قال الإمام زين العابدين يوماً لأصحابه:"إخواني، أوصيكم بدار الآخرة، ولا أوصيكم بدار الدنيا؛ فإنكم عليها حريصون وبها متمسكون، أما بلغكم ما قال عيسى بن مريم للحواريين، قال لهم: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، وقال: أيكم يبني على موج البحر داراً، تلكم الدار الدنيا فلاتتخذوها قرارا"

Wednesday, January 30, 2008

الشعر الزهيري

كم أعشق الأدب و الشعر و كم أهواه و من فنونه التي فتنتي بجمالها هو ما يعرف بالشعر أو الموال الزهيري الذي أطرح بين أشعة مقلكم الغالية بعض النقاط المتعلقة به
الموال الزهيري فن شعري شعبي ذائع الصيت فى الكويت ودول الخليج العربي واجمعت الخاصة والعامة على تذوقه رواية وابداعا . ويؤدي الزهيري وظائف حيوية فى المجتمع الشعبي العربي منها وظيفة عملية اثناء العمل على ظهر السفينة حين كان النهام او المنشد البحري يؤدي الزهيري أدءا محددا بألحان بحرية معروفة كالياهي والغريري والراكد والمحرقي تشاركه الردادة او البحارة اثناء قيامهم بأعمال التجديف ويطلق على هذه النغمة لحن اليا مال .والوظيفة الاخرى ترفيهية حيث كان الزهيري يؤدى اثناء راحة البحارة على ألحان شعبية كالمخالف والحدادي والفجري والعدساني وبمصاحبة آلات الايقاع المعروفة كالطبل والطار واليحلة وهى عبارة عن وعاء فخاري معروف بايقاعه الغليظ .ولكن الزهيري فى الحالتين عمليا وترفيهيا ظل تعبيرا فنيا صادقا من ضروب المعاناة وشكوى الحال وقسوة العيش وصعوبة الحياة وغربة النوى وغدر الزمان وجحود الخلان .والموال الزهيري يدعو الى الاعتزاز بالنفس وتأكيد الذات ويحث على الصبر ويبث الأمل ويتغنى بالحب ويحلم بالخلاص وتحقيق العدل الى غير ذلك من القيم والمعاني الانسانية والاحاسيس المرهفة والعواطف النبيلة السامية التى يعيها جيدا الكويتيون والخليجيون الذين عملوا فى السفر والغوص قديما، و من أعلام من قال الشعر الزهيري في الكويت هم الأستاذ عبدالله الفرج و فهد بورسلي و الأستاذ حسين بورقبه و الاستاذ عيسى القطامي و الأستاذ حمود الناصر البدر و من الماضي غير البعيد الأستاذ عبدالرحمن الضويحي رحمة الله عليهم جميعا
وقد وجدت لهذا الضرب الرائع من الشعر الشعبي ذكرا في المغرب العربي وفي مصر وفي بلاد الشام والرافدين، لكن الازدهار الاكبر والاجمل وجدته في العراق وفي الخليج و هذا الضرب من الشعر فيه شكل الموشح وفيه تناغم بديع في ترادف السجع
يسمى في بلاد الشام الغربية " الشرقاوي
ويسمى في بلاد الشام الوسطى " السبعاوي
كما يسمى قي جنوب العراق والخليج " الزهيري
ولم يقتصر هذا الضرب من الشعر على سبعة اشطر
وانما كتب بخمسة اشطر , و ستة وثمانية ونرمز لذلك كما يلي
ج ج ج ت = 4 الأبوذية و هنا تكسر القافية بعد البيت الثالث
ج-ج-ج-ت-ج = 5 حيث يعود الكاتب الى القافية الأولى
ج-ج-ج-ت-ت-ج= 6 حيث يعود الكاتب الى القافية الأولى
ج-ج-ج-ت-ت-ت-ج= 7 حيث يعود الكاتب الى القافية الأولى
ج-ج-ج-ت-ت-ت-ج-ت=8 حيث يعود الكاتب الى القافية الثانية اعني من الابيات الرابع والخامس والسادس
ثم وجدت نوعا بديعا تختبر فيه قوة الموهبة والنفس الطويل للشاعربهذا النوع من التوشيح وبما يسمى بال ( زنجير او الزنجيل ) حيث تتبدل القافية كل ثلاثة ابيات وقد تتبدل القافية اكثر من عشر مرات لكن الخاتمة او القفلة في البيت الاخير المنفد يجب ان يعود لقافية أول بيت في القطعة المكتوبة من هذا الضرب الشعري
أذيل مقالتي ببعض الأسطر المتواضعة التي تولدت في خاطري المتواضع من هذا الضرب و أرجوا أن أجد منكم نقدا لها فأنا أحب أن أستمع
للنقد الذي أجده دائما حافز لتطوير إحدى هواياتي
بحشاي حبج ربا من ضغرتي و سما
و عشقت حتى تراب نعلج و أرض شالتج و سما
يا من رضاها و طيبها علي أوسمه
لأنج وهج روحي يا ربيع دنيتي و الأنهار
يمه، العين تهل من دمعها أنهار
و من ثقل غربتي قلبي ذاب و انهار
و الدهر زرعني بصحرا و هو ناسي
نسى إنج دنياي و خلاني و ناسي
ما توب من عشقج، ولاني لذكراج ناسي
واشلون ينسى الحلا من ذاق طعم العسل
و عشقت حروف إسمج اللي تقطر عسل
من جفونخ يمه تراه، مو من الورد يستوي العسل
أخاف يمر العمر و لالي بعد رده
الوطن كل ما عطيته قلبي علي رده
و آنا الذي مالي عن حبه ترى رده (بكسر الراء
بس ذيب الظلم بنيابه عظني
نهش لحمي ولا واحد وعظني
تقطر دمومي و اصرخ يا خلق عظني
و أنا اللي كنت الباب و قليبي العتبه
عليه تدوس الناس و لالي على واحد عتبه
واشلون يعتب جسد على روح وعت به
صابر على الشفى و انا اللي شفت بعيشتي أمرار
مو مره خانتني البشر، يا يمه تراهي أمرار
كل ما مسحت دمعتي العين هلت من دمعها امرار
شاب الراس يا يمه ولا من حنه و وسمه
و سلامتكم
و قصة هذه القصيدة من الشعر الزهيري ستأتي في المستقبل إن شاء الله

