف الغنم يطلعون من البيوت و يتبعون الشاوي، و الصخول دايما يطلعون بغنج، تناقز و ترقص و تمشي و را الغنم و لي زادت شوي من الغنج و الدلع انلسبت لسبة تعلمها اشلون تمشي بثقل، و كنا ننطره لين يرد، لأننا كنا نتشفق على شوفة الغنم و ملاحقهم، ياهال لي ألحين الدنيا ما طورقتنا، و كان من يدش الفريج تشوف الغنم مره ثانية يفترقون عن بعض و شلوح ملوح اللي يدل بيته يروح

كنا نيمع عكوس و نلعب تيل، و كان كل واحد فينا عنده مكانه يكنز فيه تيله و عكوسه من موسم لي اللي وراه، و من تهل حزة التيل مثلا كنا نحفر و نطلع كنوزنا و رووووح، تلش و تحته، و من الطنب لي الأورطه لي الملاحق لي الطقة و العشرة العشرين إلى أن تخلص حزة التيل، و لي هلت حزة العكوس طلع عاد كل واحد عكوسه و اشتغل عاد المبادل و اللعب، اتذكر كان عندي عكس هند رستم بدلته مع عكس يوسف وهبي مال واحد من الربع و اقمته علي و خسره ، صج أثول

كنا نسوي طيارات من يريد النخل و أوراق الجرايد و كنا نلزق الورق بالبمبر، و كان بيتنا ملفى اليهال كلهم ليش كان عندنا بمبرة، و كنا نذيل طياييرنا بخرج ناخذهم من خياط الفريج و الخيوط من بيوتنا و الا من البكرات العتج اللي عنده، و اللي ينجم طيارته يكون سالفة الفريج، و كنا نلعب البيضة، و هذي اللعبة هندية الأصل، و على ما نخلص يكون الواحد مطقوق طق اليهد و الزلوغ ترس جسمه

بالربيع حزة الحبال كنا نكشت و نحبل من أول ما يشق النور لي حزة صلاة الظهر و إذا الصيد زين نقعد لي صلاة العصر، كنا نتفق كل واحد اييب شي من بيتهم، جبن، ورق شاي، قوري البر، و حلوه و رهش و ناخذ الخبر من خباز الفريج الفير قبل لا نروح، و يكونون أثنين او ثلاثة مكلفين ينبرون و ايمعون القبابي و العتول و طبعا زيارة إلى إحدى البواليع قبل المغادرة و تشوف واحدنا عقبها شايل بطل بيبسي متروس زهيويه و قوطي فيه رمل بينه العتول و القبابي و إذا محظوظين حصلنا سفايف كبار، كان كل واحد فينا يشيل بمخباة دشداشته خيشة بصل من الحمر ملوت قبل المقظظين علشان يحط فيها الطيور اللي يصيدهم، و كلنا نشيل الفخوخ و العترات و صلابه وحده أذكر حصلنا، منا من كان يشيل نباطه، أنا ما كنت أشيل، كنت أحب أصيد الطير حي، و لي وصلنا مكانا، حفرنا حفره و شبينا ظو و حطينا قوري الشاي و فرشنا الفخوخ، و كل من أخذ جم فخة و جم زهيوي و عتل و راح وزعهم، و عقب ما انخلص نرد نتيمع عند الظو و نتريق و بعدين نروح نباري الفخوخ، الصيد كله للكل، و اللي يبي أي طير ياخذه و لا كنا نعايي بعض كلش، من سوالف الحبال مرة من المرات كان نصيبي قحافي و قفصي و حمروش زياني، و كنت حاطهم تلاثتهم بخيشة البصل و لا صار أي شي، يوم وصلت البيت عفست الدنيا أدور قفص ما لقيت، قلت ماكو إلا أروح أدور عند بيت الييران، المهم شسوي بالطيور، قمت و هديتهم بالدار، و يوم رديت و وياي القفص و الا القحافي و القفصي نايمين بالحمروش الزياني و منتفينه تنتف، و مره كنا كلنا حابلين حق اشول هيضه، عيــــــــار، كل طير كنا نصيده نهده، نبي الأشول، المهم أذن الظهر و لا أحد قدر عليه و الربع كلهم راحوا بيوتهم إلا أنا و واحد من الربع الله يذكره بالخير و يجمعنا عن قريب يا رب، ما رحنا، و عزمنا نقعد له و حتى حد محنا حادينه، و عقب يمكن ساعتين، سمعت صوت، جان أقول له يا فلان جنهه طقة فخة، و قمنا نتسحب شوي شوي، و صاحبي جدام، و شوي قما نصرخ يميع "صـــــــــدنــــــــاه" و طبعا الصرخات كانت مصحوبة بتطاير النعل بالهواء و تناثر الغبار في الهواء، و الا الفخة صاكة على نصه، يعني غصب صايدته، و مسكه صاحبي و ويه واحد الفريج نركض و نقول صدنا الأشول صدنا الأشول، و ندش بيوت الربع و نصرخ بالحيشان لين طلعوا كلهم و تيمعنا بالبراحة و كان القرار أن نقطز ذيله و نهده علشان يصير نيشانه

كنا 12 أخو أهلنا أهل مو ييران، محد فينا يتذكر أول مره شاف فيها الثاني، عشقنا بعض مو بس حبينا بعض، ما نفرق بين بعض بأي صورة، منا مازال موجود و منا الله سبحانه و تعالى اخذ أمانته، ما زلنا إلى الآن نتواصل على الرغم من تنجس الحياة بمظاهر النجاسات المختلفة و البعد بالنسبة لي، مرات لي بطلت عيوني الصبح و شفت مسج من واحد منهم استــــــــانس، و ما تشيلني الوسيعة، نكلم بعض بنفس اللغة اللي دوم تكلمنا فيها، لي ألحين ننادي بعض بنفس الأسامي التي كنا ننادي بعض بها منذ الطفولة، و منهم من يروحون الحبال لي ألحين

تصدقوني إذا قلت إن كل هذا من طفولتي و إلا ما تصدقوني؟؟؟
و عرفتوا ليش أنا حاط صورة حمامي عربي؟؟
الطيور من اليمين إلى اليسار
الحمروش الزياني- القفصي-القحافي-الأشول هيضه
The photos are not mine. They were copied from th web.

3 comments:

  1. الماضي جميل.

    كنت اتمنى عيالي يسوون مثلي يطلعون حبال, قنص, تجربع....أيام.

    أعتقد جيلنا آخر جيل استمتع بهالشغلات.

    الحين زرازير ماتشوف, لوووول

    تحياتي للذكريات الجميلة

    ReplyDelete
  2. الله يرحم جدتك برحمته الواسعة وجميع موتاكم وموتى المؤمنين

    يا حلو أيام قبل

    ReplyDelete
  3. بوصلوح
    موتانا و موتاكم و موتى جميع المسلمين إن شاء الله
    إي و الله يا بوصلوح يا حلاة قبل

    دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

    ReplyDelete