
رخيص منهو يبيع الوفا لأرضه بدينار
يحجي عن الدين وهو معزبه درهم و دينار
لا نخوة فيه و لا طيب، بدل دينه بدين نار
خوان جذاب و متلون مثل الداب يقرص
تشوفه دوم متخفي و ملتوي و متحقرص
و من تهمله عيناك ،برز نيابه الملعون و قام يقرص
ليتها تصير مثل ناسج يا ربية ناسك يا دينار
عندما قضيت إجازة قصيرة في الكويت أثناء فترة الصيف الماضي أوجست شعورا بالإستغراب المصحوب بالإشمئزاز حقيقة، أينما ذهبت و أينما جلست و مع أي جماعة باختلاف مشاربها و فكرها كان الطابع الأغلب على طبيعة الحديث هو الطابع المادي، اهتمام الناس غير المفسر على الأقل لدي بالأسهم و طرق تحصيل المال بنسب ربحية عالية و كنزه و غير ذالك مع إهمال ما هو في وجهة نظري المتواضعة أهم من ذالك كالأسرة و العلم و المجتمع و غيرهم، و كان شبح يطاردني أينما ذهبت، و قد تلا ذالك موضوع القروض و أحداثه التي شهدها الجميع و تابعتها عن بعد، المضحك المبكي هو أن الجميع يردد المثل المعروف " الطيور طارت بارزاقها" و يستخدمه كذريعة لخلق ذالك الطابع مهملا بالتبعية شرعية بعض الأعمال و واجباته الأسرية و أيضا تلك التي يفرضها أنتماؤه للمجتمع كونه جزءا لا يتجزأ منه، كإخلاصه و مثابرته في عمله، و السخيف هنا أيضا أن يتذرع البعض بأسباب غير عقلائية كجعل الكماليات الحياتية أولويات مما زاد الأعباء على الكثير من الناس و بالتالي أصبحوا يعيشون حالة انعدام الإستقرار و التوازن النفسي و العقلي مما دفعهم إلي إالغاء العقل و سيطرة الهوى عليهم، طبعا ليس بالأعم بل الأكثر، و كنتيجة لذالك أصبحوا دمى يحركها نواب مجلسنا الموقر و المستحوذين و المتكسبين ماديا و سياسيا و الذين بالكويتي "أكلوا الخضر و اليابس أكال من هالشق لي هالشق"، ينكسر قلبي عليهم والله و أحيانا حين يستخفون بالنصائح و أقول "قلعه" و لكن يؤنبني ضميري فهؤلاء أهلي و ناسي و لست بذي قيمة من دونهم و تكون محصلة ذالك غضب شديد و ضجر من المستفيد من وجود هذه الحاله في مجتمعنا، كمثال لا الحصر دخلت في إحدى المرات في نقاش مع مجموعة و كعادة الكثير من الكويتيين أخذ الموضوع يتشعب و من قضية إلى أخرى و استقر الحديث عند سؤال سألني إياه أحد الإخوه قائلا " اشرايك بسالفة الفحم المكلسن؟" فابتسمت، قلت له: دعني أسألك عن معنى مكلسن و ما هو الفحم المكلسن قبل أن أجيبك، فقال "ما أدري" فقلت: كيف تريد مني أن أجيبك و أثري عليك في موضوع يتعلق بشئ مجهول لديك، هذا أمر غير عقلائي، فأجاب "أنا أتحدث هنا عن قضية مالية و ليست علمية"، فسألته: و كيف تسنت لك معرفة قضية كهذه؟ فأجاب" من جلسات مجلس الأمة و الصحف"، فأجبته قائلا، أتأخذ كلام شخص يقول" و ماذا عن الفحم المكلسن، و الله مادري شنو الفحم المكلسن" و هو إن أراد معرفة ماهية الفحم المكلسن ما كان عليه إلا أن طباعة "الفحم المكلسن" في (قوقل) و سيجد معلومات بعدد المرات التي طلب كل عضو من وزير تخليص معاملة على حساب القانون و حقوق الضعفاء من الناس التي انتهكت، السخيف هنا أن هذا العضو يعد أكاديميا و الناس تسأل عن أسباب تقهقر الحركة التعليمية في الكويت، و قلت: فلو عرفت ماهية الفحم المكلسن لاتضحت أمامك أمور كثيرة تزيل الكثير من الشبهات ، كطريقة تصنيعه و التقنيات المطلوبة و مدى توافرها و غيره و من بعد ذالك قم بربط ما تسمعه من أطروحات في مجلسنا الموقر و الصحف مع ما لديك من معلومات مما سيقودك إلى بناء رأي منطقي تمتلك القدرة على شرحه و إيضاحه على الأقل، أترككم مع هذا المشهد و تكفون تحملوا الملاقة التي في البداية و التي لها علاقة أيضا بالدينار و ما يسويه الدينار
سلمت الأنامل التي كتبت هذا الموضوع.
ReplyDeleteأتفق معك تماما بان المادية سيطرت على المجتمع بأكمله للاسف
لا مكان للقيم
تحياتي
بو صلوح
ReplyDeleteالله يسلمك و يطول عمرك با الغالي
فعلا يا أخي الفاضل أصبحت القيم أطياف
و قيمة المرء بحجم ثروته لا بعقله و خلقه
و شكرا على المرور
صبا
ReplyDeleteكل الترحيب لك أختي الفاضلة
جزيل الشكر على المتابعة
ولكل الإخوة و الأخوات
قراءتكم لأسطري هي القيمة الحقيقية لها وبدونها تكون مجرد حروف مبعثرة هنا و هناك
بو محمد
الله يعافيك و يحفظك يا الغالي
ReplyDeleteو كل الشكر على المتابعة
لك حق والله تشمئز منهم وصاج أصبحت القيم أطياف
ReplyDeleteو قيمة المرء بحجم ثروته لا بعقله و خلقه وبصراحه بالنسبه لمشهد الملاقه ما كملته اما الكلمات فهي كلمات من ذهب تستاهل الشكر
هدب
ReplyDeleteالشكر كل الشكر أختي الفاضلة على المرور و على قراءة أسطرنا المتواضعة التي بت أعتز بها لأنها أصبحت قناة ربطت عقلي و قلبي بعقول و قلوب أبناء و بنات وطني الذين أقف اليوم و كلي فخر و إجلال و أنا أرى ما توحيه أسطرهم من عمق في الفكر و الآراء
أسأل الله التوفيق للجميع
Eng_Q8
ReplyDeleteصح بدنك يا الغالي
نعم يا أخي الفاضل و هذا شيء مخيف حقيقة، مجتمعات كثيرة انهارت حين أصبحت المادة ديدنها الأول و لكن يبقى الأمل دوما موجودا و نسأل الله التوفيق للجميع بإذن الله