باتت الحياة هذه الايام أكثر التباسا على المرء من كثرة الغوغاء التي تتشبع بها على مختلف المستويات و في جميع الميادين، و باتت الروية في بناء الرأي و الحكم على مختلف أمورها مطلب لا غنى عنه ، و بات التمحيص في التشخيص منجاة لصاحب العقل و ميزة عن صاحب الهوى ، إذ أصبح التلبس بالصفات و اضدادها من أسهل الأمور و أيسرها
أنقل إليك عزيزي القارئ جزءا من إحد ما يروى من وصايا الإمام علي بن أبي طالب لولده الحسن عليهما السلام، و كم هي مشكاة تلك الكلمات لكثير من مواضع العتمة، كما يستلهم منها ععقلي الصغير جدا على أقل اعتبار
ورد في الرواية عنه عليه السلام أنه أوصى ولده الحسن عليه السلام في إحدى الوصايا فقال
"كيف بك إذاصِرتَ في قوم صبيهم غاوٍ ، وشابهم فاتك ، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عنمنكر ، قد استحوذ عليه هواه ، وتمسك بعاجل دنياه ، لا يهابون إلا من يخافون لسانه، ولا يكرمون إلا من يرجون نواله ، لا يسمعون دعاء ، ولا يجيبون سائلاً ، قداستولت عليهم سكرة الغفلة ، وغرّتهم الحياة الدنيا ، إن تركتهم لم يتركوك ، وإنتابعتهم اغتالوك ، إخوان الظاهر ، و أعداء السرائر ، يتصاحبون على غير تقوى ، واذاافترقوا ذم بعضهم بعضا ، تموت فيهم السنن ، وتحيا البدع ، فكن عند ذلك (في الفتنة،بحسب رواية أخرى) يا بني كابن اللبون لا ظهر فيركب ، ولا ضرع فيحلب ، ولا وبرفيسلب، وما طلابك لقوم إن كنت فيهم عالماً عابوك ، وإن كنت جاهلاً لم يرشدوك ، وإنطلبت العلم قالوا متكلف ، وإن تركت طلب العلم قالوا عاجز ، وإن تحققت لعبادة ربكقالوا متصنع ، وإن لزمت الصمت قالوا ألكن ، وإن نطقت قالوا مهذار ، وإن أنفقتقالوا مسرف ، وإن اقتصدت قالوا بخيل"
معان بعض المفردات
صبيهم: الصَّبْوَة:جَهْلَة الفُتُوَّةِ واللَّهْوِ من الغَزَل، ومنه التَّصابي والصِّبا. صَباصَبْواً وصُبُوّاً وصِبىً وصَباءً
والصِّبْوَة:جمع الصَّبيِّ، والصِّبْيةُ ، لغة، والمصدرالصِّبا. يقال: رأَيتُه في صِباهُ أَي في صِغَرِه
غاوٍ: الغَيُّ:الضَّلالُ والخَيْبَة. غَوَى، بالفَتح، غَيّاً وغَوِيَ غَوايَةً؛ الأَخيرة عن أَبيعبيد: ضَلَّ
ورجلٌ غاوٍ وغَوٍ وغَوِيٌّوغَيَّان: ضالٌّ
ورجلٌ غاوٍ وغَوٍ وغَوِيٌّوغَيَّان: ضالٌّ
شابهم: الشَّباب: الفَتاء والحداثةُ.شبَّ يشِبُّ شباباً وشبيبةً، و الشباب: جمع شابٍّ، وكذلك الشُّبان
شيخهم: الشيْخُ: الذي استبانتْ فيه السن وظهرعليه الشيبُ؛ وقيل: هو شَيْخٌ من خمسين إِلى آخره؛ وقيل: هومن إِحدى وخمسين إِلى آخر عمره؛ وقيل: هو من الخمسين إِلى الثمانين
إبن اللبون: إبن الناقة إذا استكملسنتين
تابعتهم: تَبِعْتالقوم تَبَعاً وتَباعةً، بالفتح، إِذا مشيت خلفهم أَو مَرُّوا بك فمضَيْتَ معهم
اغتالوك: غالهالشيءُ غَوْلاً واغْتاله: أَهلكه وأَخذه من حيث لم يَدْر
ألكن: اللُّكْنَة:عُجْمة في اللسان وعِيٌّ. يقال: رجل أَلْكَنُ بيِّنُ اللَّكَن
مهذار: الهَذَرُ: الكلام الذي لا يُعْبَأُ به. هَذرَ كلامُههَذَراً: كثر في الخطإِ والباطل، مهذار : كثير الكلام و الهذر
مهذار: الهَذَرُ: الكلام الذي لا يُعْبَأُ به. هَذرَ كلامُههَذَراً: كثر في الخطإِ والباطل، مهذار : كثير الكلام و الهذر
معان المفردات مصدرها كتاب قاموس العرب
بوركت
ReplyDelete