قال الإمام زين العابدين يوماً لأصحابه:"إخواني، أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا؛ فإنكم عليها حريصون وبها متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم للحواريين، قال لهم: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، وقال: أيكم يبني على موج البحر داراً، تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قرارا"

Monday, December 21, 2009

استدراك

تم في مقام اليقين عندي بأن الإستقرار بات أمرا يعز علينا تحقيقه كمجتمع لسببين هما أننا لا نعمل على تحقيقه كجماعات و شرائح و إنما كمجهودات فردية أو جماعية صغيرة و ضيقة النطاق في تأثيرها، و أما السبب الثاني هو أن السلطتان السياسية (حكومة و أحزاب) و الإقتصادية دائبتي العمل على تلاشي أي مساحة مشتركة تخلق أو وأد أي توجه عملي تجاه خلق إي مساحات توافقية بين أبناء المجتمع، و ما جرى مؤخرا من أحداث أضاف على كاهلي حملا على ما أحمله من ألم حقيقة كثرت جروحه التي تنزف بين الحين و والآخر حتى بدأت تنخر في شجرة الأمل التي هي ما أقتات على ثمارها يوميا بفضل من الله سبحانه و تعالى، و قد تجلى تأثيرها مؤخرا بحيث عز النوم و خيم القلق وبدأ ظل وحش الخوف من المجهول يظهر على جدران عقلي، و نتيجة للحظة من الضعف لجأت إلى الغضب كحماية حياتية دون أن ألجأ إلى ما أوصى به الله سبحانه و تعالى في قوله "و الكاظمين الغيض" و "إن مع العسر يسرا" كوسيلة للإطئنان الداخلي كنبع عطاء يغذي البدن كله و النفس من داخل القلب، مم أوقعني في المحضور من اللفظ و الخطأ في حق الكثيرين إلى أن وفقت بأن يتم تنبيهي و هنا أسأل الله أن يجزي من فعل ذالك عني بما هو أهل له من كرم العطاء و الجزاء، فقضيت اليوم كله و أنا أشعر بالذنب و أحاسب نفسي حسابا عسيرا، أكبر ما يكون في قلبي هو جرح أخلقه في حياة من هم سواي من الناس و خدش لنقاء و صفوة حياتهم تلك، و منهم أنتم اخوتي و اخواتي القراء، و لعل هذا ترسخ بداخلي منذ غضاضة الأظفار، أحتاج لإعادة ترتيب أوراقي التي بعثرتها الأزمات و مزقت بعضها الغصات و حرقت أخرى منها نار التبعات
كثيرا ما كان يتردد هذا المثل "حل لسانك كل الناس خلانك" على مسامعنا و نحن نطوي السنين الواحدة تلو الأخرى حتى تشربناه في طباعنا، و للأسف خضعت للغضب و شيطانه حتى تنجس الكلام و فقد اللسان تلك الحلاوة، و ما يجري على الساحة كما تنقله وسائل الأعلام لبعيد مثلي، لوث بأبخرته الكريهة الروح و هيج بحرقته كل ألم، و ليس لي سوى الله سبحانه ملجأ و مأمنا من المزيد من الإنزلاق و الإنجرار
نحن جميعا خيوط نسجت ثوب الكويت .... فلا وفق الله من هم بتمزيق ثوبها و تعريتها

1 comment:

  1. Safeed - ma6goog - الزين

    لم أر في الشكر معنى كافيا لوصف الحالة القلبية التي أثراها كلامكم النقي الجميل، و بهذا فأنا أترك جزاءكم على الكريم الوهاب و أسأله أن يتكفل به عني بحق كل صفة و اسم هما له سؤل بهما فأجاب و أعطى

    فعلا كلامكم كان كالشمس تجلت مشرقة في سماء غائمة

    دمتم و الأهل و الأحبة برعاية الله

    ReplyDelete