قال الإمام زين العابدين يوماً لأصحابه:"إخواني، أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا؛ فإنكم عليها حريصون وبها متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم للحواريين، قال لهم: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، وقال: أيكم يبني على موج البحر داراً، تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قرارا"

Wednesday, April 29, 2009

حلم


حلمت و كأني أسير في صحراء واسعة مقفرة مخيفة ، ضمآنا و تعبا أرسل النظر ذات اليمين مرة و ذات الشمال مرة أخرى و لا أرى أي صورة من صور الحياة، فغضبت لوحدتي و وحشتي و أخذت أصرخ مزمجرا و أركل التراب نادبا، و إذا بي أرى مصباحا عتيقا قد أكل الدهر على هيئته و شرب، فأخذت أتساءل، أيعقل هذا!؟، أهو ما أظن أنه هو!؟، و بدأت أزيل الغبار من عليه و أحكه حكا شديدا و إذا به هو، إنه هو، أخذ الدخان يتصاعد من داخل الفانوس و تتناثر ذراته بانتظام و تشكل هالة دخانية أمامي، و فجأة!، و إذا به مارد ضخم مفتول العضلات ليس له كرش و ذو شارب حليق و مظهر أنيق، تثاوب تثاؤبا صاخبا كاد أن يقلب الصحراء رأسا على عقب، ثم خض رأسه و قال "الواحد ما يعرف يغفي له شوي بهالديرة و يريح من ظيمكم و ظلايمكم؟؟، خير يبه آمر؟"، نظرت إليه نظرة الغضبان و قلت له: و ما عندك كي أطلب منك؟، أبرقت عينا المارد و بدا التعجب و الذهول و قد سيطرا على تعابير وجهه و قال"آنا اشعندي؟؟، من صجك انت؟؟ انت تدري آنا منو؟؟" قلت له نعم أدري، شبيك لبيك و لكن بعضلات مفتولة و مظهر خلاب و قليل من التنظيفات، و عندها ثارت الزوابع مرافقة لقهقهة مزعجة أرسلها عندما أنهيت كلامي و قال"و يوم إنك تدري آنا منو، اشلون تسألني اشعندك تعطيني، أنا عندي كل شي"، قلت له مخطئ أنت،يمكن أن يكون عندك كنوز لا حد لها و أموال لا عد لها و قدرات لا اضمحلال لها و لكنك تفتقر لأبسط القدرات التي تتمتع بها حتى البعوضة، و عندها أخذ المارد يحك خده و يقول "مثل ماذا!؟"، فقلت: الحرية، البعوضة تمتلك القدرة على الطيران أنى شاءت و لكنك أسير مرتهن في هذا المصباح و أمرك رهن طلب و إشارة من يحصل على المصباح، فأجابني" كلامك عدل، بس اشلون أحل المشكلة؟" فقلت: بكل بساطة إبحث عن الامر الذي لا تقدر أن تعطيه لمجنون، و تضعفه السنون، فنظر إلي بتعجب و قال "المخ!؟"، فقلت لا ليس بالهالة التي في القلعة الجوفاءالتي تعتلي الحاجبان و العيون، بل نواة اليقين التي يبيت العلم فيها مكنونا، و الإدراك مصونا، و الإرادة حاكمة و الحرية قائمة، فانحنى ناحيتي مقتربا و قال"و شنو كل هذا؟" فابتسمت و قلت له: هل لي بكأس من الماء البارد الزلال، فابتسم و قال"قول تنكر ماي يا معود" فأجبته مسرعا لا بل كأسا فقط واستيقظت

Sunday, April 26, 2009

تصدقون و الا ما تصدقون -تتمة

الغاية من اللمقالات الثلاث الأخيرة لم تكن سردا وصفيا لبعض ذكرياتي الخاصة فحسب ، فأنا أكاد أجزم بان كل من قرأها هام في خيالاته و أخذ يحلق في سماء حياته عائدا إلى طفولته و كأن ألبوم الذكريات أخذ يعرض الصور الواحدة تلو الأخرى مما زرع الأفراح في القلوب و جعلها تتفاعل مع صورة لطالما حملت رونقا و جمالا بأحداثها و أشخاصها، العملية كانت برمتها حالة من استبدال حقائق حاضر مرة بمثيلاتها الحلوة من الماضي، الماضي أمر جرى و انقضى و لن يعود و لكن عبقه ما زال يعيش داخلنا كملاذا نقصده متى ما داهمت وحوش الحياة حمى الطمأنينة في خواطرنا

دعونا نقف على هضبة الزمن و نرسل الطرف بتمعن إلى الماضي و نحاول ربطه بالحاضر حتى نعرف هوية المستقبل، نحن جميعا بذكرياتنا لم نتعد مرحلة العقود الزمنية و لم نقارن الحياة كما يفعل الكثيرون بمثيلتها قبل قرون من الزمن، و مع هذا كله ثلاثة أو أربعة عقود من الحياة ا كانت كافية لزرع خصال و طباع اجتماعية نبيلة في أجياله بطريقة التوارث الاجتماعي ، و هنا توقفت درجة الإشباع على درجة الإمداد، و زرعت شتلات هذه الخصال بطريقة غير السليمة على الوجه الأعم و ليس الأخص بحيث بات المجتمع هشا تمزقه أضعف العواصف التي تهب عليه و تستبدل خصاله بأخرى جديدة في زمن قياسي، إذن أين موضع الخطأ؟؟ و هل نحن مختلفون عن الأشخاص الذين عاشوا ذكرياتنا؟؟ و ما هي العوامل التي أدت إلى كل هذا التغير؟؟ و كيف تم تغيير بعض المفاهيم إلى نقيضتها و بترسيخ؟؟

المجتمع عاش زلزالا ثقافيا أربك أفكاره و لم يستطع أفراده إعادة كل أمر إلى محله بحيث وضعت الأمور بشكل عشوائي مما قبح الصورة العامة و ترتب على هذا التقبيح فقدان القدرة على تعيين مواضع الجمال أو حتى الإلتفات لها، لأن المنظر العام بات قبيحا و معالم النقاء باتت خفية أو محدودة

المجتمع أصبح " و سامحوني بذي الكلمة" مثل قطيع الضباع بطباعه و شراسته و صفاته، المال هو لغة الخطاب و الحسد هو روح التعايش، الأغلبية تعيش حالة من التنافس فيما بينها، و قلب المفاهيم و تحويرها و شقلبتها و إعادة صياغتها صار جزءا من حياة الناس، الكذب بات عادة و الطمع له السيادة، الانسان فقد احترامه لذاته فكيف يطالب باحترام من سواه، كيف يطالب انسان يرى كل ما فات في قدوته و أصحاب القرارات التي تمس حياته بشكل أو بآخر، فإذا كانت القدوة حالة أخلاقية قبيحة فمن الحري أن لا يكلف من يقتدي بها بما ليس بمقدورهم و هذه إحدى الحقائق او الفلسفات التي تغمر الجو الفكري حسبما يظهر

أنا انسان لا أؤمن بتعيين المشكلة و تركها دون حل، نحن من خلقنا أو ساعدنا على خلق هذا الوضع الإعوج و نحن من نقدر على اقتلاعه من أصوله، أذا كان المجتمع لا يريد ذالك لنفسه فهذا لن يؤثر علي كأنسان، أنا آمنت بفكر و مبادئ و عشتها و هأنا و لله الحمد أطبقها على حياتي و على تصرفاتي و فعالي و أربي أبنائي عليها و سأحرص على تلمسها بتصرفاتهم و طباعهم و إن استنكر هذا منا المجتمع، فهذا لن يعني لي شيئ على الإطلاق، فلم يمر علي في ميثاق حياتي أبدا أمر يلزمني بالخضوع إلى أي فكر أو خلق يشذ عن روح الأخلاق النبيلة و السمو الروحي و نقاء النفس، أنا انسان أحمل رسالة كلفني الله بها و هي إعمار الأرض بما يرضيه وجعل محمدا صلوات الله عليه و آله دليلا أرشدني لما يتمم لي مكارم الأخلاق، هذه هي هويتي، أخلاق الإنسان هي معيار الإنسان و صورته الحقة لدي و ما عدى ذالك لا يهمني إطلاقا، أنا أفكر كجزء من كل موحد و إن تمرد ذالك الكل علي فلن أتمرد عليه لأنني أعمل لتأدية وظيفة كلفني الله بها و سأعمل بكل ما أوتيت من طاقة إن شاء الله لاتقانها، هناك قوى تحاول ترسيخ شرذمة المجتمع و هي منتشرة في كل ركن كما أرى و على جميع المستويات، هي من تقتل كل جميل و تخلع كل زهرة و نحن نعينها على ذالك دوما

أخيرا و بكل بساطه

صرنا مثل الياهال، حمود يكسر له جامه و خلود يكسر الثانية، ليش يا يبه كسرتوا الجامات؟؟، حمود كسرها ما قلت له شي؟؟ ليش ما تزف حمود؟؟ اشمعنا آنا؟؟، تروح تقضب حمود، ليش كسرت الجامه يا يبه؟؟، أي جامه، و الله ما كسرتها! هذا عليوي، عليوي ليش كسرت الجامه يبه؟؟؟، أنا ما كسرتها أخاف بدير كسرها، بدور و لعنة المترس ليش كسرت الدريشة، يمه شوفي أبوي، بدوري ما كسرها و لا قرب صوبها آنا (الأم) اللي كسرتها بالغلط و انا ألعب وياه بالكره، سكت الأبو و بلعها و راح ياب له واحد يركب له جام، و يوم رجع لقي الباجي هم تكسر
المهم
قيل
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
خلوني أختم لكم بسالفة توضح لكم فكرة
ثاني يوم من تحرير الديرة من الغزو لا أرى الله مسلما أذا أو غزوا كنا أنا و أحد الخوال و صديقين في السيارة رايحين مكان، و يوم شغلنا الرادو على إذاعة الكويت و الا المذيعة تقول " يا أهل السيايير الكشخة، طلعوا سياراتكم و روحوا تمشوا، الديرة صارت بأمان" و لا شعوريا كل واحد فينا قام بتصرف غير لائق بحقها، هذه قيمة التحرير، هذه الحياة بمقياسها و منطقها، هذه الحياة باهدافها و أسرارها، سيايير كشخة و قز و فرارة و تزقرت على ماميش، و الغريب أن المرأة لم تخطئ، بل تنبأت بفكر اجتماعي نلتمسه، الكويتي بنظرها هو صاحب السيارة الكشخة، بس الحلو و الطريف إن احنا الأربعة كنا متراصصين بوانيت قمارة وحده، يعني حسب ما قالته، نحن لم نكن مستحقين للتمتع بنعة الله علينا لأننا لم نكن من أهل السيايير الكشخة، بالضبط مثل ما يراه الكثيرون الآن، الديرة صارت ديرة من سبق لبق و من صادها عشى عياله و مال البخيل ياكله العيار، ما راح يتسنع الوضع طالما النوط يحكم الآدمي مو الآدمي اللي يحكم النوط
أنا لست تشاؤميا و لكنني أتعامل بواقعية، فد لا أمتلك القدرة على تغيير الواقع و لكنني إن شاء الله على يقين بأن الواقع لن يغيرني، إن تقبلني الواقع فليس تكرما منه و إن رفضني فأنا موجودا رغما عنه، أعيش بحبية رغم الجو المشحون بالكراهية و البغض، و هذا ليس ضعفا إطلاقا، بل قمة القوة

