قال الإمام زين العابدين يوماً لأصحابه:"إخواني، أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا؛ فإنكم عليها حريصون وبها متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم للحواريين، قال لهم: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، وقال: أيكم يبني على موج البحر داراً، تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قرارا"

Thursday, January 24, 2008

العش الدافئ


الوطن هو مكان إقامة الإ نسان و مقره و إليه أنتماؤه ، و هو محل بناء الاماني الذي تتسابق الآمال بين جدرانه، هو ذكريات و تاريخ و أحاسيس و مشاعر، هو مزيج من عبق الماضي و نور المستقبل الذان انصهرا في محيطه، هو الحنين و رواسب السنين و مرآة الكيان و بيان اللسان و عقد الزينة و الدرع الحصينة، هو الأمان من نائبات الدهر و فتك القهر، هو البداية إذ لا نهاية و هو الفكر و هو الصبر، هو الهوية و هو اللغة، و هو القبلة و الإبتسامة و الدمعة و العرقة، هو الظل و الدفء و الحنان و العشق و هو الهواء و الماء، هو الشيخ و الطفل و الرجل و المرأة و هو العدل و المساواة والصدق و الرفق، هو السماحة و التحابب ، هو الأيادي النقية و الشفاه الندية،هو أنا و أنت يا أخي و أنت يا أختي
تتردد و للأسف بين الكثير من الإخوة و الأخوات عبارة لطلاما آثرت أن لا تمر على مسامعي لأنها حقا تقطع نياط قلبي و تثير الحزن و الغضب في نفسي ليس لأن مسامعي لا تهضمها أو لأني لا أعيرها أي اهتمام لا سمح الله، و لكن حزنا على عزائم أراها تذبل كأغصان غضة و ورود مثفتحة قد نال منها صقيع الحياة فبدأت بالذبول، هذه العبارة هي " الديرة اختربت و الديرة خربانه" التي أجدها جوابا لسؤال أوجهه دائما عند السؤال عن الأحوال العامة كوني بعيدا بجسدي و ليس قلبي عن بلدي و أحبتي
الدولة هي عبارة عن مثلث مدني يتكون من أرض و شعب و سلطة، و من خلال ذالك نجد أن السلطة و الشعب هما اللذان يرسمان الصورة أو يشكلان الكيان الحقيقي للدولة، و تعتبر طبيعة الإثنين و طابع الرابطة و العلاقة بينهما العاملان المؤثران على عملية بناء الدولة، فإن فسد الإثنان أصبحت الدولة عدم، و لكن ما الحال إن فسد أحدهما و صلح الآخر؟؟، هنا نجد أن للأمر صورتان، الأولى هي فساد السلطة و الثاني هو فساد الشعب، و في الحالتين الملوم هو الشعب (كما تكونوا يولى عليكم) فالسلطة لا تتجرأ على الشعوب إلا إن استشعرت فيهم ضعفا أو فرقة أو جهلا أو دناءة، في الكويت الملوم هو الشعب في وجهة نظري المتواضعة، نفوس البشر أصبحت منغلقة، و يد التطاول أصبحت ممدودة بعد بتر يد الألفة و الأمانة، فالإيثار و التسامح و الرأفة و الرحمة و