Thursday, January 24, 2008

العش الدافئ


الوطن هو مكان إقامة الإ نسان و مقره و إليه أنتماؤه ، و هو محل بناء الاماني الذي تتسابق الآمال بين جدرانه، هو ذكريات و تاريخ و أحاسيس و مشاعر، هو مزيج من عبق الماضي و نور المستقبل الذان انصهرا في محيطه، هو الحنين و رواسب السنين و مرآة الكيان و بيان اللسان و عقد الزينة و الدرع الحصينة، هو الأمان من نائبات الدهر و فتك القهر، هو البداية إذ لا نهاية و هو الفكر و هو الصبر، هو الهوية و هو اللغة، و هو القبلة و الإبتسامة و الدمعة و العرقة، هو الظل و الدفء و الحنان و العشق و هو الهواء و الماء، هو الشيخ و الطفل و الرجل و المرأة و هو العدل و المساواة والصدق و الرفق، هو السماحة و التحابب ، هو الأيادي النقية و الشفاه الندية،هو أنا و أنت يا أخي و أنت يا أختي
تتردد و للأسف بين الكثير من الإخوة و الأخوات عبارة لطلاما آثرت أن لا تمر على مسامعي لأنها حقا تقطع نياط قلبي و تثير الحزن و الغضب في نفسي ليس لأن مسامعي لا تهضمها أو لأني لا أعيرها أي اهتمام لا سمح الله، و لكن حزنا على عزائم أراها تذبل كأغصان غضة و ورود مثفتحة قد نال منها صقيع الحياة فبدأت بالذبول، هذه العبارة هي " الديرة اختربت و الديرة خربانه" التي أجدها جوابا لسؤال أوجهه دائما عند السؤال عن الأحوال العامة كوني بعيدا بجسدي و ليس قلبي عن بلدي و أحبتي
الدولة هي عبارة عن مثلث مدني يتكون من أرض و شعب و سلطة، و من خلال ذالك نجد أن السلطة و الشعب هما اللذان يرسمان الصورة أو يشكلان الكيان الحقيقي للدولة، و تعتبر طبيعة الإثنين و طابع الرابطة و العلاقة بينهما العاملان المؤثران على عملية بناء الدولة، فإن فسد الإثنان أصبحت الدولة عدم، و لكن ما الحال إن فسد أحدهما و صلح الآخر؟؟، هنا نجد أن للأمر صورتان، الأولى هي فساد السلطة و الثاني هو فساد الشعب، و في الحالتين الملوم هو الشعب (كما تكونوا يولى عليكم) فالسلطة لا تتجرأ على الشعوب إلا إن استشعرت فيهم ضعفا أو فرقة أو جهلا أو دناءة، في الكويت الملوم هو الشعب في وجهة نظري المتواضعة، نفوس البشر أصبحت منغلقة، و يد التطاول أصبحت ممدودة بعد بتر يد الألفة و الأمانة، فالإيثار و التسامح و الرأفة و الرحمة و الشرف و العفة و الصدق و الوفاء و التواضع و الغيرة و الثقة كلهم استبدلو بحب الذات و الجشع و الظلم و القهر و الجبروت و استباحة محارم الناس و أموالهم و حقوقهم و تمجيد الأسماء و الرموز و النفاق، و أكاد أجزم بأنه لا تخلو دائرة و لا جهة و لا قسم من شخص أو عدة لا يخلصون في أعمالهم و يسلكون من الوصولية و التسلق و سحق الغير و الفوضى كأساليب للأداء، و الجدير بالذكر أن كل هذا صحب نموا قياسيا للنعرات الإنتمائية و الطائفية و القبلية و الطبقية و غيرهم و من ينكر ذالك فليسمح لي و يتقبل أسفي بأن أقول له/لها " يا زيـن مـا شـوف أنـا بقلوبكـم حنـا " (بفتح الحاء و النون)، و كمحصلة طبيعية لكل هذا قسم المجتمع إلى جزئيات هي أساسا في ما بينها غير منسجمة، لماذا؟؟