Thursday, April 23, 2009

تصدقون و الا ما تصدقون -3

حزة القرقيعان كانت ثورة في خواطرنا، ندش عالم يديد، كل واحد شايل جيس مخيطته أمه و الا مرات تتكفل وحده من الامهات بخياطة اجياس القرقيعان، نتيمع كلنا أول بالفريج و نفتر بيت بيت نلقط من هالبرميت و بيض الصعو و المخلط و الحلاو و كلنا نردد بصوت واحد سلم ولدهم يالله خله لامه يالله"، بظهر بيت يدي بالقطعة الثانية كان بيت واحد من تجار البخور و الطيب المعروفين، كنا لي طقينا باب بيتهم" و قرقعنا يطلع الحجي و بيده كرتون كتكات و يعطي كل واحد فينا واحد بدال ملة القرقيعان، شغل زقرت :-)، المهم و لي شفنا عيال الفرجان الثانية قلنا لهم ترى بيت فلان عطونا كتكات مو لأن محد فينا ماكل كتكات او ما يقدر، بس لأن الأمر كان غريب بالنسبة لنا، يقرب العيد و تقرب وياه خيالات و احلام و سعادة لا حد لها، و ناسة الهدوم اليديدة و النعل اليدية، كان الواحد يصبح و يمسي على دشداشة العيد و النعال و انتوا بكرامة، و يوم العيد الصبح تشم ريحة الطيب بالفريج تخمك خم من كل بيت، ندش بيت بيت نعيد على الييران و ناخذ العيادي و نطلع نحوس لي الغدا، و بما أن بيت يدي هو البيت العود فالكل ايينا :-)، عقب صلاة العصر نروح الملاهي، بالبداية كان يودينا واحد من الكبار و تالي يوم كبرنا قمنا نروح مشي، واحد من الربع كان يسوي سحب حظك نصيبك على حمام، و الا الستكانة بقوطي الحليب المتروس ماي، و كان يطلع له خير ما شاء الله، و لي ردينا الفريج نريح و تالي نتيمع و نروح نشوف فلم بسينما الأندلس و الا الفردوس علشان نتعشى تالي بحدى هالمطاعم تالي و نرد بيوتنا، هني بعد دشينا سن المراهقة
بالصيف كنا نرتبط بالبحر بشكل قوي، سباحة و طواريف و حداق، و مرات كنا نقضي اليوم كله على البحر، نطلع من البيت قبل السجي و شايلين الطاروف ويانا و خياش و مطارة ماي و مطارة شاي و يوصلنا واحد من شباب اهلنا اللي يسوقون سيايير و الا الوالد الله يذكره بالخير، و كنا نروح القطعة اللي عند اسكلة الغانم اللي هي بين دوار البدع و فندق رجنسي ألحين، و ويا بداية السجي نبلش نكرف لنا كرفتين و الا ثلاث و تالي ننصب الطاروف جريب الأسكلة و نروح نسبح بعيد لي آخر الثبر، بعدين نكرف آخر كرفه و نرد بيوتنا، كنا نروح محطة المواصلات اللي كانت جبال رجينسي اللي صار مكانها ألحين هارديز اللي بالرميثية، و نركب الباص من هناك و نروح بيوتنا، و احنا ننطر الباص كل واحد فينا كان يشتري له صمونة فلافل و بطاط و عليها دقوس بو ديج و بطل بيبسي و هبيس من كانتين المواصلات، و من نركب الباص لازم تصير نجره ويا السايق، "هزا كيلا ماي هزا كيلا ريها" يشتكي من الزفرة و المياهه التي تقطر من خيشة الطاروف و خيشة السمج الحبيب، ما ادري روايح اللي بالباص من الريف الهولندي و الا الفرنسي، و لي وصلنا الفريج نروح عند بيت واحد من الربع و نجسم السمج، خير من رب العالمين دوم و لله الحمد، من هالميد و البياح و الشعوم و المزيزية الولمية و الوحر و الحمام و المجوة الكبار و الزمارير الكبار و الحفوف، مرة من المرات ترسنا خيشة عيش من الكبار كاملة، حتى الوالدة اله يذكرها بالخير يوم نزلنا الأغراظ عند بيتنا قالت جسموه على كل الفريج، وايد ما شاء الله، و جسمنا الصيد بجياس نايلون أخذناهم من فرع الجمعية (عقب ما صدر قرار البلدية بتسكير البقالات) و جسمناه على الفريج، و استمرينا نطورف لين في يوم من الأيام ، وقتها كان جم واحد فينا بالماي ينصبون الطاروف و الباجي على السيف ايمعون لنا صخر، شوي و الا نباح جلاب حشاكم و وياهم واحد نذل اجلب منهم، الربع اللي على البر صاروا طراريد، و كلنا كنا بالماي و الجلاب تحوس على السيف تلعب بالسمج و تعفس هدومنا، قال" المكان مال فلان، و إذا شفت ويوهكم مرة ثانية اهني اهد عليكم الجلاب" و ما كان جوابنا إلا أن حذفناه بكل صخره وصلت لها أيادينا و تالي قلنا له خذ اعيالك و روح و احنا بنمشي و كانت آخر مره طورفنا فيها بهالمكان
كنا شباب مراهقين بس كنا نحترم بنات الأوادم، و إذا واحد فينا مره بغى يستخف دمه تلاقي الباجي ينتهونه، كنا نتيمع بالليل بالفريج و كان ايونا عيال واحد من الفرجان اللي يمنا نقعد نلعب دامه و جنفه و غير ذالك، مره كانت الساعة اثنعش بالليل تقريبا و احنا قاعدين جان نسمع صرخة حرمة و هي تقول " لحقوا علينا يالأياويد، حرامـــــــــــي" طبعا خواتي القارئات يعرفون اشلون تطلع صرخة المرأة و هي تقول حرامي، من قلب، كانت الصرخة من بيت بفريجنا لرجل عنده حرمتين و هذا بيت وحده من حريمه و كان ليلتها عند الثانية بمنطقة ثانية، المهم ما وعينا و الا واحد يبطل باب البيت متلثم و الأثول قطه حظه العثر جدامنا و من شافنا صار برق و قب صوب البراحة، الأثول نسى إنا احنا عيا المنطقة نعرف مداخلها و مخارجها، انقسمنا نصين، نص اركضوا وراه و النص الثاني طقوا له حواش من فجه ثانية تودي البراحة من صوب ثاني، و لقى عمره يركض و احنا ياينه من صوبين و ما وعا و الا واحد من الربع يصكه عرجوب و الا الحرامي يتدربح على الأرض جنا تاير و اشتغلت رحمة الله، ما يدري منهو طقاقه، انطق طق اليهد، ماكو احد من طوايفه أكل مثل هالطق و لا راح احد ياكل مثله يتراوالي، و يريناه الفريج و احنا نقول "صادوه صادوه تراهم صادوه" و الا الريايل طالعين و الحريم و داقين على المخفر و يوم يات الدورية نزل الشرطي و يوم شاف الحرامي قال حق المره"حجية هذا ما خليتوا فيه عرج صاحي، و اسأله من مسوي فيك جذي و هو يضحك، و الحرامي قام يأشر علينا، جان يقول له زين يسوون فيك و بالمخفر حنا بنكمل عليك بعد
كنا نشترك بكل هواياتنا، حتى بتربية الطيور، كنا نيمع فلوس و نشترك فيها و نشتري دياي و الا حمام و نربيهم في بيتنا، ليش؟؟، كان البيت كبير و كان في مجال ندق محاكر بدون معارضات، رمه من المرات تحاططنا انا و واحد من الربع و شرينا ديج تركي، الله ياهو كان ديج، حلو حلو حلو لحو، و يرع و عتر، و من كثر ما كان مشهور بين شباب المنطقة كان كل يوم و الثاني ايينا أخد يطلب يشتريه بس حسافة مات تالي، و بعدين تحاططنا و شرينا ديج هندي، كان فرخ صغير ربيناه و يوم كبر كانت وحده من ريوله أكول من الصانية و سميناه كامل الأوصاف، و ربيناه لين كبر و لكن صار مصيره في يوم الجدر :-)،
كل عوايل الفريج على اختلاف مشاربها كانت تعيش بقلب واحد، مره من المرات شبت حريجه في بيت يدي، أنا ما كنت موجود حزتها و يوم ييت ويا الربع و الا الصغار يقولون لي وينك بيتكم احترق، و ميق سيده البيت بس يوم دشيت الحوش شفت حشاكم نعل حريم وايد عند باب الصالة و البنات الصغار بالحوش يلعبون فوقفت و طلبت من وحده من البنات تدش تنادي امي، و يوم طلعت الوالده قالت لي إن حريم الفريج يايين يتحمدون لنا السلامة و قاعدين عند يدتي اله يرحمها و يرحم موتاكم و موتى كل المسلمين و بيطولون، فروح و لا تيي الا لي اطلعوا، طبعا أنا قمت أطق اصبع، و طلعت و قلت حق الربع و طبعا أم كل واحد فيهم كانت داخل و هيت يا ولد
الأندية الرياضية فتحت أبوابها حق مجموعة منا و منهم من مثل الكويت في ألعاب متفرقة على المستوى الخليجي و الآسيوي و منا من لم يحالفه الحظ في مجال الرياضة المنظمة و فضل لعب الكرة في الفرجان و منهم من كان للرياضة قصة خاصة معاه كالعبد لله و هذي القصة لا المقام و الوقت يسمحون بسردها و بلشنا نقرب من نهاية الثمانينات و دخلنا في التسعينات و أول مره تفرقنا فيها الدنيا عن بعض كانت فترة الغزو، أول ثلاث شهور اشتغلنا كلنا يميع، نقعد الفير و نروح شويخ نحمل مواد غذائية للجمعية و نرد الظهر نصلي و نروح نشتغل بالمخبز نخبز و نبيع خبز و نرد قبل المغرب و نروح ويا واحد بفريجنا إذا كان دور فريجنا نفتر على البيوت نشيل الزبالة كرمكم الله و نوديها نحرقها، مره حرقنا زبالة و كان فيها فشق و الله سلمنا و الا جان رحنا، عمرنا ما استغاثينا من كل هذا، و عقب الشهر الثالث، قرروا بعض العوايل الخروج من الكويت و هذي أول مره شفنا فيها روحنا نتفرق لا و بصورة ما ندري جان بنشوف بعض عقبها و الا لأ، بس الحمد لله، الله سبحانه و تعالى كتب لنا الفرصة و اللي طلعوا ردوا بالسلامة، و باقي الأحداث معروفه و لا هي غريبه و تقريبا شبه متماثلة و لكن كل اللي صار في التسعينات و بداية الألفين إلى الآن لم يستطع التأثير على عشقنا لبعض و لله الحمد و الفضل و المنة على الرغم من أننا تماما مثل جالكليت الماكنتوش، كل وحده شكل و لون ، كل هذا احنا ما نشوفه بس غيرنا يشوفه فينا
حسافه، فريجنا ألحين مو الأولي، فريجنا الحين تغير مثل ما الكويت بكبرها تغيرت
هذا ما تمكنت من سرده اخوتي و اخواتي بانتقاء شديد جدا، انتهت السلسلة و لنا وقفة إن شاء الله

