قال الإمام زين العابدين يوماً لأصحابه:"إخواني، أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا؛ فإنكم عليها حريصون وبها متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم للحواريين، قال لهم: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، وقال: أيكم يبني على موج البحر داراً، تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قرارا"

Wednesday, November 25, 2009

تفكير بصخب

الشعوب العربية شعوب غريبة في طباعها العقلية و معيارياتها صراحة، المعروف عن الجمهور الإنجليزي أنه أقذر جمهور رياضي في العالم و لهذا وجدنا ان مختلف دول العالم و خاصة "الأوروبية" تضع خطط احترازية تنظيمية و أمنية لتفادي أي فوضى قد تصدر من الجمهور في حالة حدوث أمر ما، و لم نجد في يوم من الأيام هجوما متبادلا بين أية دولة و المملكة المتحدة على المستوى السياسي و الإعلامي ينحدر إلى أقذر ما يمكن أن يصل إليه من أدبيات التلفظ و الأوصاف التي تبث على أجهزة الإعلام، و بما أنني إنسان أؤمن بأن الإعلام العربي كله يخدم السلطات (بضم الواو لا نصبها) فما يدور بها قد حاز على رضاها و إلا لرأينا "الفلقات" تخرج من دهاليز التخزين إلى ساحات العمل الدائب
ما جرى على الإخوة الأعزاء من الجمهور المصري لا يرضى به من يتحلى بأضعف الشعور الإنساني حقيقة، و لكن ما آلام الكثيرين هو أن الإنحدار الأخلاقي في عرض القضية عند البعض، فالمتلقي اشمأز تماما من كلام ككلام الكابتن مصطفى عبده تماما كما اشمأز و تألم من فعل الجمهور الجزائري المشين حقيقة، فكلامه أفقد القضية جانبها الإنساني التعاطفي حينما تمادى بإلقاء أوصاف إن دلت على شيء فإنما دلت على فراغ تام في فكره و أخلاقة و نبله، و لا أقول هنا ضعفا بل فراغا، و لكن ماذا نقول عن أمة و شعوبا كأمتنا و شعوبنا تتخذ من مطربيها و ممثليها و لاعبيها و رياضييها أمثلة للإحتذاء و تقبر علمائها و مفكريها تحت رمال الجهل
مرورا بصوت الحق الخالد و فانوس الغيرة الوهاج الفنان بعقله شعبان عبدالرحيم و الأخ "باريزي" خط الدفاع الكابتن ابراهيم حسن المعروف بسلوكه "الرقيع" عفوا الرفيع و قد شهدت له أحداث الملاعب بذالك و ما دعت إليه صاحبة الجواهر في النقد و الدرر في التحليل و الفكر الأستاذة مها متبولي ما هو إلا منقصة للحدث، لماذا لم يتصدى مثلا علماء و مفكروا مصر للقضية علما بأن المجتمع المصري يزخر بهم ومصر و لله الحمد ولادة لحملة العلم و الفكر و تاريخها يشهد لها بذالك
حسب تحليلي الشخصي و الحقير و الذي أحتفظ به لنفسي أجد بأن قضية كهذه أتت في وقت مناسب جدا بحيث صرخ من ستخدمه بأعلى صوته صرخة أرخميدس، كل هذه الأحداث و طبيعة الطرح و النقاشات و أساليب الشحن تصب في خدمة أمر واحد و هو الإلتفاف حول القيادة، أحداث شغب وضيعة تحور بتلك الصورة و سنرى كيف سيتم استخدامها في مسألة توريث السلطة التي تواجه معارضة كبيرة حين نجدها تدعم و بقوة الإلتفاف حول القيادة و دعمها بمختلف الصور و تأييد جميع قراراتها التي من شأنها حفظ حق و قدر و كرامة الإنسان المصري و من هذه القرارات توريث السلطة
أنا أتساءل، هل أقلقت النعوش الطائرة لجثث العمالة المصرية التي أرسلها صدام بين عشية و ضحاها منام الكابتن مصطفى عبده كما أقلق النعش الذي صنعه جمهور سخيف بعمل أحمق غير أخلاقي لم يحمل جثمانا بداخله، و هل أقلقت راحته و منامه صور صدام التي رفعها شرذمة مارقة في منطقة خيطان من أبناء الجالية المصرية و التي لو سلكنا مسلكه في التعامل معها لأساءت للكثيرين من إخوتنا و أحبتنا و أصدقائنا من الإخوة المصريين الذين نعيش معهم جنبا إلى جنب و نحمل لهم من المحبة و المودة ما لا حد له في الكويت، أم لأن صدام كان حينها حامي البوابة الشرقية و سيف الأمة العربية فلا يلتفت إلى قضايا كتلك، أنا آسف،الكابتن مصطفى عبده لا يعتبر للعروبة و القومية التي تم تلقيح رحم ولادتها في مصر، و استشهاده بحرب 1973 التي هي وصمة العار الوحيدة في تاريخ إسرائيل الماضي و المعاصر و المستقبلي لم يترك لأحداث النكسة كلمة واحدة لتتلفظ بها، فسعد الدين الشاذلي يختلف اختلافا تاما عن عبدالحكيم عامر و العجيب أن الإثنين أبناء لنفس الرحم العسكري كما أن الرئيس الراحل أنور السادات الذي سالم إسرائيل إبنا لنفس الرحم الذي أنجب من سبقه و من خلفه
أنا أسأل سؤال واحد فقط، لو قامت الولايات المتحدة بالتعامل مع المظاهرات التي يخرج بها الناس في مصر و التي تكون بطبيعتها مناهضة لها و لسياستها و فيها يهان العلم الأمريكي و رئيس الدولة و الشعب بالشتم و الحرق بنفس الطريقة و الطبيعة التي تعاملت معها السلطة و توابعها في مصر مع فعل الجمهور القذر و الهمجي لجمهور الجزائر و هاجمت المصريين بالشتم و شحنت الشارع الأمريكي تجاههم و طردت المصريين و سحبت جناسيهم منهم و رجعوا إلى مصر، و طالبت مصر بالدفع الفوري للديون و قطعت العلاقات الدوبلوماسية مع مصر و طالبت حلفائها بمقاطعة مصر نهائيا، كيف سيكون موقف السلطة في مصر في التعامل مع مظاهرات الشعب؟ و كيف سيكون موقفها في التعامل مع القيادة الأمريكية؟ و كيف سيكون تصريح مصطفى عبده و ابراهيم حسن و الناقدة متبولي و غيرهم؟ أما شعبان عبد الرحيم فسيكون موقفه كاتالي