، لأنها مبنية أساس على المصلحة، فإن تواجدت المصالح توافقوا و انسجموا و إن انعدمت تناحروا و سحق كل منهم الآخر، و مات الولاء و انعدم العطاء و أصبح البشر يقيمون بعضهم البعض من خلال موازين غير وطنية و أسس شخصية بحته، فكبرت الفروق و تناطحت الأفكار وكبر الفتق و طغى مبدآ التشتت والتقوقع و بات المجتمع بلا هوية و لا رابطة، و أكبر دليل على ذالك هو مجلس (الأمة) الذي يرهق الأمة و هو انعكاس حقيقي للمجتمع و الناطق بلسان حاله، من الذي أتى بهذه الشرذمة إليه، ألسنا نحن؟، و مما يخنق حقيقتا أنه من المفروض أن هؤلاء هم من يشرعون على الأمة قوانينها و يذودون عن مصالحها، و لكن على العكس " ربـع الفراغـات عنـد النايبـه عدهـم" إذا هل العيب في البلد أم فينا، هل الديرة خربانه والا احنا اللي مجيمين؟؟
الإصلاح ليس أمر يخلق بين عشية و ضحاها، و لكنه يرزع و أول غراسه في القلب و النفس، إذا ما المرء منا لم يصلح نفسه فلن يجد ضالته أبدا، أنا أصلح نفسي أولا و أوئد كل أمر قد يشين نيتي و معاملتي لإخوتي، فإن لم أفعل ذالك فقدت ثقتي بهم و أصبح على الوطن السلام، متى ما نظر المرء منا إلى من سواه بنظرة أخوية (بحتة) لا تشوبها شائبة و لا تعكر صفوها نسمة الهواء سنجد الإصلاح ينمو غراسه و يثمر زرعة و يينع ثمره و سنجنيها نحن و ليهنأ بأكلها وطننا الحبيب و لا أحد سواه، علاجنا لأنفسنا هو وأد لداء مجتمعنا، متى ما ذابت الفروق و توحدت العروق نبدأ رحلة التطوير
فبعد هذا كله منو الخربان إحنا و الا الديرة ؟؟؟، إذا كان الجواب نحن فإن الوطن يحتضر و لنبدأ رحلة الإصلاح معا و لا ننسى " ايد وحده ما تصفق" و ماكو أحد يشربك مثلكم يا كويتيين على الأرض، فليراجع كل منا يومياته و يحاسب نفسه على أخطائه، مع نفسه و الآخرين ففي ذالك خير المنفعة
وأرجو المعذرة على الإطالة فلقد كان حديثي من القلب مباشرة و لم أستطع الوقوف

ملاحظة: كنت زاير مدونة الأخ (صلاح) و مدونة الأخ (كيو ايت_ انج) و قريت مقالتين لهم يشكون فيهم هموهم من الوضع المحبط في البلد فعورني قلبي صراحة و كتبت هالكلام و يشهد علي الله إنه يعز علي إني أشوف انسان مقهور ولا اوقف وياه ولو حتى بكلمة، و اشلون إذا كان هذا الإنسان اخوي، و أوعدكم يا أخواني صلاح و كيو ايت_انج ما أرضى بالغلط حتى لي بدر مني

