
حلمت و كأني أسير في صحراء واسعة مقفرة مخيفة ، ضمآنا و تعبا أرسل النظر ذات اليمين مرة و ذات الشمال مرة أخرى و لا أرى أي صورة من صور الحياة، فغضبت لوحدتي و وحشتي و أخذت أصرخ مزمجرا و أركل التراب نادبا، و إذا بي أرى مصباحا عتيقا قد أكل الدهر على هيئته و شرب، فأخذت أتساءل، أيعقل هذا!؟، أهو ما أظن أنه هو!؟، و بدأت أزيل الغبار من عليه و أحكه حكا شديدا و إذا به هو، إنه هو، أخذ الدخان يتصاعد من داخل الفانوس و تتناثر ذراته بانتظام و تشكل هالة دخانية أمامي، و فجأة!، و إذا به مارد ضخم مفتول العضلات ليس له كرش و ذو شارب حليق و مظهر أنيق، تثاوب تثاؤبا صاخبا كاد أن يقلب الصحراء رأسا على عقب، ثم خض رأسه و قال "الواحد ما يعرف يغفي له شوي بهالديرة و يريح من ظيمكم و ظلايمكم؟؟، خير يبه آمر؟"، نظرت إليه نظرة الغضبان و قلت له: و ما عندك كي أطلب منك؟، أبرقت عينا المارد و بدا التعجب و الذهول و قد سيطرا على تعابير وجهه و قال"آنا اشعندي؟؟، من صجك انت؟؟ انت تدري آنا منو؟؟" قلت له نعم أدري، شبيك لبيك و لكن بعضلات مفتولة و مظهر خلاب و قليل من التنظيفات، و عندها ثارت الزوابع مرافقة لقهقهة مزعجة أرسلها عندما أنهيت كلامي و قال"و يوم إنك تدري آنا منو، اشلون تسألني اشعندك تعطيني، أنا عندي كل شي"، قلت له مخطئ أنت،يمكن أن يكون عندك كنوز لا حد لها و أموال لا عد لها و قدرات لا اضمحلال لها و لكنك تفتقر لأبسط القدرات التي تتمتع بها حتى البعوضة، و عندها أخذ المارد يحك خده و يقول "مثل ماذا!؟"، فقلت: الحرية، البعوضة تمتلك القدرة على الطيران أنى شاءت و لكنك أسير مرتهن في هذا المصباح و أمرك رهن طلب و إشارة من يحصل على المصباح، فأجابني" كلامك عدل، بس اشلون أحل المشكلة؟" فقلت: بكل بساطة إبحث عن الامر الذي لا تقدر أن تعطيه لمجنون، و تضعفه السنون، فنظر إلي بتعجب و قال "المخ!؟"، فقلت لا ليس بالهالة التي في القلعة الجوفاءالتي تعتلي الحاجبان و العيون، بل نواة اليقين التي يبيت العلم فيها مكنونا، و الإدراك مصونا، و الإرادة حاكمة و الحرية قائمة، فانحنى ناحيتي مقتربا و قال"و شنو كل هذا؟" فابتسمت و قلت له: هل لي بكأس من الماء البارد الزلال، فابتسم و قال"قول تنكر ماي يا معود" فأجبته مسرعا لا بل كأسا فقط واستيقظت