الشرف و العفة و الصدق و الوفاء و التواضع و الغيرة و الثقة كلهم استبدلو بحب الذات و الجشع و الظلم و القهر و الجبروت و استباحة محارم الناس و أموالهم و حقوقهم و تمجيد الأسماء و الرموز و النفاق، و أكاد أجزم بأنه لا تخلو دائرة و لا جهة و لا قسم من شخص أو عدة لا يخلصون في أعمالهم و يسلكون من الوصولية و التسلق و سحق الغير و الفوضى كأساليب للأداء، و الجدير بالذكر أن كل هذا صحب نموا قياسيا للنعرات الإنتمائية و الطائفية و القبلية و الطبقية و غيرهم و من ينكر ذالك فليسمح لي و يتقبل أسفي بأن أقول له/لها " يا زيـن مـا شـوف أنـا بقلوبكـم حنـا " (بفتح الحاء و النون)، و كمحصلة طبيعية لكل هذا قسم المجتمع إلى جزئيات هي أساسا في ما بينها غير منسجمة، لماذا؟؟، لأنها مبنية أساس على المصلحة، فإن تواجدت المصالح توافقوا و انسجموا و إن انعدمت تناحروا و سحق كل منهم الآخر، و مات الولاء و انعدم العطاء و أصبح البشر يقيمون بعضهم البعض من خلال موازين غير وطنية و أسس شخصية بحته، فكبرت الفروق و تناطحت الأفكار وكبر الفتق و طغى مبدآ التشتت والتقوقع و بات المجتمع بلا هوية و لا رابطة، و أكبر دليل على ذالك هو مجلس (الأمة) الذي يرهق الأمة و هو انعكاس حقيقي للمجتمع و الناطق بلسان حاله، من الذي أتى بهذه الشرذمة إليه، ألسنا نحن؟، و مما يخنق حقيقتا أنه من المفروض أن هؤلاء هم من يشرعون على الأمة قوانينها و يذودون عن مصالحها، و لكن على العكس " ربـع الفراغـات عنـد النايبـه عدهـم" إذا هل العيب في البلد أم فينا، هل الديرة خربانه والا احنا اللي مجيمين؟؟
الإصلاح ليس أمر يخلق بين عشية و ضحاها، و لكنه يرزع و أول غراسه في القلب و النفس، إذا ما المرء منا لم يصلح نفسه فلن يجد ضالته أبدا، أنا أصلح نفسي أولا و أوئد كل أمر قد يشين نيتي و معاملتي لإخوتي، فإن لم أفعل ذالك فقدت ثقتي بهم و أصبح على الوطن السلام، متى ما نظر المرء منا إلى من سواه بنظرة أخوية (بحتة) لا تشوبها شائبة و لا تعكر صفوها نسمة الهواء سنجد الإصلاح ينمو غراسه و يثمر زرعة و يينع ثمره و سنجنيها نحن و ليهنأ بأكلها وطننا الحبيب و لا أحد سواه، علاجنا لأنفسنا هو وأد لداء مجتمعنا، متى ما ذابت الفروق و توحدت العروق نبدأ رحلة التطوير
فبعد هذا كله منو الخربان إحنا و الا الديرة ؟؟؟، إذا كان الجواب نحن فإن الوطن يحتضر و لنبدأ رحلة الإصلاح معا و لا ننسى " ايد وحده ما تصفق" و ماكو أحد يشربك مثلكم يا كويتيين على الأرض، فليراجع كل منا يومياته و يحاسب نفسه على أخطائه، مع نفسه و الآخرين ففي ذالك خير المنفعة
وأرجو المعذرة على الإطالة فلقد كان حديثي من القلب مباشرة و لم أستطع الوقوف