Wednesday, April 22, 2009

تصدقون و الا ما تصدقون -2

كنا إذا انقطعت الكهربا كل(ن) شال فراشه و رحنا فوق السطح و الا بالحوش ننام، و إذا شق النور قعدنا يا من الذبان اللي يحوم تقول هليكوبترات فوق روسنا و الا علشان نتريق بسرعة و نروح نلعب بالسكة، و طبعا الدياجة ما تقصر، من كل بيت بالفريج يأذن ديج، و كان بيت يدي فيه كل شي، حتى لي بغينا نلعب بحاره كان أكو بالحوش طرادين ملوت يدي الله يرحمه و يرحم موتاكم و موتى جميع المسلمين، نتيمع و نصعد على الطراد و نمثل، واحد يقود الكانه و واحد يقل السن و الباجي حداقه، و طبعا كلنا كنا نطلع كل خير من أحلامنا، كنا لي لعبنا مكصي نتهاوش على من ياخذ واحد من الربع، ليش؟، كان يوصل بعيد و مهما توزعنا بالبراحه كان يوصل أبعد منا، و لي صار دوره كان يطق و يقعد هو و الفريق إللي هو وياه يضحكون على الفريق الثاني
و حزة المدارس و أيامها كان الخميس نص دوام و بس الجمعة عطله، نطلع يوم الخميس قبل الساعة 12 نروح بيوتنا، نتغدا و بعدين ويه واحد البراحه نلعب كره لي العصر، ليش العصر كان الكبار اييون و يكشونا من الملعب و يلعبون هم، ما كنا نحس لا بالحر بالصيف و لا بالبرد بالشتا، لي وصلوا الكبار رحنا لعبنا شي ثاني، و كان وقتها لو يوقف واحد و يطالع البراحة بتمعن يلاقي فيها مختلف الأنشطة الإجتماعية و الرياضية اللي يمعت شباب و طاقات على مختلف مراحلها السنية، و لي ملينا من اللعب قعدنا نطالع لعب الكبار و نشجعهم و نغني، منهم من مثل المنتخب أيام عزه و سطر التاريخ أساميهم، و كان الواحد فينا لي قال حق ربعه بالمدرسة أنا أعرف فلان أول ما يسمع في الرد " إذلف زين، اش عرفك بفلان، هذا بالمنتخب" و لي يبنا صورنا معاه تطقهم البوهه، لي أذن المغرب كل(ن) راح بيته، هيعنا شوي و بعدين تيمعنا عقب العشا و الا إذا مر واحد فينا الثاني علشان يروح وياه الخباز يشتري خبز، طبعا لازم قرص يطير من ناخذ الخبز، يتناصفونه الأثنين
يوم الجمعة كان يوم حافل بالأحداث لأسباب كثيره راح أتعرض لها، الجدول كان يعتمد على الموسم، إذا أكو حبال رحنا نحبل مثلا كما سلف ذكره، و الا نروح نلعب كره لي أذان الظهر، لم يكن خارج عن العادة إن الواحد فينا يفج عينه الصبح و يشوف إن اللي مقعده من النوم واحد من الربع، نغسل و ناخذ الكره و الملعب سيده، و يعتمد، إذا كنا بنلعب يميع و الا مواعدين عيال فريج من الفرجان اللي حولنا نباريهم، أو كنا نقعد الصبح و نروح ويا الكبار من أهلنا سوق الحمام، أيامها كان عند المتحف العلمي، و نقعد نتطمش على الطيور طبعا عقب ما نتريق بالمطعم الهندي بيض و طماط و جباتي و حليب، و لذة هالوجبة أحلى من أي مطعم دشيته في حياتي سواءا بالكويت و الا بره، نتيمع كلنا في مكان واحد ويانا قفاصتنا و اللي عنده حمام و الا دياي يبي يبيعهم من الكبار تلاقيه شايل قرقور صغير حاطهم فيه، و اللي ما عنده قفص كان ياخذ جيس ورق مقظظ و يحط فيه الطيور من اللي يبيعهم ، و ياما طارت طيور و تركت حسرة في القلوب، نرد الظهر، نتسبح و المسجد على طول للصلاة، و بعدين لي ردينا البيت نترقب قوافل الأهل اللي ياين زوارة الجمعة، و عقب الغدا طبعا نتيمع مره ثانية و لعب لي العصر، و لي يه الطارش علشان نرد البيت للاستعداد و التحضير للمدرسة تسود الدنيا و تحوش الواحد فينا قمته، بس على شنو كل هالحزن؟؟، باجر بنشوف بعض بالمدرسة
لي يات عطلة الربيع نروح نخيم يميع، مخيم كان كبير، و كان لكل بيت مخيمهم الصغير الخاص، بس كان أكو خيمتين كبار وحده حق الحريم و ثانية للريايل يسمرون فيهم، و كنا بالليل نروح نجربع و طبعا صياح و نياح علشان يخلونا نروح ويا الكبار، و أصعب كلمة كانت تمر على مسامع الواحد فينا هي"ماكو ياهال بيروحون" بحيث يكون الجواب دوما "أنا مو ياهل" و عقب الترجي يفوز بالملذات من كان جسورا، الصور عندنا لي ألحين، صور البر و مخيم الفريج، كنا لي ردينا من البر يكون المشق ماخذ حاصله على الأيادي و الويوه، و هني يبتدي العذاب في إعادة تأهيل الجلد و معالجة الجلحة بتأزيم لم يكن له مثيل
رمضان كان له جو خاص جدا، قبل الفطور كان يصير الفريج عبارة عن خلية نحل، احنا الصغار نحوس من بيت لي بيت شايلين المقسوم من طبخات رمضان، و كان السماط عبارة عن بوفيه مفتوح من أكثر من شف، هذا من يد أم فلان هذا من بيت علان، و كنا نتيمع عقب الفطور على طول و وين ما كنت تمشي تسمع المناير و هي تلهج بالقرآن، كنا نتيمع مع عيال الفرجان الثانية و نلعب حي الميد و لبيده و غيرها من الألعاب، بعدين كنا نروح نلعب كره عند المسجد، ليش؟، كشافات المسجد تنور لنا و عقب ما نخلص نرد الفريج و نلعب مره ثانية لين تنطلق الأصوات من البيوت من الصغار و الا البنات، "فلان يقول أبوي ما شبعت لعب؟؟ يالله تعال" و كانت هذه اللحظات إحدى الأمور التي لطالما أكلت الأخوات المسكينات زفه و الا طقه بلا ذنب، الفير عقب الصلاة كنا نطلع نفتر بالقواري، و مره من المرات دشينا سكة ضيجه بين بيتين و على هالسكة كان أكو باب لواحد من البيوت و كان مطرف و كان كرمكم الله عندهم كلب، و من طافاوا أول جم واحد من الربع و الا الكلب يطلع و يهد وراهم و احنا كل واحد على وله سلك طريج غير الباجي إلا واحد فقير جلب مكسره بصنقل القاري و ياكم على ويهه المسكين، بس من حلاة الروح شق المكسر و شال القاري و قام يركض، و الحمد لله ما صاده الكلب و لا واحد، مرات أسأل عمري، ليش كنا نتيّب القواري و ليش كنا نستانس لي قمنا نردف بعض نصفق و نفتر بالقواري، ليش ما كنا نحس بالخوف و الحر، ليش و ليش و ليش
الأحداث كثيرة جدا جدا جدا، و لكن أكتفي بهذا المقدار لضيق المقام حرصا على أمور كثيرة

Tuesday, April 21, 2009

تصدقون و الا ما تصدقون -1

هل تصدقوني إن قلت لكم إني لحقت على الشاوي رغم أنني في منتصف العقد الثالث من العمر، جدتي رحمة الله عليها و على موتانا و موتاكم و موتى المسلمين كان عندها صخول و كانت تحلبهم و هذا كله كنت أشوفه بعيوني و أتذكره تماما، و كان حدر كل صخله جفرتها و طبعا التيس حاظر، كان يمر الشاوي بفريجنا و ياخذ الغنم من البيوت، اشلون؟ تماما مثل باص المدرسة، البيبان كانت دوم مشرعة و من يمر تشوف الغنم يطلعون من البيوت و يتبعون الشاوي، و الصخول دايما يطلعون بغنج، تناقز و ترقص و تمشي و را الغنم و لي زادت شوي من الغنج و الدلع انلسبت لسبة تعلمها اشلون تمشي بثقل، و كنا ننطره لين يرد، لأننا كنا نتشفق على شوفة الغنم و ملاحقهم، ياهال لي ألحين الدنيا ما طورقتنا، و كان من يدش الفريج تشوف الغنم مره ثانية يفترقون عن بعض و شلوح ملوح اللي يدل بيته يروح

كنا نيمع عكوس و نلعب تيل، و كان كل واحد فينا عنده مكانه يكنز فيه تيله و عكوسه من موسم لي اللي وراه، و من تهل حزة التيل مثلا كنا نحفر و نطلع كنوزنا و رووووح، تلش و تحته، و من الطنب لي الأورطه لي الملاحق لي الطقة و العشرة العشرين إلى أن تخلص حزة التيل، و لي هلت حزة العكوس طلع عاد كل واحد عكوسه و اشتغل عاد المبادل و اللعب، اتذكر كان عندي عكس هند رستم بدلته مع عكس يوسف وهبي مال واحد من الربع و اقمته علي و خسره ، صج أثول

كنا نسوي طيارات من يريد النخل و أوراق الجرايد و كنا نلزق الورق بالبمبر، و كان بيتنا ملفى اليهال كلهم ليش كان عندنا بمبرة، و كنا نذيل طياييرنا بخرج ناخذهم من خياط الفريج و الخيوط من بيوتنا و الا من البكرات العتج اللي عنده، و اللي ينجم طيارته يكون سالفة الفريج، و كنا نلعب البيضة، و هذي اللعبة هندية الأصل، و على ما نخلص يكون الواحد مطقوق طق اليهد و الزلوغ ترس جسمه

بالربيع حزة الحبال كنا نكشت و نحبل من أول ما يشق النور لي حزة صلاة الظهر و إذا الصيد زين نقعد لي صلاة العصر، كنا نتفق كل واحد اييب شي من بيتهم، جبن، ورق شاي، قوري البر، و حلوه و رهش و ناخذ الخبر من خباز الفريج الفير قبل لا نروح، و يكونون أثنين او ثلاثة مكلفين ينبرون و ايمعون القبابي و العتول و طبعا زيارة إلى إحدى البواليع قبل المغادرة و تشوف واحدنا عقبها شايل بطل بيبسي متروس زهيويه و قوطي فيه رمل بينه العتول و القبابي و إذا محظوظين حصلنا سفايف كبار، كان كل واحد فينا يشيل بمخباة دشداشته خيشة بصل من الحمر ملوت قبل المقظظين علشان يحط فيها الطيور اللي يصيدهم، و كلنا نشيل الفخوخ و العترات و صلابه وحده أذكر حصلنا، منا من كان يشيل نباطه، أنا ما كنت أشيل، كنت أحب أصيد الطير حي، و لي وصلنا مكانا، حفرنا حفره و شبينا ظو و حطينا قوري الشاي و فرشنا الفخوخ، و كل من أخذ جم فخة و جم زهيوي و عتل و راح وزعهم، و عقب ما انخلص نرد نتيمع عند الظو و نتريق و بعدين نروح نباري الفخوخ، الصيد كله للكل، و اللي يبي أي طير ياخذه و لا كنا نعايي بعض كلش، من سوالف الحبال مرة من المرات كان نصيبي قحافي و قفصي و حمروش زياني، و كنت حاطهم تلاثتهم بخيشة البصل و لا صار أي شي، يوم وصلت البيت عفست الدنيا أدور قفص ما لقيت، قلت ماكو إلا أروح أدور عند بيت الييران، المهم شسوي بالطيور، قمت و هديتهم بالدار، و يوم رديت و وياي القفص و الا القحافي و القفصي نايمين بالحمروش الزياني و منتفينه تنتف، و مره كنا كلنا حابلين حق اشول هيضه، عيــــــــار، كل طير كنا نصيده نهده، نبي الأشول، المهم أذن الظهر و لا أحد قدر عليه و الربع كلهم راحوا بيوتهم إلا أنا و واحد من الربع الله يذكره بالخير و يجمعنا عن قريب يا رب، ما رحنا، و عزمنا نقعد له و حتى حد محنا حادينه، و عقب يمكن ساعتين، سمعت صوت، جان أقول له يا فلان جنهه طقة فخة، و قمنا نتسحب شوي شوي، و صاحبي جدام، و شوي قما نصرخ يميع "صـــــــــدنــــــــاه" و طبعا الصرخات كانت مصحوبة بتطاير النعل بالهواء و تناثر الغبار في الهواء، و الا الفخة صاكة على نصه، يعني غصب صايدته، و مسكه صاحبي و ويه واحد الفريج نركض و نقول صدنا الأشول صدنا الأشول، و ندش بيوت الربع و نصرخ بالحيشان لين طلعوا كلهم و تيمعنا بالبراحة و كان القرار أن نقطز ذيله و نهده علشان يصير نيشانه

كنا 12 أخو أهلنا أهل مو ييران، محد فينا يتذكر أول مره شاف فيها الثاني، عشقنا بعض مو بس حبينا بعض، ما نفرق بين بعض بأي صورة، منا مازال موجود و منا الله سبحانه و تعالى اخذ أمانته، ما زلنا إلى الآن نتواصل على الرغم من تنجس الحياة بمظاهر النجاسات المختلفة و البعد بالنسبة لي، مرات لي بطلت عيوني الصبح و شفت مسج من واحد منهم استــــــــانس، و ما تشيلني الوسيعة، نكلم بعض بنفس اللغة اللي دوم تكلمنا فيها، لي ألحين ننادي بعض بنفس الأسامي التي كنا ننادي بعض بها منذ الطفولة، و منهم من يروحون الحبال لي ألحين

تصدقوني إذا قلت إن كل هذا من طفولتي و إلا ما تصدقوني؟؟؟
و عرفتوا ليش أنا حاط صورة حمامي عربي؟؟
الطيور من اليمين إلى اليسار
الحمروش الزياني- القفصي-القحافي-الأشول هيضه
The photos are not mine. They were copied from th web.