و أسأل الله التوفيق و السداد للجميع

Wednesday, January 16, 2008

أمل و ألم


سيناريو قصصي مستلهمة مجرياته و أحداثه من حقيقية لا تنكر في مجتمعنا يضجر منها الكثير من الحريصين على تقوية روح الأمل و مبدأ العدالة و صناعة الإنسان، أثرت في الكثير من أبناء المجتمع، و أكاد أجزم بأن ما من واحد منا إلا و سمع أو عاش قصة مثيلة لها، شباب و شابات يخطون
نحو عبور جسر من أهم جسور الحياة، و هو الرابط ما بين الحياة الدراسية التي تنصقل من خلالها العقول و النوايا و الملامح و حيثيات الأداء و الأحلام ،و الحياة العملية التي يبدؤها المرء منا بكل حيوية لتجسيد ما رسبته السنون من آمال و طموحات و شغف، و الحقيقة التي يشار إليها في هذا المقام هي أن المجتمع يقسم هذه الثروة الحياتية من أبنائه إلى مجموعتين، الأولى هي مجموعة أصحاب القنوات الميسرة و أخرى إلتوائية إن صح التعبير (أهل الواسطات بكل أشكالها)، وهم أهل النفوذ الإجتماعي الطبقي (طقة بو سند اللي بدرب الزلق) أو الإنتمائي المميز (قبيلة، تيار، حركة مذهبية و غيرهم) وهم جماعة "من صادها عشى عياله" على ما قالوا الأوليين و شغلهم ماشي بكل جحر و وكر،و أما البقبة فهم مجموعة ما يسمون ب "أهل الله" و التسمية هنا مجازية فالكل عبيد لله جل شأنه و علا مكانه، و هذه المجموعة التي تضم أهل الإخلاص الرافضين لمبدأالتسلق على أكتاف الغير و للفكر الوصولي، بالإضافة إلى من لا يملكون سوى اللجوء إلى الله عز و جل و الرضا و القناعة بالقضاء و القدر، هؤلاء يشكلون الشريحة التي تعيش المآسي و تتلمس آلامها أكثر و تتعثر في عبور جسر الأحلام و في الكثير من الأحيان لا يسمح لها بالعبور، لأنهم دوما كبش الفداء لارتقاءالمنتمين للمجموعة الأولى

قصتنا تتعلق بشاب في مكتمل العمر، قضى فترة من حياته مغتربا، أمضى فيها أجمل لحظات عمره يغرس بذور العلم في حقول عقله و ينتظر يوم العودة الذي يجني فيه ثمار تعبه ، يعود ليصطدم بواقع مخيف و مؤلم حقيقة، واقع التهميش و واقع القانون و اللوائح التي تقف أمامه كسباع الفلا و تصبح أمام غيره ضباع، نال الألم منه ما نال و أصبح كثير الضجر، و ذات يوم خرج ذاهبا ليطوي بضعة خطوات على أحد الشواطئ لعل نسائم البحر تحاكي أحزانه و وقف بالقرب من أحد المرافئ فسالت دموعه حسرة على حاله، رآه شيخ طاعن بالسن فدارت بينهما محادثة شفافة إليكم ما حدث

همت و ما وعيت إلا و أنا واقف على المسنه
واشوف الطراريد تتمايل على خديد البحر من لامسنه
شافني شيبه قاعد ويمه منتب للهامه سنه
و قال، حسبي الله على الظلم و على الخلق سنه
وطبطب على هاماتي و قال اللي راح يا ولدي راح
رحت أنا فدوة لدمعتك و قام يصفق الراح بالراح
اسمع كلمة أبيك و إخذ الأمور براح
ولام الحضر و البدو ولام شيعه و لام سنه


Wednesday, January 9, 2008

الدينار و بلاع البيرة


رخيص منهو يبيع الوفا لأرضه بدينار
يحجي عن الدين وهو معزبه درهم و دينار
لا نخوة فيه و لا طيب، بدل دينه بدين نار
خوان جذاب و متلون مثل الداب يقرص
تشوفه دوم متخفي و ملتوي و متحقرص
و من تهمله عيناك ،برز نيابه الملعون و قام يقرص
ليتها تصير مثل ناسج يا ربية ناسك يا دينار