بلاش يا عم أوباما معلش احنا آسفين

دول كام واد مغفل و اشوية مسطولين

امسحه فوشي خلاص دول بهايم دول جزم

و خلينا على طول حبايب وما تألأش من الرمم

هـــــــــــــــــــــــــــــيه

خلاص بأه يا باشا خلاص يا عمنا

أؤمر انت بس، خدامينك كلنا

هات بوسه انت بس و حأك حتاخده كاش

بالكورباج حيتأدبوا الصيع و الأوباش

هـــــــــــــــــــــــــــــيه

وش نعمه انت يا ريس و ألبك كمان كبير

ما تخدش بالك و تزعل دول شوية ناس حمير

ما تبأش حمأي يا ريس و اصبر بأه حتتين

في الزنزانة الوحد حنخشر مش عشرة لأ ألفين

هـــــــــــــــــــــــــــــيه

أصل احنا افهمنى يا ريس كلامنجيه أرجوك تسامح

حتتخرب بيوتنا يا باشا و نهارنا ما تبألوش ملامح

ما تبآس راجل زنخ ، ما تبآش مفتري

أديك أفايا تضرب ، زي أي عسكري

هـــــــــــــــــــــــــــــيه

و هو من سيحل قضية الخلاف الأمريكي المصري إن حدث، فليت الإعلام تعامل مع القضية بأسلوب أخلاقي راق حتى يبين وضاعة الحدث و يستميل القلوب دون أن ينفرها، إلا إذا كانت الغاية الحقيقة من الزخم الإعلامي ما أورناه سابقا من تكهنات

