كم أعشق الأدب و الشعر و كم أهواه و من فنونه التي فتنتي بجمالها هو ما يعرف بالشعر أو الموال الزهيري الذي أطرح بين أشعة مقلكم الغالية بعض النقاط المتعلقة به
الموال الزهيري فن شعري شعبي ذائع الصيت فى الكويت ودول الخليج العربي واجمعت الخاصة والعامة على تذوقه رواية وابداعا . ويؤدي الزهيري وظائف حيوية فى المجتمع الشعبي العربي منها وظيفة عملية اثناء العمل على ظهر السفينة حين كان النهام او المنشد البحري يؤدي الزهيري أدءا محددا بألحان بحرية معروفة كالياهي والغريري والراكد والمحرقي تشاركه الردادة او البحارة اثناء قيامهم بأعمال التجديف ويطلق على هذه النغمة لحن اليا مال .والوظيفة الاخرى ترفيهية حيث كان الزهيري يؤدى اثناء راحة البحارة على ألحان شعبية كالمخالف والحدادي والفجري والعدساني وبمصاحبة آلات الايقاع المعروفة كالطبل والطار واليحلة وهى عبارة عن وعاء فخاري معروف بايقاعه الغليظ .ولكن الزهيري فى الحالتين عمليا وترفيهيا ظل تعبيرا فنيا صادقا من ضروب المعاناة وشكوى الحال وقسوة العيش وصعوبة الحياة وغربة النوى وغدر الزمان وجحود الخلان .والموال الزهيري يدعو الى الاعتزاز بالنفس وتأكيد الذات ويحث على الصبر ويبث الأمل ويتغنى بالحب ويحلم بالخلاص وتحقيق العدل الى غير ذلك من القيم والمعاني الانسانية والاحاسيس المرهفة والعواطف النبيلة السامية التى يعيها جيدا الكويتيون والخليجيون الذين عملوا فى السفر والغوص قديما، و من أعلام من قال الشعر الزهيري في الكويت هم الأستاذ عبدالله الفرج و فهد بورسلي و الأستاذ حسين بورقبه و الاستاذ عيسى القطامي و الأستاذ حمود الناصر البدر و من الماضي غير البعيد الأستاذ عبدالرحمن الضويحي رحمة الله عليهم جميعا
وقد وجدت لهذا الضرب الرائع من الشعر الشعبي ذكرا في المغرب العربي وفي مصر وفي بلاد الشام والرافدين، لكن الازدهار الاكبر والاجمل وجدته في العراق وفي الخليج و هذا الضرب من الشعر فيه شكل الموشح وفيه تناغم بديع في ترادف السجع
يسمى في بلاد الشام الغربية " الشرقاوي
ويسمى في بلاد الشام الوسطى " السبعاوي
كما يسمى قي جنوب العراق والخليج " الزهيري
ويسمى في بلاد الشام الوسطى " السبعاوي
كما يسمى قي جنوب العراق والخليج " الزهيري
ولم يقتصر هذا الضرب من الشعر على سبعة اشطر
وانما كتب بخمسة اشطر , و ستة وثمانية ونرمز لذلك كما يلي
وانما كتب بخمسة اشطر , و ستة وثمانية ونرمز لذلك كما يلي
ج ج ج ت = 4 الأبوذية و هنا تكسر القافية بعد البيت الثالث
ج-ج-ج-ت-ج = 5 حيث يعود الكاتب الى القافية الأولى
ج-ج-ج-ت-ت-ج= 6 حيث يعود الكاتب الى القافية الأولى
ج-ج-ج-ت-ت-ت-ج= 7 حيث يعود الكاتب الى القافية الأولى
ج-ج-ج-ت-ت-ت-ج-ت=8 حيث يعود الكاتب الى القافية الثانية اعني من الابيات الرابع والخامس والسادس
ج-ج-ج-ت-ت-ج= 6 حيث يعود الكاتب الى القافية الأولى
ج-ج-ج-ت-ت-ت-ج= 7 حيث يعود الكاتب الى القافية الأولى
ج-ج-ج-ت-ت-ت-ج-ت=8 حيث يعود الكاتب الى القافية الثانية اعني من الابيات الرابع والخامس والسادس
ثم وجدت نوعا بديعا تختبر فيه قوة الموهبة والنفس الطويل للشاعربهذا النوع من التوشيح وبما يسمى بال ( زنجير او الزنجيل ) حيث تتبدل القافية كل ثلاثة ابيات وقد تتبدل القافية اكثر من عشر مرات لكن الخاتمة او القفلة في البيت الاخير المنفد يجب ان يعود لقافية أول بيت في القطعة المكتوبة من هذا الضرب الشعري
أذيل مقالتي ببعض الأسطر المتواضعة التي تولدت في خاطري المتواضع من هذا الضرب و أرجوا أن أجد منكم نقدا لها فأنا أحب أن أستمع
للنقد الذي أجده دائما حافز لتطوير إحدى هواياتي
بحشاي حبج ربا من ضغرتي و سما
و عشقت حتى تراب نعلج و أرض شالتج و سما
يا من رضاها و طيبها علي أوسمه
لأنج وهج روحي يا ربيع دنيتي و الأنهار
يمه، العين تهل من دمعها أنهار
و من ثقل غربتي قلبي ذاب و انهار
و الدهر زرعني بصحرا و هو ناسي
نسى إنج دنياي و خلاني و ناسي
ما توب من عشقج، ولاني لذكراج ناسي
واشلون ينسى الحلا من ذاق طعم العسل
و عشقت حروف إسمج اللي تقطر عسل
من جفونخ يمه تراه، مو من الورد يستوي العسل
أخاف يمر العمر و لالي بعد رده
الوطن كل ما عطيته قلبي علي رده
و آنا الذي مالي عن حبه ترى رده (بكسر الراء
بس ذيب الظلم بنيابه عظني
نهش لحمي ولا واحد وعظني
تقطر دمومي و اصرخ يا خلق عظني
و أنا اللي كنت الباب و قليبي العتبه
عليه تدوس الناس و لالي على واحد عتبه
واشلون يعتب جسد على روح وعت به
صابر على الشفى و انا اللي شفت بعيشتي أمرار
مو مره خانتني البشر، يا يمه تراهي أمرار
كل ما مسحت دمعتي العين هلت من دمعها امرار
شاب الراس يا يمه ولا من حنه و وسمه
و سلامتكم
و قصة هذه القصيدة من الشعر الزهيري ستأتي في المستقبل إن شاء الله