Monday, April 20, 2009

زعتريات - مناظرة شعرية

موضوع اليوم فنتق زعتري قد يجده البعض سخافة في بعض ألفاظه وأنا أعتذر منهم لذالك و لكنني أجده على نمط فاصل فكاهي و سنعود، و لابأس من دس بعض الأفكار فيه على طريقة إن اللبيب بالإشارة يفهم، الموضوع عبارة عن مناظرة شعرية ما بين زعتر و واحد حيــــــــــل ترف مثل "نبيل" مال محكمة الفريج اللي مثل دوره الفنان علي البريكي الله يذكره بالخير، تذكرونه؟؟؟، و اي لأ يعني السالفة ما أدري أمبيه صج زعتر بيغسل شراعي غسلاه قشراه "على طريقة حليماه"، بس أنا ما راح أخليه و بعطيه ما عطاه زمانه، بس تعال منو أول، "آني" قال زعتر، " أنا" نبيل اعترض، "قول، تقلقلت حنوجك" هكذا رد زعتر، و بدأت المناظرة
يقول بلبل
يا حلاة القذلة لي رفعتها بماشه
و كلينكس التعاون لي مص العرق من على يبهتك و مشه
و قانون التروفه لي ياك مجلس حليو و مشاه
تصير الديرة تبرد القلب شوية
رد عليه زعتر
يا طايح الحظ ، لا تسوي روحك نسر و انت بقه
اللي مثلك المفروض ينقرض يا السليمة و لا يبقا
و اللي سماك بلبل ،قلّي ؟، من يا مسودن اسمك باقه
عجيبة أمورك و غريبة القضية
عصب شيخ البلابل و قال
ثلاث ذيابة صادوا لهم شاة
قالوا لها، يا ناكلج يا تسوين بكلتج ألشات
تكحلين عيونج و تبخين من الطيب رشات
و لا تبمبعين و تفكينا من هالأذية
ضحك زعتر و قال
مو مالت على هيج سحنه و عابت على هالبجم
مال أنزلك بسوق الغنم و عليك أصيح(ن) بجم
حنا نقول عنك زمال و أهل مصر يقولون عنك بجم
صرت و امثالك ويا الغنم سويّه
زفن شيخ البلابل من كثر ما هو معصب و قال
مساكين الجلاب ما عندهم غير الهو
و الكلكجية ما تاخذ من وراهم غير الهيوْ
تستغاث مني لي سمعتني أقول قميضة و هَوْ
صير آدمي لا أبط راسك بهالمزهرية
طالعه زعتر و قال له
اللي مثلك يتصفط و ينحط ب بوك
هسه شيل المزهرية جانك من ظهر أبوك
علي أنا صرت ريال ؟، و نسيت أهل البوق
أشوف ورني مراجلك حَجّي سمسمية
و هنا أحسست بأن النقاش قد احتدم فتدخلت و أنهيت الهجاء الشعري المتبادل بين شاعرينا المخضرمين و عزمتهم على كافتيريا السعادة بشويخ الصناعية على الرغم من أن بلبل كان مصرا على أن نذهب إلى ماكي و لكن نزولا على رغبتنا كطرف محايد وافق المسكين و انتهت الأمسية على خير

Sunday, April 19, 2009

لمصلحة من ننتخب؟

لو سألنا أي مواطن كويتي يدلي بصوته في الإنتخابات البرلمانية أو أي مرشح للعضوية لماذا تقوم بهذا العمل لأجاب الجميع و بدون استثناء، للكويت و مصلحة البلد و ممارسة لحقي الدستوري و غير ذالك من المسميات و الألفاظ، القرار شخصي بطبيعته و لكن ما يتجاهله العديدون هو إدراك أن أثره عام، أو لعلهم يدركون ذالك و لكن ينكرونه تماشيا مع تحقيق مصالح ضيقة النطاق

أولا، ذات مرة دار بيني و بين إحدى الأمريكيات نقاشا يتعلق بالحياة الديمقراطية في البلدين (الكوبت و الولايات المتحدة) و الطريقة التي تدار بها أو تجري على أساسها الإنتخابات ..... إلخ، ليس هذا موضوعي و لكن ما ختمت به كلامها هو محور الفكرة صراحة، كانت تعتقد إننا محظوظون، و عندما سألتها عن السبب أجابتني بأنهم في الولايات المتحدة حيث يطبق نظام "الألكترول فوت" يجبر الناخب على اختيار ممثل الحزب الذي يؤيده ممثلا لولايته و إن لم يقتنع بفكره أو أدائه أو أمانته أو نزاهته حتى تنصب النقاط في النهاية في جعبة مرشح الرئاسة المرغوب فيه، و لكن الأمر يختلف في الكويت، فالناخب يملك حرية اختيار عضو المجلس التشريعي "مجلس الأمة" بكل اقتناع و حرية و بتجرد من أي مؤثر على اختياره و هذه أرقى صور الحرية و الديمقراطية و العدالة، فضحكتُ مقهقها و بصوت عال، فاستغربت لفعلي و سألتني

Why did you do that?? What was so funny??

فأجبتها أولا باعتذار عن تصرفي و رحت أشرح لها أسباب الضحك، فقلت

من قال لك أن كل الكويتين يملكون القدرة على اختيار ممثليهم، شريحة كبيرة جدا منهم تدار حياتهم بقرارات غيرهم و رغباتهم و ميولهم، يكون ذالك بتأثير علاقاتهم الإجتماعية و انتماءاتهم سواءا العرقية أم الفكرية أم الدينية، و المحاباة و التمصلح الجشع ناهيك عن التدخل في الإنتخابات من المتنفذين و من ينظرون إلى من سواهم بنرة دونية بسبب تمتعهم ببريستيج معين خلقوه لأنفسهم، و على الأغلب لا الأعم تجدين العمل منصبا في تحقيق مصالح ذوات نطاقات ضيقة و ليست عامة، أي أن الأمر أقبح بكثير مما من المفروض أي يظهر به، هذا من جهة، و من جهة أخرى تجدين فئة من الكويتيين و ليس الكويتيين كلهم أو أغلبهم يقررون مصير المجتمع ككل و يشاركون بإصدار قرارات تدير و تتحكم و تؤثر على حياة كل كويتي دون استثناء، و يكون هذا بمقارنة نسبة من يصوت في الإنتخابات في عدد المقيدين مضافا إلى الكويتيين "التلش" الذين لا أعلم كم بلغ تصنيف مواد جناسيهم إلى الآن، فهم يؤدون واجباتهم تجاه الدستور و القانون و يمثلون أمامهما كمواطنين كويتيين في جميع الأحوال و الأمور، ، و لكن لا الدستور و لا القانون ينصفهم و يعاملهم كمواطنين كويتيين في كل الأمور، فمن لا يصوت في الإنتخابات رغم أحقيته في ذالك يتحمل المسؤولية، و لكن ما لا يمتلك الحق في ذالك عليه أن يملأ فمه من ورق الكلينكس و يصرخ بأعلى صوته، و نحن نظلم هذه الشريحة بإساءتنا للإختيارات لأننا لا نفكر فيهم بل في أنفسنا فقط عند الإدلاء بأصواتنا، فسكتت لبرهة و قالت

That's brutal!

فأجبتها

We all are part of it.

و طال الحديث بعد ذالك عن أمور عدة لا المقام و الوقت يسمحان بإيرادهما

ثانيا، ما يتعلق أيضا بالموضوع هي الحالة التي يعيشها آلاف مثلي من الكويتيين الذين يقيمون في الخارج للدراسة أو التمثيل الدبلوماسي أو العمل ضمن مكاتب شركات كويتية أو أو أو أو ، و كل له قصته و لا يستطيع الحضور يوم الإقتراع للإدلاء بصوته/ها لارتباطاته أو لصعوبات مادية لتحقيق ذالك باستثناء من توفر لهم التذاكر من بعض المرشحين للعودة و الإدلاء بالصوت و المغادرة، والمؤشف هنا أنهم جميعا يسلمون لرغبات إخوانهم المواطنين و يخضعون لكل القوانين التي قد يشرعها الأعضاء الجدد الذين وصلوا برغبات أخوتهم المواطنين


أخيرا، في الصيف الذي مضى كنت في جلسة مع أخ عزيز على قلبي و من ضمن محاور الحديث الذي دار بيننا و لو أنه كان قصيرا جدا حسبما رأيته إلا أنه عرض هذه الفكرة، قال بما معناه أنه الكثيرين ممن نجالسهم و نحادثهم يتكلمون عن المثل و المبادئ و لكن عند التصويت يتبخر أغلب هذا بحيث تطغى المحاباة بشتى صورها و بالتالي بات الكثيرون أهلا للكلام فقط، أنا لا أطالب هنا أحدا بالإنسلاخ عن انتمائه عرقيا كان ام فكريا أم دينيا، و لكن أحسن اختيارك بحيث لا تضر به من سواك من المواطنين لأن لهم حق عليك مثلما لك حق عليهم، لا تفرض عليهم رأيك الشخصي و تحقيق مصالحك إن بات ذالك لا يتحقق إلا بوأد مصالحهم و مستقبلهم و حياتهم، فكر في غيرك، فكر في المستقبل

الكلام و الحديث يطول و لكن الإختصار مفروض هنا لضيق المقام و المعذرة ممن قد يجد في كلامي إساءة له/ها و الصدق هو أنها إن وردت لم تكن عن عمد و قصد



Saturday, April 18, 2009

تحلطم


تقولبها يمين تقولبها يسار و لا هي راضية ترهم
مثل النار تشتعل بحشاك تاكلك و لا من مرهم
مرة ضيج و مرة قهر و مرة شقى و مرة هم
و الدهر يدس بحنيوري موس(ن) ورا موس
أبي بس من يوضح لي بكتاب و قاموس
اشلون مكان السبع ياخذه الجاموس
و أثاري الكل مثلي طاقتهم البوهه هم