الأخ الأستاذ المحامي محمد عبدالقادر الجاسم معتقل من قبل رجال المباحث ، و هذا الإعتقال تسبب بتفاعل نيابي و شعبي شبه عارم على مستوى النقابات و الحركات السياسية التي ما شاء الله تبيض دجاجاتها كل يوم بيضة و العجيب أنها تفقس عن صوص جديد دون ديك، طريقة الترهيب يرفضها كل من يحبس نور الحرية في قلبه و يستنكرها، و لكن أتساءل بيني و بين نفسي، أين كانت كل تلك الطاقة عند الأستاذ الجاسم عندما كان علي الخليفة يتبختر أمامه ذهابا و إيابا إن كانت المسألة مسألة مبدأ كما هو المدعى؟ فإن كان الإنسان صاحب مبدأ تجده يتعامل وفقه في جميع الأحوال، هل عدم دفع الكفالة هو لوجود شبهة قانونية أم أنه رفض شخصي لخلق قصص بطولية على طراز غاندي و أكس و كنج و أضرابهم ممن تشرب الحرية تشربا و حيا زمنا ما خالف فيه مبدأه قط؟ السؤال الثالث هو التحرك الشعبي العجيب و الأعجب أن الجميع يتعذر بالتفاعل الإنساني و فق مبدأ حفظ الحريات مع القضية في حين أنني على يقين تام بأنه لو استبدل الأستاذ الجاسم بي أنا مثلا لما ذيع الخبر و تفاعل من تفاعل معه خارج محيط فريجنا و ليس منظمة حقوق الإنسان، و لكنها عادة بت أتلمسها مؤخرا في مجتمعنا و هو ظاهرة خلق البطولات لأشخاص أبعد ما يكونوا عن البطولة بعد المشرق عن المغرب من قصص للتهديد و الضرب و الحبس، و لكن هي صورة أخرى لتسخير مبدأ و قضية نبيلة كالتي تعيش في قلوبنا اليوم و هي قضية الإصلاح و هاجس التخوف من مستقبل يجر أذيال الظلام و التخاذل مما نتلمسه على الساحة السياسية و العملية بسبب إهمال و تسيب و تلاعب شاعوا ليس الآن و ترسبوا على مر الزمن، عملية الإصلاح و التغيير (للأفضل) هي أمل أفتح عيني و أغمضها عليه كل يوم، و لكن أن يكون تحقيق هذا الأمل بتنصيب البعض ممن لا يستحقون إطلاقا أبطالا و حملهم على الأكتاف فأقول هيهات و سحقا لهذا الأمل و الله، يتألم المرأ عندما يرى اللعب بطموحاته بهذه الصورة، أريد التغيير أريد الأفضل أريد الإصلاح و لكن ليس وفق رؤى الجاسم و أمثاله طموحاتهم، تسخير أملي لخدمة الجاسم و أضرابه هو تماما كتسخير الحكومة لحق الإستجواب كحجة تخلق من ورائها تأزيمات لوأد الحياة النيابية، فالإثنين أمامي واحد، يريدان بحق باطلا، الساحة الشعبية هذه الأيام تشهد تفاقم لنتائج حركة "إرحل" التي انولدت في رحم شبابي و بات الكل يتبنى مبادئها بكل بساطة لأنه إما آمن بها و هم قليلون، و إما أرادها وسيلة لمآربه كما رأيناه في حملة "نبيها خمس" سابقا عندما توشح العموم بالبرتقالي أثناء الحملة و دوى بصراخه في الندوات و من ثم انسلخ عن كل هذا كما تنسلخ البصلة عن قشرها، الآن بات الجاسم هو محور الربط بين القوى السياسية المطالبة بالتغيير و ليس مبادئ فكرة "إرحل" الداعية إلى إيجاد حالة من الإستقرار السياسي و الإجتماعي و الإنتعاش الإقتصادي الدافعين بعجلة التطور إلى الأمام و المنادين بالخروج من حالة التراجع و الكساد اللذان عما البلاد مؤخرا بسبب قصور في كفاءة الحكومة و تسيبها من ناحية و خلل في طريقة تعاملها مع معطيات الساحة السياسية مما أرجع البلد القهقرى، هذا كما أفهمه، الكل يتسابق للبروز و خوفي أن تضيع المبادئ النبيلة في خضم هذا كله،الغريب أن كل من يتشدق بالحريات و حقوقها و يصرح هنا و هناك كان يقول بالأمس أن ثقته بالسلطة الامنية و القضائية لا تهتز بسبب النزاهة و نجد الجميع اليوم ينتقد و يشكك، كونوا أصحاب مبدأ حتى يتسنى لنا تصديقكم، فما يجري على الرجل لا يقبله أي حر سكوته حينما كنا بأشد الحاجة لها و نتعطش لسماع أمثالها خدمت اتجاها آخرا، فلست مجبرا بسماع كلمته اليوم، و أما من يصطف حولة للتكسب و البروز فمصداقيتكم لا تتجاوز آثار حروفها صحن الأذن مع الأسف

5 comments:

  1. ريلاكس و عيدك مبارك

    ReplyDelete
  2. سلام
    غوغائيه صراحه
    اوشكو على الدخول بحرب ياساتر

    انا اقول على السياسه بالكويت امسك االكرسي
    كل يوم لنا حال وصرنا طماشه للغير

    والله لايغير علينا..ان شاء الله بالمقلوب
    يابومحمد كل عام وان شاء الله امورك بخير وصحه

    وعيدك مبارك

    ReplyDelete
  3. ma6goog

    هلا بوسلمى، آي ول إن شاء الله، مشكور
    :-)

    و عيدك مبارك و عساك من عواده إن شاء الله

    دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله
    -----
    alwasmi

    الله يرحم والديك، يبتها ييب، غوغائية
    شفت اشلون؟

    إي والله يا اخوي، ولا عزاء لمشاعر الناس

    و انت إن شاء الله بخير و بصحة و بسلامة يا الغالي و عساك إن شاء الله من من عواده إن شاء الله

    دمت و الاهل و الأحبة برعاية الله

    ReplyDelete
  4. Safeed

    أولا تقبل شكري على إضافتك لمعلومة و الله لم أكن أعلمها قد رسخت فكرتي تجاه الأحداث و هي معلومة تهيئة بوتفليقه لأخيه كي يستخلفه، إذن ما نوهت إليه ينطبق على الجزائ تماما

    أحسنت عزيزي على البقية و عيدك مبارك و أعاده عليك و على سائر المسلمين بالخير و اليمن و البركات

    دمت و الأهل و الأحبة برعاية الله

    ReplyDelete
  5. عيدك مبارك ومن العايدين

    ReplyDelete