قال الإمام زين العابدين يوماً لأصحابه:"إخواني، أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا؛ فإنكم عليها حريصون وبها متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم للحواريين، قال لهم: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، وقال: أيكم يبني على موج البحر داراً، تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قرارا"

Wednesday, December 30, 2009

حدائق الحكمة - 6


كان مما ورد عن لقمان عليه السلام أنه قال


الإخوان ثلاثة : مخالب ومحاسب ومراغب فالمخالب الذي ينال من معروفك ولا يكافئك، والمحاسب الذي ينيلك بقدر
 مايصيب منك ، والمراغب الذي يرغب في مواصلتك بغير طمع .‏









المخالب لغويا هو اسم الفاعل من الفعل (خلب) أي خدع و بذالك يصبح المخالب مخادعا، و إننا لنجد في وصف بعض ما تقع عليه العيون من مظاهر الجمال بأنه (خلابا) أي أن مقدار الإستحواذ على العقل و الحس في هذا المظهر قد بلغ الخداع و المخادعة، و هي صيغة المبالغة من اسم الفاعل على وزن  فعال بتضعيف العين، فالمخالب هو من يصاحب أو يتعايش مع الغير وفق مبدأ المصلحة، فأخوته قائمة ما قامت المصالحة و خدمت، و تتلاشى تلك الأخوة بتلاشي المصلحة، و قد تتلاشى تماما فتصبح عداءا
 أما المحاسب فليس المراد به من يراقب سلوكك و أداءك و يقدم النصيحة و يساهم في تقويم سلوكك بشكل مباشر أو غير مباشر، و لكنه ذالك الذي يجعل من الأخوة مقايضة مبنية على المصلحة، فمقدار ما يجنيه كما كان أم نوعا يحدد قيمة عطائه الأخوي العينية و الشعورية، و بهذا تصبح الأخوة حسبة رقمية لا أكثر و لا أقل
 و  المراغب هو الأخ الذي يحافظ على الرابطة الأخوية بأسلوب وجداني نقي بعيد عن التزلف و التملق و الفائدة ، و بهذا يكون الحفاظ على الرابطة الأخوية عنده رغبة راسخة في روحه و مكنون قلبه كرغبة شعورية فطرية قلبية

لاتضع برك إلا عند راعيه



No comments:

Post a Comment