طايح الحظ توالف ويا الردي و قام يقبض
من النجاسة مال ، يعله زحير في بطنه يقبض
ليت الحق له سطوة(ن) و بيده عليك يقبض
صرنا قرقاشة بيد أصحاب النفوس الدنية

Friday, April 17, 2009

الحيرة


لا شفت روحك بخلا و ناشف(ن) ريجك
و القيض يجوي و انت مكسور (ن) ابريجك
و حرت و لا أنت قادر تكمل طريجك
مصمص بحصمة ، جود ترد روحك روية

Thursday, April 16, 2009

الفستق و اليوز





الفستق يتطنز على صاحبه اليوز

و الثاني يقول له اسكت عني و يوز

ترا مخي ظرب و لا ظل فيه فيوز

و لا أظن الطواري يدرون شالقضية

Tuesday, April 14, 2009

لو سألتني .... لأجبتك

ما معنى مرأة صالحة؟؟
بأنها مرآة الحياة بطابعها الرقيق، هي دمعة يتخفى الرجل استحياءا من إظهارها، هي بسمة تترجم بهجة الروح، هي جبل بنته حبات الصبر المتراكمة و رفع بكفوف الرحمة، مهما سطرت بشأن النساء الصالحات بخستهن حقوقهن، فالله سبحانه و تعالى قال فيهن
بسم الله الرحمن الرحيم " هن لباس لكم" و نعم اللباس الذي يستر الجسد بعيوبه و نواقصه و يحميه من صعيق الحياة القاتل
ما معنى رجل قوي؟؟
هو ذالك الرجل الذي يهزم تعنته و يحكم غروره و غضبه، هو الذي يلين إن بات الرفق مطلوبا و يجمد إن احتدم الصدام في الحياة، هو الذي يملك بصرا يخترق حجب الشعور كي يطلع على ما يدور في قلب المرأة و عقلها، هو البناء الي يبني الجسور بينه و بين المرأة و يرسيها على أسس صلبة، هو الدرع التي تستتر خلفها المرأة و السيف الضارب في معركة الحياة، و لي في كلام سيد الخلق أجمعين صلوات الله و سلامه عليه و آله أعظم الأثر
"ليس الشديد بالصرعة و لكن الشديد من غلب نفسه عند الغضب"
ما معنى المستقبل؟؟
هو الخطوة القادمة في طريق الحياة، فإن كان الماضي وحلا فالحاضر جمود و المستقبل خطوة تحتاج إلى مجهود جبار لخلع القدم من وحل الماضي و وضعها باستقرار و ثبات على جادة الحياة
ما معنى الحزن؟؟
هو غياب المعرفة الحقة للسعادة
ما معنى قبلة الطفل؟؟
هي مصل الحياة و رحيقها
ما معنى الصبر؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"
هذا هو الصبر
ما معنى الحب؟؟
هو حالة إدراك شعورية بترك أثر إيجابي في نفس إنسان و قلبه
ما معنى أب؟
هو أساس أبجديات كيان الطفل
ما معنى أم؟
هي ملاذه
ما معنى أخ؟
هو صرخة ألم و استجابة
ما معنى أخت؟
هي إختبار مشاعره
ما معنى صديق؟
"صديقك من صَدقك لا من صدًّقك"
هو كما وصفه علي بن أبي طالب عليه السلام
ما معنى الحماقة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
"يستخفون من الناس و لا يستخفون من الله و هو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول و كان الله بما يعملون محيطا"
ما معنى الفطنة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إن ربك أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين"
ما معنى الخوف؟
بسم الله الرحمن الرحيم
"ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو اخطأنا ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا
"و اغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
ما معنى الأمان؟
بسم الله الرحمن الرحيم
" و اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا و سبح بحمد ربك حين تقوم"
كلما أحسست بخوف و ضعف شديدين و ضاقت من حولي الدنيا و ادلهم ظلامها وجدت هذه الآية دائما أمامي، و ليحاسبني الله إن كنت أكذب حسابا عسيرا

Monday, April 13, 2009

نحن - و القوانين و النظريات العلمية

ألاحظ بأن الكثير من القوانين و الحقائق العلمية التي دمغت عن طريق البحث و التحقيق و الإثبات يخالفها في كثير من الأحيان السلوك البشري، فعلى سبيل المثال قانون الروابط الكيميائية ينص على ان الرابطة الأيونية ما هي إلا قوة تجاذب بين أيونات مختلفة الشحنة، أي أن الأيونات متماثلة الشحنة لا تمتلك القدرة على التجاذب الستاتيكي و بالتالي فهي فاقدة للقدرة على إنشاء رابطة أيونية، و هي تحدث بين ذرتين إحداهما معدنية و الاخرى غير معدنية، و الحال في الروابط التسهامية يختلف قليلا، فقطبا الرابطةليسا بمعدن بل أشباه أو غير معادن، يفتقران لإلكترون أو أكثر في المدار الخارجي للفلك الإلكتروني للذرة للوصول إلى حالة الإستقرار و بالتالي فهو يستعير أو يستقبل إلكترونات من ذرة أخرى و تتكون الرابطة عن طريق مبدأ خذ و هات إن صح التعبير أو المشاركة بالإلكترونات و لذالك سميت تساهمية للوصول لحالة استقرار، أما النوع الثالث من الروابط فهو الرابطة الهيدروجينية و هي أضعف الروابط بحيث تتنقل بوساطتها ذرة الهيدروجين موجبة الشحنة من ذرة تحمل سالبية كهربية منخفضة إلى ذرة أخرى لها سالبية كهربية مرتفعة كما هو الحال في انتقالها من ذرة النيتروجين إلى ذرة الأوكسجين ذات السالبية الكهربية الأعلى لأنها تحمل عددا من االإلكترونات في مدارها الاخير يفوق ذاك الذي تحمله ذرة النيتروجين في مدارها الأخير و عودتها مرة أخرى لنفس الذرة لأن الرابطة الهيدروجينية ذعيفة جدا، هناك هذا من ناحية، هناك قوى تتحكم بطبيعة تلك الروابط و لن أخوض فيها نضرا لضيق المقام، هذا من ناحية
من ناحية أخرى، عند النظر إلى قانون الحركة الثالث لنيوتن و القائل بأن "لكل فعل ردة فعل مساوية له بالمقدار و معاكسة له" صورة لأحد القوانين التي تحكم حركةمن الأجسام بشكل تأثيري، و نجد هذا القانون في حركات الإحتكاك أو الجاذبية أو الدفع أو السقوط الحر و إن تغلبت إحدى القوتين على أخرى تولدت الحركة باتجاه القوة الأكثر تأثيرا
لو تتبعنا بعض صور السلوك البشري الذي يتدخل به الهوى و حاولنا عرضه على هذه الصور الطبيعية التي وجدت عليها الأشياء و التي لا يجد الهوى إليها سبيلا و لايملك القدرة على تغييرها ، لوجدنا أن الإنسان ما هو إلا كائن وصولي سرعان ما ينسى كينونته و يفرض هواه على أصول الأشياء و الأمور فهو كما وصفته الآية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ" بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" الزمر الاية 8
فهل نجد ذرتان متماثلتان تنشآن رابطة أيونية؟؟؟
هل نجد أي اختلاف في عدد الأزواج الإلكترونية التي تساهم بها الذرات لتكوين رابطة تساهمية؟؟
هل تنتقل ذرة الهيدروجين من ذرة ذات سالبية معينة إلى أخرى أقل منها، أي ذات شحنة سالبة أضعف من الشحنة الأصلية؟؟؟ و هل هذا الإنتقال كلي أم جزئي؟؟؟
هل الحركات السياسية تبحث عن الأستقرار أم السير باتجاه معاكس لاتجاه السير الإبتدائي؟؟؟ و إن كان ذالك صحيح، فلم تكون ردات الفعل عادة أقوى من القوى الأصلية فتلغي بذالك حالة الاستقرار و تنشأ حركة مغابرة في اتجاهها للحركة القديمة؟؟

Sunday, April 12, 2009

زعتريات - الإعلام

بينما كنت جالسا ذات مساء رن هاتف المنزل و دارت المحادثة الآتية
أنا: هلا و الله و غلا بهالصوت، هلا بزعتر باشا
زعتر: باشا عاد، هه ها هه، هلو حبوبي، اشلونك و اشلون الأهل و الجهال
أنا: بخير الله يسلمك، بأحسن الأحوال و لله الحمد
زعتر: خويه ردت أشوف جان بي مجال تمر علي اليوم
أنا: الكراج؟؟
زعتر: لا الشيراتون، هه هه هه، البيت حبوبي
أنا: هلو زعتر أفندي، ها ها ها
زعتر: جنت باشا و هسه صرت أفندي، تجي لو لا؟؟
أنا: تم طال عمرك، ثلت ساعة و أكون عندك
و من بعدها تبادلنا السلام و مضيت متجها إلى منزل زعتر بعد الوقت المحدد، و تقابلنا و جلسنا و زعتر طبعا يحضر الشاي في غرفته في أحد ملاحق السكن
أنا: شغل عدل فيلتك هذي يا زعتر
زعتر: شفت اشلون أحسن من شاليهكم اللي بنيس
أنا: هاهاها، ما تنصاد يا الملعون
زعتر: شغل التلفزيون و اطمش على ما يخلص الشاي
أنا: يا معود، أكو شي يسوى؟؟، الإعلام وايد هابط صار يا زعتر
زعتر: خابط؟!، شنو هاي الخابط
أنا: هابط يا السبع، ماي جليب هو علشان يصير خابط
زعتر: اشرب بس من هالشاي اللي يقند راسكك هسه أنا أقلك ليش اعلامكم صار هابط على قولتك
أنا: قول
زعتر: الإعلام خويه، فكرة، و طريقة توصيل، و قابلية احتواء، و تأثير، و شخصية إعلامية
أنا: كلامك صح، بس وين بتوصل
زعتر: إسال نفسك، شنهي الفكرة اللي يريد اعلامكم توصيلها مو للأوادم لااا للدبش، كل شي ماكو، و شنهي الطريقة اللي اعلامكم يتبعها علشان يظهر بيها بتميز جان بالطرح لو بالهوية؟؟، هم ماكو، يعني اعلامكم ما إله حتى هوية، نوبة دق و رقص و شوي والا واحد يحجي بالدين، تالي يطلع واحد يقول ديمقراطية و حرية و ما يخلص حلقته الا بكل هبقه أكبر من راسه و راس اللي يقابله، عبالك معلم بوليش بس يلمع بالاوادم، تالي أخباركم غبار هنا بركان هناك، فلان راح فلنتان إجا، فلان قص شريط و علان افتتح ندوه، و ختمته بالوفيات و تصبحون على خير، غيره شكو؟؟
انا: ماكو شي
زعتر: لا من تصير عدكم مشكلة سياسية والا شعبية و الا حدث و الا غيره، أردى اعلام يحتويها هو اعلامكم، و الدليل لا بالغزو و لا يوم صارت حرب 2003 جان الواحد منكم يتابع اعلامكم؟؟ كلكم جنتوا اتابعون الاعلام الخارجي، و اعلامكم فشل فشل ذريع حتى باستقطابكم انتوا مو استقطاب غيركم
أنا: هم عدل
زعتر: قلي، يقدر اعلامكم يأثر على الشارع؟؟؟ لا على ستة يلعبون كوت؟؟؟
أنا: هم لأ
زعتر: شوف الشخصيات الاعلامية، أول جان عدكم عايشة اليحيى و أمينة الشراح هسه حليمة خاتون و يا هاي السليمة الثانية صايرين سفراءكم الثقافيين، هم ممثلين و مطربين و مقدمين برامج و كل شي، حتى بالمرقة ينحطون، هم يتكلمون بلسانكم و عن مشاكلكم و عن طموحاتكم، وين مثقفينكم، و ين علماءكم، و ين مفكرينكم، وين سياسيينكم المخضرمين؟؟، صورتكم صارت حليمة خاتون هسه، و الله عيب، لا و هذا بسام أفندي، جان يضحك على اللي يلبسون بناطلين يوم جان يقدم استراحة الجمعة قبل، هسه أبو الحين أقول ما يلبس إلا بدلة، عود صاير موديرن بهلوان أفندي
أنا: ها ها ها هاااي
زعتر: هذا من الفراغ الفكري عند شبابكم، و الا قلي؟ تمثيلياتكم و ممثلينكم و ممثلاتكم الجدد ذني و كتابكم كفو يأثرون على أحد، اشعدهم من فك؟ر، ماكو، بس فساد و خربطة و كل يوم واحد و الا وحده منهم مسوي و ال مسويه لها قصة شكل و الا تافخين حلوجهم و الا باردين خشومهم، الوحدة منهم صارت عقروقه من كثر العمليات، ذولا أصحاب الفكر عدكم، وسفه بس على الكويت و عليكم
أنا: حتى قبل، نسيت هذا اللي طلع يطنز على العالم بسالفة الديودرنت، الإعلامي الكبير ما غيره
زعتر: يابه هذا يفصم حق روحه، انته شكو بيه، دور على المثال الطيب و اقتدي بيه
أنا: كلامك عدل، بس ما قلت لي، اشبغيت فيني
زعتر: هي هي هي، خو ما يخدم بخيل حبوبي
أنا: آمر، عيوني لك
زعتر: خبرك هذا أبو علاء الكردي صاحب الكراج اللي يم كراجنا
أنا: اشفيه
زعتر: ابن اخته جاي يدور شغل، و بما إن اعلامكم أردى من حظي، قلت لهم يشغلونه بالاعلام
أنا: شنو يشتغل؟
زعتر: يقرى الأخبار و هذا مقطع هو مسجله علشان تعرضه على المسؤولين
أنا: خلاص ، أنا أعرضه عليهم و هم يقررون، بس ما أوعدك
زعتر: أعرفك، عسر، مثل اللهوم، تلزق باللهات، لا واسطة و لا بطيخ، خلهم يسمعون بدقة و تركيز لو سمحت و يقررون