ملاحظة: كنت زاير مدونة الأخ (صلاح) و مدونة الأخ (كيو ايت_ انج) و قريت مقالتين لهم يشكون فيهم هموهم من الوضع المحبط في البلد فعورني قلبي صراحة و كتبت هالكلام و يشهد علي الله إنه يعز علي إني أشوف انسان مقهور ولا اوقف وياه ولو حتى بكلمة، و اشلون إذا كان هذا الإنسان اخوي، و أوعدكم يا أخواني صلاح و كيو ايت_انج ما أرضى بالغلط حتى لي بدر مني

و أسأل الله التوفيق و السداد للجميع

10 comments:

  1. بو راشد
    أول شي: حبتك العافية و مشكور على كلامك المخجل حق و جزاك الله خير الجزاء و أسأله عز و جل لك و للجميع التوفيق و السداد

    ReplyDelete
  2. الأخت الفاضلة الدنيا
    أولا أود الترحيب بزيارتك لمدونتنا المتواضعة و أود توجيه جزيل شكري لكلماتك النقية و تفاعلك، الجميع إخوتي و أخواتي و أنا منهم و إليهم و في خدمة رقيهم

    أسأل الله التوفيق و السداد للجميع

    ReplyDelete
  3. سيليزيا
    صباحك خيرا دوما و كذالك سائر الإخوة و
    الأخوات يا أختي الفاضلة، أؤيدك تمام و أصبت في كلامك و الله، و أهل الإصلاح و الضمير و الحق موجودون كما تفضلتي، و لا شكر على واجب حقيقة و الفضل كله و جله لله وحده الذي أسأله
    التوفيق و السداد للجميع

    ReplyDelete
  4. مهندسنا
    إن شان الله و بهمتك و همة الأخوة و الأخوات نهندس المستقبل بإذن الله عز و جل وخلك دوم عزومك قوية
    أسألك الله العلي القدير التوفيق لك و للجميع

    ReplyDelete
  5. هذي الاسباب اللى خلتني اتغرب عن ديرتي

    ReplyDelete
  6. يابخت الديره بقلب نظيف مثلك

    ReplyDelete
  7. أخي/أختى أنونيماس
    مو بس انت/انتي، صحيح إن الله سبحانه و تعالى قال "فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه" بس إذا الكل ترك البلد بسبب جهل الناس و فوضى تصرفاتهم من الذي سيصلح إذا؟؟ الإنسان ذائما صاحب رسالة أدائية كانت أم فكرية، و اليأس قاتل و لا يقتل، لأنه ذائما مقرون بالحزن، و إذا ترك الأمر للفساد و أهل الفوضى فهذا مرادهم و من الخطأ أن ينالوه، و إن كان المرء منا ليس بذي صيت أن جاه أو غنا أو أو أو، فتذكر يا أخي/أختي أن الله ذائما نصير للمظلوم و هو القوي القاهر و لا قوي قاهر غيره
    أسأل الله لك و للجميع التوفيق و السداد و العوده إلى بلدك و أهلك و ناسك الذين هم بحاجة لكل ققطره عرق تندي جبينك و تذكر/تذكري أن هناك الكثير من أصحاب القلوب النقية الذين يعملون بإخلاص و صدون بهرجة و لا يرجون الجزاء إلا من الله وحده

    ReplyDelete
  8. أخي هذيان
    كلامك عين العقل أخي الفاضل و رأي أؤيدك فيه تماما، معرفة المواطنة و المعنى الحقيقي لها امر ضروري جدا من الناس (سلطة + مواطن)و هذا ما ننشده

    شكرا جزيلا على زيارتك الأولى و على الرحب و السعة، تسعدنا مشاركتم

    ReplyDelete
  9. الأخ العزيز و الغالي صلاح ترك تعليق و للأسث لعلي ضغط على الزر الخطأ لأعلانه حيث كنت في مكتبة الجامعة و الوندز انجليزي و لكنني سأنشره كما ورد لي في البريد
    "Is this the situation in my country?

    We know we can't live anywhere else, and I'm prepared to suffer for it as well. My worries to live the moment when my children can live anywhere else but not home!

    Regards "
    و سامحني يا بوصلوح ،غلطة و بإذن الله لن تتكرر
    أما ردي على كلام بو صلوح هو التالي
    يوم سعيد و عيد يوم اللي ترد سالم غانم إنت و حبابك و الكل يرد و الكل يتعاون و الكل يلتزم و نبط كبد كل واحد يبي الديرة تمشي بالقوتره
    و لحد يقول آنه بروحي، لأ محد بروحه، وايد موجودين

    ReplyDelete
  10. أخي فتى الجبل
    كلمة طيبة من ولد ديرة طيبة كما ذكرت عزيزي، و نرد إن شاء الله و نشتغل يميع، احنه ما لنا إلا بعض ياخوي طال الزمان و إلا قصر و مثل ما قالوا "رب أخ لك لم تلده أمك" و أسأل الله لك و للجميع التوفيق

    ReplyDelete