دخلت ذات مرة ضمن حلقة نقاشية اجتماعية تدور حول البعد الإجتماعي و الإنساني للأزمة الإقتصادية العالمية، جلست صامتا تماما استمع للآراء التي تلقى على مسمعي و أقيم ما أمتلك القدرة على تقييمه و أسال عما أجهله، وجدت بأن الإتفاق بين المتحدثين كان على أن الوجهة التي تسير نحوها تلك الآثار تنكب كلها صوب أمر واحد بحسب تعبيركلام المتحدثين، و هو إلغاء ما يسمى بالطبقة الوسطى، بحيث تحاك المجتمعات من نسيج يحمل صفتين طبقيتين فقط هما الطبقة المخملية التي تمتلك إحدى اسلطتين و هما السيادة و المال أو الإثنين معا، و الطبقة الكادحة العاملة التي تبني للطبقة المخملية امبراطوريتها و تعمل على الحفاظ على دوران رحاها، و هذا يتحقق من خلال عدة أمور طرحها المتحدثون منها رفع تكاليف المعيشة و تخفيض السقف الأعلى للأجور و تقليص فرص التوظيف و غيرها من المؤثرات التي تنخر في قاعدة الطبقة الوسطى و تضعف أركانها بحجة التضرر من الأزمة الإقتصادية العالمية التي ادعى اطراف النقاش أنها سياسية بحتة و مفتعلة أيضا
ما اهتممت أو ما طرحته كان مبني على محور واحد فقط وهو مسيرة الحركة التعليمية و تأثرها بهذه الأزمة "المفتعلة" إن صح التعبير، بتعبير آخر كنت أطرح نقاشا ينصب كليا في المجهودات التهميشية للمسيرات التعليمية في "بعض" دول العالم الثالث و أثرها في بعثرة عناصر الطبقة الوسطى و خلق حاجز متنام تدريجيا ينتج بالنهاية نسيجا مشابها لما كان يرمي إليه المتحاورون، بحيث تصبح المجتمعات تلك بالنهاية مصنفة إلى قسمين متنفذون بسلطات إما سياسية أو مالية و طبقة كادحة تعيش لتوفير قوت معيشتها دون وجود فرص للقفز من طبقة إلى أخرى، النماذج التي استند إليها نقاشي كانت أمثلة أربعة و هي النموذج الكويتي بالطبع و بتحليل شخصي مفصل تحديدا و من ثم المصري و الأردني كأمثلة لمجتمعات استوردنا منها طاقات تعليمية ، و لن أتطرق إلى مستوى الكفاءات فالكل يعلم مستوياتها، و بالنهاية النموذج السعودي كأعلى معدل إنفاق خليجي على مستوى الحركات التعليمية دون تحقيق أي تميز عالمي، و يتجلى ذالك من تحقيق بعض المراكز البحثية و الجامعات العالمية المنتمية لدول فقيرة مراكز متقدمة عن النموذج السعودي و التي تتمتع بمعدل إنفاق مالي اكثر انخفاضا، كبعض دول أمريكا الوسطى و الاتينية، لم أتطرق إلى نماذج أخرى كالآسيوية و الأفريقية لجهلي بخصوصيات أغلبها أولا و لإطلاع المتحاورين على نماذج منها كطلبة لجميع المراحل الجامعية ثانية و إعجابهم بعقلياتهم و أدائهم و تحصيلهم
عندما انتهيت من كلامي بدأ الحضور يناقش و يسأل و كان من ضمنهم دكتورة سألتني السؤال التالي
Do you think that opportunities to improve scientific research exist in the Kuwaiti society? If it doesn't, what prevented it from existing?
هل تعتقد إن الفرص للنهوض بالبحث العلمي متوافرة في المجتمع الكويتي؟ و إن كانت غير متوافرة، فما المانع من وجودها؟
إجابتي بدأت بابتسامة و من ثم قلت
What do you think can happen if a working class genius Kuwaiti guy creates his own empire and becomes the Kuwaiti version of Bill Gates based on an alliance with powerful international business firms who admire his ideas and research work and offer him big bocks opportunities for example?. What if multiple episodes of this scenario occur once in a while in different fields of science and industry in Kuwait? What do you think is going to happen to all political, social and economical powers in Kuwait? Will they remain the same and maintain the same level of control? That is why research based business opportunities are born dead. Because they're forced to pass through both the government offices and Chamber of Commerce and Industry for approval in spite of the fact that we're not talking about national resources like oil and gas for example. Moreover, research should not serve anything further than governmental and local commercial services only. Therefore, players of the game should be chosen selectively.