فتكفون يا جماعة سمعوا المقطع بتركيز و دقة و قرروا الله يرحم وادينكم، الريال يتوظف و الا ما يتوظف؟

Friday, April 10, 2009

زعتر - الناقد

زهقة و غلقه على شوية ضيجة صدر
قلت عيل ماكو الا أمر زعتر اليوم العصر
اشرب عنده استكانة شاي ، و أوسع صدري المتروس قهر
و يوم(ن) وصلت والا الحبيب مجابل موتر و حاط ايدينه على الخصر
سلمت و قلت له اشفيك؟ ، جنك معصب و صاير عسر
قال هاي الموتر خراباته واجد، لا و هم قيره منكسر
ضحكت، و قلت اش بتسوي فيه؟
قال سلامتك بس بنجفت القير و بنحط له مكينة شفر
ضحكت، و قلت لي متى الترهيم يا الغبر
قال شقلت، تريدني أجاوبك بتفصيل لو بالمختصر؟
قلت كيفك بس لا تدش فيني غبة بحر
أخاف أغرق و يقولون عني انتحر
قال ياهم؟؟، قلت بعض البشر
قال يابه دروح، ياهو الـ درى بيك و صوبك باوع و نظر
قلت بهذي صدقت، قول يالله و لا تخطر سطر
إن جان للترهيم ملوك، انتو سلاطينه يا بشر
كل شي عدكم يرهم، حتى بيبي متوه يصير(ن) صقر
كلكم تخشون عيوبكم ، و تنكرون إن هذا الخطر
أكو واحد بيكم وقف و حاسب عمره اشقد بطر
تبون غيركم يلتزم و انتوا واحدكم يومه بشهر
واحدكم من يمسك له منصب صار فرعون و فجر
و ما عدكم إلا ذني شعية و ذني سنة و ذني بدو و ذني حظر
نجستوا حتى هواكم و ناهيك عن بركم و البحر
عود احنا نبني، تبني شنو؟ هيه خيمة و الا بيت الشعر؟
لا يابه، الأمر مو هيج الأمرينراد له بصيره و بصر
يمتى ما خفتوا الله و ضمير واحدكم حظر
قلت صج كلامك، من عقب ما كنا صدر صرنا تفر
قال دام هاي أطباعكم باجر كلكم بتنقلّون بحر
لا، و كل يوم عدكم بطل راكب حصان و لسيفه شهر
وانتوا ما على لسانكم إلاهذا يا من عبس و الا مضر
و من تحمر عليه العين صار سعفه و قال دا اتشاقى طويل العمر
ضحكت من قلب و قلت يا زعتر وين الشاي لي ألحين ما حضر
قال عيوني إلك حبوبي و ارقص لك لو تريد رقص الغجر
تتعدل الأمور خويه، بس عود لازم تصيرون لمستقبلكم فنر
تحترقون ميخالف بس يزول من طريج عيالكم كل الخطر
الله يا زعتر جايك عجيب، تبيني أقول لك شعر؟
طالعني بنظره و قال، أقلك مكينة و قير تقلي شعر؟
و سلامتكم
سأنظم سلسلة من المقالات نثرية و شعرية، ساخرة و غير ذالك، كلها مبنية على شخصية زعتر و هذه إن شاء الله أولها
أريد آرءكم بشأن الفكرة قبل إن أبدأ بها فذالك يهمني حقيقة و هل من اقراح لمسمى لها؟
--------------------------------------------------------------------
نبذة عن شخصية زعتر، هي مستمدة من شخصية حقيقة و لكن الإسم هو بوعلي، بو علي رجل اهوازي اتى إلى الكويت وهو في سن الخامسة عشر هاربا من ثأر عشائري حيث كان وحيدا لأمه و أبيه و من كثرة خوفهما عليه هربوه حتى وصل إلى الكويت و عمل بها، عاش بوعلي في الكويت إلى أن بلغ سن الخامسة و الستين، كان يعمل في المجاري و الأدوات الصحية، و عاش حياته وحيدا دون أن يتزوج، و كان إثنان من أقربائي على معرفة مقربة به بحيث كانوا دائما يساعدونه في قضاء حاجاته و كانت تربطهم به صداقة حميمة جدا من خلالها عرفه الأهل جميعا و الذين عاصرهم لسنين طويلة ، كان عندما يأتب لبيت أحد الأقارب لوظيفة ما تجد البيت كله يضحك حتى ينجز عمله و يغادر، كان يقول دوما "انتوا هلي اللي ما عشت وياهم"، عندما احتلت الكويت من قبل القوات الصدامية أجبر بوعلى على المغادرة و لم يكن له خيار سوى العودة إلى الأهواز بعد ما يقارب الخمسين سنة بحيث تكون هذه الفنرة كفيلة بترسيخ عملية نسيان الثأر، سلمنا جميعا على بوعلى و غادر الكويت إلى الأهواز و بذالك انقطعت أخباره تماما إلى يومنا هذا، أقوى الأخبار الواردة تقول بأنه قتل رحمة الله عليه، عاش في الكويت خمسين سنة ليعود ملاقيا منيته، سبحان الله
" بسم الله الرحمن الرحيم "و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت

Wednesday, April 8, 2009

الدعاء و الأمل




كلما مررت بسورة مريم عليها السلام وجدت نفسي مفتقرا لأدنى صور السيطرة على عبرتي و دموعي، أشهد أقصى مراحل التفاعل الحسي و الفكري مع آياتها آية آية، أقف على معاني الجلال و الجمال الإلهي فيها، ارتشف منها قطرات من الطهارة أغسل بها قلبي الذي تلوث بمشاعر الخذلان و الحزن و القلق و الإخفاق بسب ما ينبت يوميا من سنابل البلايا و الرزايا في الدنيا و ما يتعلق بالإرتباط بها بخيوط مترهلة

دعونا نخطوا في أحد بساتين الجمال الإلهي و نقتطف أحلى الثمرو نقتفي الآثار التي تقود إلى حياض رب العالمين، ابتداءا بالرحمة الإلهية المتجلية بأحداث قصة زكريا عليه السلام الذي دعا الله عز و جل في خلوة مناجيا إياه أن يرزقه خلفا و ذرية، و لكن أولى صور الروعة تبدأ بطريقة سؤال زكريا عليه السلام و دعائه بأسلوب مميز سمته الوقار و التأدب و التذلل أمام جبار السماوات و الأرض، عزل نفسه و جردها عن الدنيا بما فيها من بهرجة و زينة كاذبة و اختلى بحبيبه، يخاطبه بكل رقة و تضرع، لم يقل أنه بات شيخا كبيرا احتراما لعلم الله بخلقه و لكنه تملق لربه مالك رقه مستدلا بذالك على ضعف بدنه و كسوة الرأس بالشيب الذي أخذ مأخذه في الشعر كمأخذ النار في الزرع مثلا، و لكن مع هذا كله لم يجد الشقاء سبيله إلى قلبه و خاطره بل السعادة كانت دوما سمتهما لغياب الحرمان من رحمة رب رحمن رحيم، و الجميل هنا أن نجد الأسلوب المجازي و الكنائي هو السائد، و من عادة الإنسان الإلتفاف حول حاجته بألفاظ ترقق قلب من يسأله، و تتضح هذه الصفة بأوضح صورها عند الأطفال، لأنهم ضعفاء حال بطبيعتهم، فأسلوب الاستمالة عادة ما يستخدمه الضعيف مع القوي، و من أقوى من جبار السماوات و الأرض سبحانه و تعالى


و يسترسل زكريا عليه السلام بمناجاته و خلوته مظهرا قلقه بشان الموت دون أن يكون له عقب يرث العلم و النبوة، و إضافة لكبر السن يورد عليه السلام المعضلة الأخرى و هي كون امرأته كانت عاقرا، و هنا نجد تضاعف مسببات المنع، فالعقل هنا و العلم إن لجأنا إليهما لا يناقشان هذا المطلب إطلاقا كونه مناف لمنطقهما، و لفقدان الأثر بين السبب و المسبب أي الإنجاب و الحمل و الزوجين ، و لكن هيهات، أي طب و أي علم، إنها الرحمة الإلهية و الشفقة الرحيمية الرحمانية، إنه الحب الإلهي من الله عز و جل لعبده الضعيف، فعطيتك و هبتك يا مالك الملك امتدادا لسلسلة النبوة ، حاملا لعلومهم و رسالاتهم يلي أمري و ارضه يا رب بكل هذا


و كنتيجة لهذا تأتي الإجابة من الكريم الوهاب بالطلبة و العطاء و الكرم، فيستفهم زكريا عليه السلام مرة أخرى من شدة فرحه ، فإجابة دعائه هي إعجاز بحد ذاتها، فكما كان خلقه سهلا على الخلاق العليم فلا صعوبة في طلبه، و كيف يصعب على الله أمر و هو من يسير الأموركلها بين الكاف و النون، سبحانه، و ما كان لأمر من كينونة لولا أمر الله سبحانه و تعالى


هذه الآيات الكريمة لطالما كانت مبعثا للأمل في قلبي، كل ما أحتاجه هو قلب طاهر و نفس تقية نقية و تذلل أمام الله عز و جل، العجيب أننا عندما نكون بصدد مقابلة أو معاملة شيخ أو تاجر أو مسؤول نراجع كلامنا و مظهرنا و مواعيدنا مليون مره قبل ان تقابله، نرتب الكلمات و نصف الأفكار و نختار الملابس بدقة، في حين أنه عندما ندعى للمثول أمام جبار السماوات و الأرض و خالق الكون لا نقوم بأقل مقدار من هذا كله


