كلما حاولت أن أغمس رأسي في نمط الحياة المضظرب في الكويت و نويت أن أجبر عقلي بقدراته المتواضعة عاد إلى حسيرا خائبا، فأنا أجد نفسي أما تساؤلات لا حد لها، منها ما يتعلق بالمواطن و أبسط حاجاته الحياتية التي باتت كثياب بالية لا تستر البدن القريح، و بين سلطة تفتقر لأبجديات الإدارة متمثلة بحكومة ما تلبث أن تشكل حتى تستقيل، و مجلسا جاهلا عقيما سخيفا بليدا له سلطة استحداث تشريعات من شانها أن تتحكم بأدق أمور حياة المواطن و قدرة رقابية من شانها حماية المصلحة العامة للوطن و المواطن، فوضعه تماما كمن يحمل مسدسا لحماية نفسه و هو يصوبه ناحية نفسه جهلا منه باستخدامه، بالنسبة للكثيرين يعتبر المجلس حلما، فهو باب يسطر من خلاله الإسم في تاريخ البرلمان، و هو مدخل للإرتقاء بالدخل بطريقة خيالية، و قد يصبح طريقا لشغل منصبا مرموقا، و قد يكون وسيلة لإشباع حب السيطرة و اشباع عقدة الأنا، و ما لا أشك به و أراه كما أرى الماء النقي عديما للون هو أنه لا يوجد تحت قبة البرلمان من هو يحرص على الإرتقاء بالبلد دون أن يمزج ذالك بمصالح إما شخصية أو حزبية أو غيرها، و الإشكال يكمن بإن امتزاج هذه المصالح يلوث هذه الحرص و يقضي عليه إلى درجة أن مجمل ما أراه هو نتاج لمصالح شخصية بحته، قد أكون متجنيا و لكن هذا ما توصلت إليه
المسؤولية الكبرى يتحملها كل من الحكومة و الشعب بالتساوي، المجلس ما هو إلا انعكاس لصورة حقيقية لأغلبية فكرية تمثل شرائح متعددة ارتات في وصول ممثيليها دمغة تأصيل أن هؤلاء هم أفضل من يتكلم بالسنتنا و يترجم أفكارنا و رغباتنا و آراءنا، هم تجسيدا لأهوائنا، نحن شعب لا يعمل و لا يحب العمل، و كل ما يسهل لنا تجنب العمل يلقى تأييدا شاملا سواءا كان ذالك من المجلس أو الحكومة، نحن شعب لا نحاسب، حتى على المستوى الشخصي لا نحاسب أنفسنا على تصرفاتنا و على إخلاصنا في أعمالنا، اتخذنا من التفاضل سياسة لتعاملنا حتى تقهقرنا، كل فئة تحسب نفسها الأفضل استنادا على مبادئ لو اطلع عليها غيرنا لضحك ساخرا، قلو رات الحكومة شعبا ذكيا رزينا طامحا لما عملت كل ما عملت و لاحترمته و عملت على كسب وده بعطائها لا بشعارات كذابة و ذكريات من الماشي أكل عليها الدهر و شرب حتى ثمل
البلد لن تتحرك خطوة للأمام حتى يراجع الشعب أجندته الحياتبة و يحدد أولوياته استنادا على أسس اجتماعية شاملة، لا قطاعات اجتماعية ذات أقطار محدودة، الكويت ليست شيوخا أو تجارا فقط، الكويت ليست من سكنوا الحضر فقط أو من سكنوا البادية فقط، الكويت ليست ساحة تصارع آيديولوجي، الكويت أريد لها أن تكون أرضا حاضنة لفكر تعددي، الكويت ليست ملكا لأحد، سياية إلغاء الغير أو التنقيص من شأنه أو نفي وجوده لن تجدي لأنها غير قابلة للتطبيق و لن تكون في يوم قابلة للتطبيق إلا إن أراد الله لها ذالك، يجب على أفراد الشعب أن يجبروا أنفيهم على سلك طريق للتعايش و العمل المشترك و يجب على السلطة ترسيخ ذالك
مبدأ "عسى الله لا يغير علينا" هو مبدأ عقيم، أطلبوا من الله التغيير للأحسن، أخرجوا أنفسكم من دوائركم الضيقة و انظروا بأفق أوسع إلى المجتمع ككل، اتركوا الاحتجاج بمنطق المادة و اتخذوا من منطق الإنسان دستورا بحفظ لكم دستوركم، اقضوا على أية فكرة تقسمكم و ابنوا الجسور بينكم
و أخيرا، ما لم يغير الشعب من أفكاره و عقليته و أولوياته، لن يستقر الوضع إطلاقا، و أول ما يمكن أن يبدأ به الكويتي من تغيير هو أن يلغي من عقله بأن سيد هذا الكون، لأنه ليس بسيده
هنا أقف
هذه الحكومة و هذا المجلس نتاج هذا الشعب ، الشعب الذي يعاني مشكلة في أخلاقياته ، الأخلاق ليست صدق و أمانة كعناوين رئيسية بل تتفرع لكل شيء بما فيها معاني الخدمة العامة و أهدافها
ReplyDeleteأنا أجد نفسي مقرا بكلام ابن خلدون بان هذه الصفات الإجتماعية تجري مجرى الظواهر الطبيعية لا يستطيع الناس التحكم بها ، المحيط الاجتماعي المريض هو من يفرض عليهم النشوء على هذه القيم الميتة التي تقتل المجتمعات
التشاؤم هو سيد الموقف ، و هذا بالنظر إلى عدد الفرص التي سنحت لتعديل الأوضاع فأضعناها و أبسطها ما حدث بعد الغزو
مجتمع بعاجة لعلاج بالصعق الكهربائي يمكن تصير فيه فزة تعيد بعض الألق
صحيح... أتفق معك في كل كلمة... وصحيح أن الأغلبية من الشعب هي سبب المشكلة
ReplyDeleteلكن لا أستطيع أن ألوم الشعب... لو كان طرح السياسيين أرقى... لو كانوا منطقيين في وعودهم وشعاراتهم! لكان أغلب الشعب بحالة أفضل.
من أتى أولا البيضة أم الدجاجة؟
أعتقد ما يجب أن يأتي أولا هو رقي الطرح عند السياسيين!
Safeed
ReplyDeleteمطعم باكه
بوصلوح
أحمد الحيدر
شكرا جزيلا على تغاعلكم مع الموضوع و تقبلوا امتناني بتعليقاتكم الثرية حقا التي هي محل تدرينا لا المحدود
دمتم و الأهل و الأحبة برعاية الله