كنت أقرأ خبر افتتاح جامعة الملك عبدالله في الأسبوع الماضي و كنت أتساءل عن حجم الحظور السياسي و التغطية الإعلامية للإفتتاح و لم أجد سببا غير الذي وجدته و هو إرسال رسالة للغرب بان المملكة بدأت تتجه نحو مزيد من الإنفتاح و بالتالي تكون المملكة قد أخذت خطوات تجاه نفي ما ينسب إليها بأنها بؤرة أو مركز للفكر الإسلامي المتزمت أو المتطرف طبيعة، و على الرغم من مشاركة جامعات عالمية كما تصنف في بناء الجسم العلمي و الأكاديمي لها إلا أن هذا ليس سببا كافيا كي يحضر افتتاح جامعة شخصيات على مستوى رؤساء دول، لأنه و حسب معلوماتي و عقلي المتواضعين هناك جامعات في المنطقة شيدت وفق نفس السياستين الأكاديمية و العلمية بالتعاون مع جامعات متميزه عالميا في قطر و الإمارات و لم يصحب افتتاحها زخما مماثلا للزخم الإعلامي الذي صحب افتتاح هذه الجامعة، و مع هذا كله فإنني أهنيء الإخوة في المملكة على تشييد صرح علمي كهذا يوفر خدمة عظيمة للأجيال القادمة، بعد الإنتهاء من المقال أخذت لا شعوريا أضحك لأنني بدأت أتذكر حجج و مطالبات بعض الإخوة الأفاضل من الشخضيات النيابية عندنا في الكويت الذين جعلوا من جامعة الشدادية مصداقا لقصة "ديوان السبيل" الذي عرضه التلفزيون الكويتي مطلع الألفية الثانية من ناحية، و من ناحية أخرى قصة طريفة تتعلق بمبنى جامعة الكويت الكائن في الشدادية
منذ بضع سنين مضت قدم إلى الولايات المتحدة وفد يتكون من حوالي خمسين شخصا و قام بجولة شملت تقريبا عشر جامعات تم خلالها إلقاء محاضرات و عرض خبرات في مجال المعمار و الهندسة المعمارية من قبل الجامعات، و الجدير بالذكر أن ذالك الوفد المهول كان يضم أعضاء من الهيئة التدريسية في جامعة الكويت و مهندسين من جهات و هيئات حكومية مختلفة، الفكرة من الجولة كانت أن يرجع الوفد و في مخيلته صورة لا نقول كروكية و لكن تصورية لما سيقدمه من متطلعات و اقتراحات من شأنها تسهيل هندسة الجامعة بجميع متطلباتها من قاعات محاضرات و مكاتب و مكتبات و مختبرات ....... إلخ و ليس توفير تصميم يجعل من جامعة الكويت أعجوبة تضم إلى عجائب الدنيا السبع، و لكن خمسون عقلا مضافين إلى الله أعلم كم عقلا في الكويت لم يتوصلوا إلى الآن إلى خاتمة لموضوع أو قضية الشدادية و السبب كما أراه يكمن في أمرين أولهما أن المحمل اللي له أكثر من نوخذه طبـعـــــــــــــــــــــــــــــــان فما بالك مليون نوخذه، هذا بالإضافة إلى إيماني التام بأن الحكومة لم تجعل للإرادة المتعلقة بالإهتمام بالتعليم فرصة تخلق ضمن طيات ملفاتها و أولوياتها
لو حسبنا تكلفة الجولة التي قام بها الوفد المشكل من خمسين عضوا و إضافة تكلفة التعديلات التي تم استحداثها لاحقا تلبية لطلبات البعض، و المناقصات الجانبية و الشروط الجزائية و التأخير لوجدنا أننا بذرنا مبلغا من شأنه بناء جامعة صغيرة بكامل معادتها، و لكن لا يسعني هنا إلا أن أستذكر المثل المصري القائل " اللي معاه إرش محيره يجيب حمام و يطيره" و احنا ربعانا طيروا الطيور كلها و قطاوة السكيك يايهم الدور هم بيطيرونهم لو بصعاديات
يقولون إن سبب تأخير الجامعة إلى الآن هو وجود سدرة بين المباني و خايفين يشيلونها لا يطلع فيها يني، و خايفين يخلونها تكنر و يشتغل المحاذف و تتكسر درايش المباني و بعدين يستجوبون الوزيرة و يلومونها ليش ما عطت كل طالب و طالبة مردي علشان يطيحون الكنار بدون ما يكسرون الدرايش، فالوزيرة مسكينة تصير غير حريصة على المال العام، و حايرين الجماعة مساكين
ما عليه، تتسنع الأمور إن شاء الله، إن شاء الله تتسنع