فقدان الأمل أمر يجب خلعه من القلوب، و لكم في قصة زكريا عليه السلام أعظم الأمثلة، و ليت بعضنا يخاف الله و يحترم قدرته سبحانه و تعالى كما يخاف و يحترم الشيوخ و التجار و أصحاب السلطة، التهذب في الخطاب من صفات محال رحمة الله و عطائه فلنجعل من أنفسنا مصاديقا لهذه المحال



أترككم مع الآيات، اقرؤوها ، امتزجوا بها، سترون ما أرى من أمل

بسم الله الرحمن الرحيم


كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) سورة مريم

Sunday, April 5, 2009

منها و إليها

في شهر سبتمبر سنة 1990 نقل إلى ديواننا أن جميع عمال المقبرة قد رحلوا و أن القائمين عليها يواجهون مشكلة وهي عدم توفر قبور للكثير من الجثامين، و في اليوم التالي ذهبت بصحبة الوالد أطال الله في عمره و رزقه و إياكم و أحبتكم رضاه و مغفرته و أحد الخوال و صديق لي، و كنت شابا أقترب من الدخول في العقد الثامن عشر من عمري، و عندما و صلنا إلى المقبرة قابلنا الحارس الذي أرشدنا إلى موقع الحفر الذي تم تبليله بالماء حتى تسهل عملية الحفر فقصد كل منا موقعا و بدأنا الحفر
في البداية، كان شعوري لا يختلف عن حفر حفرة كالتي اعتدت أن أحفرها أيام الربيع و لكن لهيب الشمس بدأ يلقي بلسعاته على الوجه، و كلما زاد العناء توقفت عن الحفر حتى أمسح العرق من على جبيني و لا شعوريا أتلفت حولي لأرى القبور وهي مبعثرة على الأرض، و أعود للحفر و تأخذ الحفرة تتعمق شيئا فشيئا حتى بات رأسي فقط ما يظهر من جسدي إن وقفت عن الحفر لأستريح، و كلما زاد العمق تزداد معه الرطوبة و يصعب النسم، منظر مخيف حقا أن تتلفت حولك لتجد نفسك في غرفة ضئيلة تحدها حيطان من الرمل، رطوبة زائدة جدا و يكاد الهواء أن يضيع طريقه في الولوج إلى الصدر
اكتمل الحفر بعد أن تم معاينة الحفرة من الرجل المختص حتى خرجت من الحفرة لأجد الآخرين قد أنهوا حفرهم أيضا و اتجه كل منا إلى حفر حفرة أخرى، كل هذا الحفر كان في وضح النهار و منتصف الظهر صيفا بحيث غاب أفراد القوات العراقية المتواجدين آنذاك لشدة الحرارة، الحفرة الثانية لم تختلف عن أختها في وصفها، إلا أنه حدث أمر فيها ملأني نشاط، بينما كنت أحفر و كانت الحفرة قد بات عمقها يحتاج إى مجهود للخروج منها سمعت صوتا نقيا ناعما، و إذا بها إحدى الاخوات المتشحة بعباءتها تمد يدها إلي من على السطح و فيها كأسا من المياه المعدنية و قد بدأت قطرات الندى التي عليه تهطل على وجهي المغبر قالة "تفضل أخوي"، فأخذت الكأس لأشرب و شكرتها و أكملت الحفر، و من ثم خرجت لأنادي الشخص المختص حتى يعاين الحفرة و رأيت الآخرين أيضا و قد أنهوا الحفر
غادرنا المقبرة نحن الأربعة و الهدوء التام قد ساد، التعب قد أنهكنا و قبل أن نتفرق كل إلى وجهته و منزله، اتفقنا على معاودة الذهاب في اليوم اللاحق و فعلنا، و قام كل منا بحفر قبرين أيضا، و لكن عندما أتينا في اليوم الثالث بلغنا بأن القوات العراقية المتواجدة منعت الحفر من قبل المواطنين و ستقبض على من يقوم بالحفر و أنهم سيوفرون عمالا فرجعنا، و بعد مضي أسبوعين أو ثلاثة ذهبت إلى المقبرة لحضور دفن أحد الموتى رحمة الله على موتى المسلمين جميعا حتى أرى بأن القبور الستة عشر التي حفرناها باتت مسكونة بجثامين ثلة من شهداء الكويت رحمة الله عليهم و وفياتها
مضت السنون و أنا الآن مشرف علىإكمال السنة السادسة و الثلاثين من عمري و لن أنسى جميع الصور الحسية التي رأيتها و اللحظات التي عشتهاا
ليت من يتشبثون بالدنيا و كراسيها و صولجاناتها و أموالها يجربون ذالك علهم يتعلمون أن نهاية المطاف هو تلك الحفرة المقفرة فيتقون الله في أمور و أحوال الناس
ليت من يقصد تدنيس أعراض بنات الناس أن يلقي بنظرة إلى تلك الحفرة التي ستحضن بدنه في النهاية
ليت من لوث دماء المجتمع بمخدراته أن يشم رائحة تلك الحفرة و ترابها
ليت من يظلم الضعفاء ينزل في هذه الحفرة حتى يوقن أنه الأضعف
ليت من يسعى إلى الكرسي الأخضر يجلس في تلك الحفرة لدقيقة حتى يخشى الله فينا
ليت و ليت و ليت و ليت

Saturday, April 4, 2009

البذاءة - بين القلب و اللسان و العقل

كنت بصحبة أحد الأصدقاء ذات مرة ذاهبين إلى إحدى الجمعيات التعاونية، و بينما كنا نحن الإثنان نهم بالدخول إلى مبنى السوق المركزي في حين كان على يميننا رجل في العقد الرابع من عمره و بصحبته ابنتاه اللتان لم يبلغا الثالنية عشر من العمر و إذا بأحد المراهقين المتجمعين بالقرب من باب المدخل بشكل غوغائي يطلق لفظا بذيئا قذرا على أحد رفاقه و بصوت عال جدا، لا شعوريا تحرك جزءان في بدني و في اتجاهان مختلفان، الأول كانت مقلتاي اللتان اتجهتا ناحية ذالك الرجل الذي بسرعة البرق ضم إليه ابتاه مغطيا أذن كل واحدة منهما بكفه و الأذن الأخرى ببدنه و الامتعاض بائن على وجهه ينظر ناحيتي و يهز رأسه، و أما الجزء الآخر من بدني فتمثل بقدماي اللتان قادتاني ناحية هؤلاء المستهترين و بكل ما حوته الدنيا من غضب بحيث كان صديقي يناديني و أنا لا أنتبه له حتى أمسك بذراعي، و قال: و ماذا تريد أن تفعل؟؟، فأجبت ألقنه درسا لن ينساه حتى يتذكره دوما إن خطرت تلك الكلمة على باله مرة أخرى و قرر التلفظ بها أمام عباد الله، فقال صديقي: و لم لم يفعل ذالك أبو البنتان و تريد أنت فعله؟؟ فأجبت: قد يكون السبب هو حماية بناته من أناس مستهترين و منحطين كهؤلاء أو حماية قدره أمامهن أو عدم إثارة الخوف و الرعب في نفوسهن، فرد صديقي: و أنت؟؟، فأجبت: و ماذا عني؟؟، فقال: و ما الذي سيحدث إن أرديت أحدهم الأرض و تسببت له بإصابه و ذهب إلى المخفر و اشتكى، فماذا سيكون موقفك؟؟؟، القانون لا يفهم معنى النخوة أو الحمية، و هنا بدأ العقل يسيطر و العضب تقل حدته و نظرت إلى صديقي و سألته: الكلمة التي قيلت كانت منحظة جدا و الأحداث التي أخذت تتركب في مخيلتي كانت على أساس ماذا لو سألت إحدى هاتان الوردتان أباها عن معنى هذه الكلمة كونها لا تفهم معناها و بكل براءة، فماذا سيكون موقف الأب؟؟، أنا وضعت نفسي مكانه، فبم سأجيب ابنتي إن كانت هي التي تسأل؟؟، فما كان تعليق صديقي إلا أن ذالك المراهق هو حيوان و ليس بشرا و لو كلمته حتى فسيقودك الأمر إلى ما لا تحمد عقباه، و هممنا بالدخول إلى السوق، و أتذكر أن ليلتها لم أنم و كانت صورة الأب و ابنتاه من ناحية و صورة ابنتي من ناحية أخرى ملازمتان لي طوال تلك الليلة، أنا أعلم أنه باستطاعتي أن أملأ فم ذالك المراهق دما بصفعة واحدة فقط، و لكنني أعلم الآن أيضا أن هذا الفعل كان سيترتب عليه ما لم بحمد عقباه و هو ليس برادع لأمثاله
السؤال هنا
هل البذاءة طبيعة قلبية أم صفة كلامية أم هي فكر؟
هل هي خصلة في الإنسان أم صفة مكتسبة؟

Thursday, April 2, 2009

حدث و سالفة

بوست اليوم بره الدردور كلش بس قصة لطيفة واقعية حدثت لي قبل ان أغادر البلد منذ عدة سنوات، كنت بصحبة الوالدة الله يحفظها و يعطيها الصحة و العافية و الوالد و ولادينكم و جميع المسلمين في أحد المستشفيات الخاصة في الكويت، و كنت بالقرب من موظفة المالية كي أدفع الحساب، و كانت أجنبية بحيث كانت محادثتي معها باللغة الانجليزية، و عندما توقفنا عن الكلام تفاجأت برجل أمريكي كان يقف خلفي يسألني عن لغتي و كيف تعلمت اللغة الإنجليزية و عن إتقان اللهجة الأمريكية بهذه الصورة، فشكرته على الإطراءة و لم أنتهي من جملتي حتى سمعت الكلمة السرية التي يعشقها قلبي فيهم، واااااااااااااااو، و عيونه تبققت و خمط ايدي، و سأل، أهذا عقيق الذي على خاتمك، فتبققت عيوني أكثر من عيونه و قلت، نعم هو العقيق، و لكن قل لي، هل لك علم بالأحجار الكريمة؟؟، فقال بلى، فتبسمت و عدت لكي أنهي بقية العملية مع المحاسبة، و عندها قال لي،: أنا فلان، فقلت: و أنا علان، و أكمل حديثه يسأل و أنا أجيب حتى بدأ يسألني عن عيالي و قبل أن أذهب طلب مني رقم هاتفي فأعطيته، و في اليوم التالي اتصل بي و دعاني إلى تناول فنجان من القهوة في احد الفنادق الكبيرة فقبلت، و عندا تقابلنا تكلمنا عن أمور كثيرة منها التخطيط للمستقبل و عندها أخذ يسألني عن أولادي و كيف أخطط لهم، فأجبته بأانني أوفر لمستقبلهم و لله الحمد و سألني عن الطريقة فأخبرته فلم تعجبه خطتي، فأخرج من جيب بدلته الفخمة كرتا و من حقيبته ملفا سميكا، و قال: انا مدير لشركة استثمار أمريكية فتحت فرعا جديدا هنا في الكويت، و أخذ يشرح لي كيف بامكان الشركة ان تكفل تعليم أولادي في أي جامعة أمريكية أختارها بمجرد بلوغ أعمار الواحد منهم الثامنة عشر على الرغم من أن أكبرهم سنا في ذالك الوقت كان يحتاج ل 15 سنة حتى يصبح بذالك العمر، هذا بالإضافة إلى بعض الضمانات المغرية جدا و انخفاض مبلغ القصد الشهري الذي سألتزم به بعد دفع مبلغ لا يفوق عشرة آلاف الدينار الكويتي
هنا آنا ضحكت، و بقلبي كنت أقول، هذا الظاهر لاقيني صيده الملعون يبي يطبعني، و أنا أسامح أي إنسان، لو يسفل فيني و يمسح فيني القاع، بس ما أسامح أثنين، واحد يغلط على واحد من والديني و ثاني يحسسني إنه مستخف بعقلي، فقمت أناقشه و أصك عليه، و كل ما حكرته بربعه زرق الملعون و طلع، آخر شي قلت له أنا لا اطمح إطلاقا ان اكون غنيا بمالي، و أنا صادق و الله، ما أحب الفلوس ، بس الحبيب مجلب و مو راضي يفج عني، يقول أنا حبيتك و احترم طريقة تفكيرك و لازم أخدمك، قلت له تدري اشلون، خلني أدرس الموضوع و أرد عليك باجر، قال ممتاز، و قعد يكرر: تذكر بس عشرة آلاف دينار، و انا بقلبي أقول، عشر آلاف مشعاب بكسرهم على ظهرك يا الملعون
و في اليوم التالي، بدأ الإتصال بي و أنا في طريقي إلى عملي و كانت الساعة لم تصل السابعة صباحا بعد، فقلت له دعني أصل إلى عملي و من ثم أتصل بك، و وصلت إلى العمل و لم أتصل و استمر هو بالإتصال طوال ذالك اليوم و أنا حاقره، و بعد عدة أيام غادرت الكويت، ألحين هل كان نصاب أم كان صادقا لا أدري، و لكن سؤال وحيد لم يجبني عليه جعلني لا آمن له و هو عن الضمان الذي ممكن أن أحصل عليه في حال إعلان الشركة الأم في الولايات المتحدة إفلاسها و إغلاق مكتب الكويت نتيجة لذالك، فهل سأمتلك الحق بمقاضات الشركة وفق القانون الكويتي أم الأمريكي؟، فسكت و علق التعليق الاعتيادي عندما يكون السؤال محرجا كما تعلمنا في مادة الكوميونيكيشن "يو نو وت، ذات إز أ قُد كوسشن" و قام يقحص جدامي
يمكن لي الحين يدق الحبيب، ما شفت نصاب غشيم مثل هذا، تذكرت القصة هذه عندما قرأت في إحدى الصحف عن إلقاء القبض على أعضاء شركة أمريكية للإتجار بالبشر في الكويت حسب وصف الجريدة
النصب يا مستر هيس و مستر تيس على قولة عبدالحسن عبر الرضا علم ربعنا وصلوا فيه الشمس و قلوا عليها بيض و خبزا و تريقوا و يوا، يعني مثل ما تقولون واتش آند ليرن ستارتنج فرم نيكست ويك
بييييييس