ماذا تظنين يحدث إن اختلق شاب كويتي ينتمي إلى الطبقة الكادحة بعبقريته امبراطوريته الخاصة و أصبح يمثل النسخة الكويتية من بيل قيتس عن طريق تحالفه مع مؤسسات تجارية عالمية ذات نفوذ أعجبت بأفكاره و أبحاثه و دعمته بفرص مالية ضخمة على سبيل المثال؟، و ماذا سيحدث إن تكررت حلقات متشابهة من هذه الأحداث في حقول مختلفة من العلوم و الصناعة في الكويت؟ و ماذا تعتقدين سيحدث لكلا القوى السياسية و الإجتماعية و المالية في الكويت؟، هل سيستمرون الالمستوى ذاته من السيطرة؟، و لهذا تولد جميعالفرص التجارية المبنية على البحث العلمي ميتة، لأنها تجبر على المرور عبر المكاتب الحكومية و غرفة التحمارة و الصناعة الكويتية لاعتمادها، على الرغم من اننا هنا لا نتكلم عن ثروات وطنية كالنفظ و الغاز على سبيل المثال، فضلا عن أن البحث العلمي يجب إلا يخدم أي شيء عدا الخدمات الحكومية و خدمات التجارة المحلية فقط، و لهذا من يدخل ضمن هذه اللعبة يختار بانتقاء
فقالت
I get your point now.
فهمت الآن نقطتك
و استرسلت قائلا
There are people who have better opportunities than others in perusing better educational experience and training not because they're smarter. It is only because they can financially afford it and the majority of them have their future already planned for them in a way that whatever degree they achieve is just a fulfillment of one requirement by the system for them to obtain power. Everything is done smoothly and without a struggle.
هناك اناس يتمتعون بفرص أفضل من غيرهم لمتابعة تعليمهم و تدريبهم و هذا ليس لكونهم يتقدمون على غيرهم ذكاءا، هذا فقط لأنهم يمتلكون القدرة المالية على ذالك و مستقبل الغالبية منهم تم تخطيطه مسبقا بطريقة تجعل تحصيلهم االعلمي مجرد سد فراغ غي متطلبات النظام العام للحصول على القوة و المنصب، كل ذالك يدري بسلاسة و بدون عناء
Those who obtain distinguished levels of scientific thinking and achievement are held hostage by an office room, a non cooperative superior or simply in a job that is absolutely not related to their field.
و هؤلا الذين يحصلون على مستويات متميزة في التفكير و التحصيل العلمي مرتهنون من قبل غرفة مكتب أو مسؤول غير متعاون أو ببساطة وظيفة ل تمت لحقول اختصاصاتهم بأي صلة
فاندهشت و قالت
What about the private sector, why would it adopt or sponsor them?
و ماذا عن القطاع الخاص، لماذا لا يتبناهم؟
فأجبت و انا أضحك
It seems that you've already forgotten what I mentioned initially. It does not matter if you flip the coin. A quarter is always a quarter. It'll never change to dollar. If Change does not occur in people's mentality, commitment and contribution as a society not social clusters no change shall take place.
يظهر أنك نسيتي ما ذكرته بداية، لا يهم إن قلبت قطعة النقود، الربع هو دائما ربع، لن يتغير إلى دولار، إن لم يحدث التغيير في عقليات الناس و إخلاصهم و تأثيرهم كمجتمع كامل و ليس كمجاميع منفرده فلن يحدث أي تغيير
فأخذ الجميع يضحك، و قالت
Sorry, my bad. What you said put me in a state of shock.
فعلقت قائلا
Welcome to one black hole where logic does not exist.
و استمر النقاش في أمور مختلفة يطول بنا المقام عند الحديث عنها
الخلاصة، رداءة المستوى التعليمي أمر ليس بطبيعي بل مختلق كما أعتقد
قد أكون مخطئا و أتمنى أن تثبت لي الأيام خطئي
خلاص، بسنا عذاريب بالمجلس و الحكومة، العيب فينا احنا، هم ما يبونكم تمشون صح، كسروا عيونهم و امشوا صح، هذا اللي مطلوب منكم، و الله يموتون قهر، حاسبوا أنفسكم و بدقة، لا تخلونهم يكسرون مياديفكم، اثبتوا لهم و لو على قلتكم إنكم طاقات انتاج، خلوا الجزاء على الله و لا تستقلون بروحكم و تقولون و الله الكل مهمل و انا ليش اعور قلبي و راسي و أتعب بدني، لأ ، خلكم مثل البخور، كسره صغيره يتخنن الواحد بعطرها و ريحتها، و الا دخان المحارق يغطي السما و كلنا نتلثم منه
DON'T YOU EVER GIVE UP. PLEASE DON'T
صباح الحكمة يا بو محمد
ReplyDeleteبوست رائع ابتدأت به صباحي
وختامه مغمس بالأمل
شكرا لك لزرع بذرته
وشكرا لك لأنك حفزت العزيمه
واشعت روح التفاؤل
دمت بكل الخير انت وعموم الأهل
موضوعك مهم مهم مهم مهم مهم مهم مهم
ReplyDeleteكنت اتمنى احد في المجلس او الحكومة يشيل هالهموم بدل خرابيطهم و حرمنتهم
ذكرتني لما طلعت مادة بحث يعتبر المتمميز في مجالي ... وبعد جهاد مني ومن الدكتور
ReplyDeleteقطيناه ورا الشمس .... ليش؟
لانه جامعتنا ماتوفر ميزانية نييب فيها اجهزة
ولا تشتري وقتنا
لذلك ... لعيبة الكره الي يحسبونها طمباخية لالحن احسن من اهل العلم
أنا يأست من زمان