عندما قضيت إجازة قصيرة في الكويت أثناء فترة الصيف الماضي أوجست شعورا بالإستغراب المصحوب بالإشمئزاز حقيقة، أينما ذهبت و أينما جلست و مع أي جماعة باختلاف مشاربها و فكرها كان الطابع الأغلب على طبيعة الحديث هو الطابع المادي، اهتمام الناس غير المفسر على الأقل لدي بالأسهم و طرق تحصيل المال بنسب ربحية عالية و كنزه و غير ذالك مع إهمال ما هو في وجهة نظري المتواضعة أهم من ذالك كالأسرة و العلم و المجتمع و غيرهم، و كان شبح يطاردني أينما ذهبت، و قد تلا ذالك موضوع القروض و أحداثه التي شهدها الجميع و تابعتها عن بعد، المضحك المبكي هو أن الجميع يردد المثل المعروف " الطيور طارت بارزاقها" و يستخدمه كذريعة لخلق ذالك الطابع مهملا بالتبعية شرعية بعض الأعمال و واجباته الأسرية و أيضا تلك التي يفرضها أنتماؤه للمجتمع كونه جزءا لا يتجزأ منه، كإخلاصه و مثابرته في عمله، و السخيف هنا أيضا أن يتذرع البعض بأسباب غير عقلائية كجعل الكماليات الحياتية أولويات مما زاد الأعباء على الكثير من الناس و بالتالي أصبحوا يعيشون حالة انعدام الإستقرار و التوازن النفسي و العقلي مما دفعهم إلي إالغاء العقل و سيطرة الهوى عليهم، طبعا ليس بالأعم بل الأكثر، و كنتيجة لذالك أصبحوا دمى يحركها نواب مجلسنا الموقر و المستحوذين و المتكسبين ماديا و سياسيا و الذين بالكويتي "أكلوا الخضر و اليابس أكال من هالشق لي هالشق"، ينكسر قلبي عليهم والله و أحيانا حين يستخفون بالنصائح و أقول "قلعه" و لكن يؤنبني ضميري فهؤلاء أهلي و ناسي و لست بذي قيمة من دونهم و تكون محصلة ذالك غضب شديد و ضجر من المستفيد من وجود هذه الحاله في مجتمعنا، كمثال لا الحصر دخلت في إحدى المرات في نقاش مع مجموعة و كعادة الكثير من الكويتيين أخذ الموضوع يتشعب و من قضية إلى أخرى و استقر الحديث عند سؤال سألني إياه أحد الإخوه قائلا " اشرايك بسالفة الفحم المكلسن؟" فابتسمت، قلت له: دعني أسألك عن معنى مكلسن و ما هو الفحم المكلسن قبل أن أجيبك، فقال "ما أدري" فقلت: كيف تريد مني أن أجيبك و أثري عليك في موضوع يتعلق بشئ مجهول لديك، هذا أمر غير عقلائي، فأجاب "أنا أتحدث هنا عن قضية مالية و ليست علمية"، فسألته: و كيف تسنت لك معرفة قضية كهذه؟ فأجاب" من جلسات مجلس الأمة و الصحف"، فأجبته قائلا، أتأخذ كلام شخص يقول" و ماذا عن الفحم المكلسن، و الله مادري شنو الفحم المكلسن" و هو إن أراد معرفة ماهية الفحم المكلسن ما كان عليه إلا أن طباعة "الفحم المكلسن" في (قوقل) و سيجد معلومات بعدد المرات التي طلب كل عضو من وزير تخليص معاملة على حساب القانون و حقوق الضعفاء من الناس التي انتهكت، السخيف هنا أن هذا العضو يعد أكاديميا و الناس تسأل عن أسباب تقهقر الحركة التعليمية في الكويت، و قلت: فلو عرفت ماهية الفحم المكلسن لاتضحت أمامك أمور كثيرة تزيل الكثير من الشبهات ، كطريقة تصنيعه و التقنيات المطلوبة و مدى توافرها و غيره و من بعد ذالك قم بربط ما تسمعه من أطروحات في مجلسنا الموقر و الصحف مع ما لديك من معلومات مما سيقودك إلى بناء رأي منطقي تمتلك القدرة على شرحه و إيضاحه على الأقل، أترككم مع هذا المشهد و تكفون تحملوا الملاقة التي في البداية و التي لها علاقة أيضا بالدينار و ما يسويه الدينار

Sunday, January 6, 2008

يا كويت

لج في ثنايا القلب عشق ما يحده حد
و عيني ما جد شافت بزينج أحد
يا أرضي و يا بيت الوفا لج أنا سيف سنين الحد
لكن يور الزمان شلني و وين ألاقي علاج
طبع الانذال هدني و لا لي من قرصته علاج
ميهود و ارتجي منج الطب و علاج
حيران خايف مثل طير يحده الصياد حد