Wednesday, April 1, 2009

التدوين-مزيج غير متجانس من الحقيقة و ماذا؟

انقدت إلى عالم المدونات سنة 2005 عندما اشتعلت حركة "نبيها خمسة" بفرقعة تماما كغاز الهيدروجين، و كنت متابعا فقط آنذاك و لطالما استمتعت بما رأت عيني و قرأت من آراء و أفكلر و تغطيات لما فاموا به الشباب مشكورين، كان الأمر بالنسبة لي مفخرة أن أرى الجهر بالرأي بات شائعا و الترابط الفكري أصبح سمة تخاطب العقول بعضها البعض، تابعت الأحداث بكل شغف، كنت أشهد التغطيات و أقرأ التحليلات و كنت متشغفا لمعرفة سر هذه الحركة الشبابية، فقد بعثت في نفسي الثقة بالأجيال و فكرها، كيف استطاعت التأثير على الحركات و التيارات السياسية الإسلامي منها و غير الإسلامي، و على الرغم من معرفتي الدقيقة بالكثير من الشخصيات السياسية و طباعها، إلا إن الثقة التي تولدت في قلبي تجاه هذه الحركة جعلتني أتناسى كل ذالك، و كنت أحسب اللحظات لحظة بلحظة حتى أعود إلى الكويت لسببان هما، أن أشهد تأثير الفكر الشبابي على المستوى الشعبي من ناحية و مجريات الإنتخابات من ناحية أخرى، و الأمر الثاني هو إتمام دراسة الماستر
و عندما عدت من زيارتي للكويت ، عدت حاضنا الأمل بغد مشرق، وجوه ثلة من هؤلاء الشباب رسمت البسم على وجهي عندما شاهدتهم في برنامج الدكتور شفيق الغبرا و سمعت كلامهم و أطروحاتهم، كنت أتمنى ان تطوى الأيام و تدور عجلة الوقت كلمح البصر و إن مزقت بدورانها سني عمري حتى اعود و أعمل و أرى ثمار ذالك العمل
انجذبت شيئا فشيئا لعالم التدوين حتى قررت أن أدون، حرت قليلا بماذا أسميها، فقررت أن أطلق عليها لقبا بسيطا بصورته و لكنه أعمق من قاع بحر لجي لا يصل إليه إلا من غاص فيه و بنفس طويل، أبني من خلالها جسورا فكرية مع إخوتي و أخواتي أبناء المجتمع، اترجم من خلالها طبيعتي الإجتماعية، فأنا إنسانا ذو نشاط اجتماعي موفق بفضل من الله سبحانه و تعالى، أعاشر الجميع و لا يعني لي من الشخص الذي يمثل أمامي إلا طباعه و خلقه و قلبه و عقله، و بالتالي، من لا أجد انسجاما أو أرضية مشتركة بيني و بينه لا يرى مني سوى احتراما لا حد له و تقديرا مع تحفظ شديد اختراما لشخصه الكريم و كياني الخاص
و مع مرور الوقت، اكتشفت إن عالم التدوين أقذر بكثير من العالم الحقيقي، و ليسامحني هنا الإخوة و الأخوات جميعا، أنا هنا اتكلم عن العالم و ليس الأشخاص حتى لا يساء فهمي، الإنحطاط الأخلاقي بالكلام و التعبير و الفكر العراكي سواءا بحجة الأنتماء العرقي أو الطبقي أو الطائفي، عجيب، هل الاختفاء وراء الشاشات و الجلوس وراء لوحات المفاتيح يجعل من الإنسان وحشا كاسرا، أم هي الطبيعة التي يفرضها المجتمع الإنساني على الفكر الشاذ أن يتحلى بصفتا التخفي و التربص التان تريان الحياة في العالم الإلكتروني، أم أن ما يراه المتمحص في هذا العالم هو حقيقة هؤلاء البشر الداخلية التي ينعدم فيها الخجل أو الحياء أو حتى الرياء، لا أدري
أفكر أحيانا سائلا نفسي، لماذا أدون؟؟؟، أنا انسان أعيش وحيدا غريبا منعزلا عن مجتمعي، المكان الذي أقطنه يخلو تماما من الكويتيين، و لا أخفي عليكم أن هذا الأمر حملني مسؤولية و الله ثقيلة جدا، قد يصفني البعض هنا بالجنون، و لكنني لا أرى في ذالك جنونا، أنا أراعي تصرفاتي الإجتماعية و العلمية مع الأجانب و العرب و كأنني أمثل الكويت بأهلها، أظهر بأفضل الأحوال قدر الاستطاعة حتى لا يعيب أحدا على الكويت و أهلها، لدرجة أنه ذات مره قيل لأحد الإخوة العرب من صديق له بأنني لست بكويتيا ، فأخذت أقهقه عندما سمعت ذالك منه، و سألته عن السبب الذي قاد صاحبه لذالك الاستنتاج ، فهل هو مثلا على معرفة بالكويت أو اهلها مثلا، فقال لي لا ولكنه يقول أن الكويتيين متعودين على المياعة و الاعتماد على الغير، متعودين على الكسل و الكبر و "رفع الخشوم"، و لا أرى كل هذا في فلان، فقلت له، إن سألك مرة أخرى فقل له أن أجداد فلان أخرجوا أرزاقهم من فم أشرس الوحوش و هو البحر، عاشوا محاربين أشرس الأعداء و هو الفقر، إلى أن من الله عليهم بسعة الحال و بسطة في الرزق، هذا لم يتغير فيهم و زرعوه في أبنائهم و علموه لأحفادهم لأنه مستوحا من عقيدة و أيمان لازما الأرواح و الأبدان، فأنا أتحرك في حياتي على تعدد أبعادها ضمن محور واحد و هو أن الإنسان يصنع الحياة و لكن الحياة لاتصنع الإنسان، الغني هو من غني بأخلاقه و طباعة و الفقير هو الذي يفتقر لخلق يزينه و علم ينفعه و قلب يهذبه، و باتالي أرى الحياة في قلوب الناس و نفوسهم و لا أراها بصورهم، فهم ليسوا دمى، و إن كانت الأصالة طبعا مخالفا لما ذكرت فإني انسلخ منها و لي الفخر، هذا بالإضافة إلى أنني نموذج ناقص جدا، هناك من الكويتيين من يعيش بلسما يتشافى من سماء أخلاقه كل عليل و من طيبة قلبه و كرم طباعه يرتشف الضمآن الرحيق، لا عليك بكلامه أخي، صدقني، ليس كل الكويتيين كما يصف صاحبك
كل هذا السباب و التراشق و الأتهامات المتبادلة و القاء اللوم ما هو إلا ضعف و ضيق في الأفق الفكري، ينتابني ضيق عندما ازور إحدى المدونات و أرى التعليقات الساقطة و العجيب هنا انه على الرغم من أن الأغلبية متخفية وراء معرفات إلا أن التعليقات هذه تأتي تحت مسمى غير معرف، لا أخفيكم بأنني اشمئز كثيرا من أراض اعبرها في عالم التدوين، و اتساءل، لماذا هي قافرات، و لماذا يعتقد أصحابها بانها الجنان، و أعود و استخلص فكرة واحدة، هناك فراغ بين العالم الحقيقي و عالم التدوين، العالم الحقيقي أجمل بكثير من عالم التدوين، لأن الظروف الحياتية الطبيعية تفرض على الجبان أن يكون جبانا و الجاهل أن يكون جاهلا لأنه يخشى نظرة في اعين الناس يراقبها بعيناه، و لكن في عالم التدوين كل هذا غائب، إلا الضمير، و لا أظنه حيا عند هؤلاء
الآن، ما الذي استفدته من عالم التدوين، ثروتي الحقيقة و مفخرتي و هما قلوب الطيبين من الإخوة و الأخوات و احترامهم ، معارف استفدتها من عقولهم، تزودت من أفكارهم و من علومهم و آدابهم، مشاركات في الهموم قبل الأفراح ، و صداقات باتت مفخرة لي، و لو أن بعضها هجر عالم التدوين و فضل العالم الحقيقي أن يكون الرابطة و الصلة بنقائه و جماله و صفائه، و أن يكون حقلا لزرع سنبلات المودة و الاخوة، و لا ضير، من السهل أن يتأقلم الإنسان مع الوحدة، و لكنه من الصعب أن يعيش في عزلة، لا أرى الله مسلما عزلة أو وحشه
حبوا بعض، قربوا من بعض، فهموا بعض، درسوا بعض، صدقوني بتربحون
تكوا عنكم كلام الجرايد و ترهات أهل المصالح
دوروا على المشتركات بينكم مو الفروق
الاسبوع هذا أقفل السنة الحادية عشر من عمري متغرب، سبحانك يا رب، عمري ما توقعت إن المستقبل بيكون بهالصوره، سبحانك يا رب، ما يمر علي يوم إلا و احلم فيه أني رديت و هيعت ، الله كريم، كل شي يهون بعون الله، أهم شي إن الواحد ما يخسر تقته بأمر الله سبحانه و تعالى و يكون أخسر الخاسرين،
أنتم مثلا مقبلون على انتخابات برلمانية، مو عيب انكم تحلمون و لا غلط، بس عيب و غلط لما تكون احلامكم كوابيس غيركم، لما تكون أفراحكم أحزان غيركم
أخوكم الصغير